كتب - عبدالله إلهامي ونور القاسمي:
كشف السفير الصيني لدى البحرين لين تشين عن رصده 76 ألف موضوع على محرك البحث غوغل رصدت زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى للصين، إضافة إلى 323 ألف موضوع تم نشره باللغة الصينية على محرك بحث صيني خاص بالدولة، مشيراً إلى أن 360 محطة فضائية صينية كل منها تملك 4 قنوات في جميع أنحاء الدولة، فضلاً عن 1918 صحيفة مطبوعة توزع بشكل يومي غطت الزيارة، ما يعطي صورة واضحة للتغطية الإعلامية للزيارة الملكية ومدى الاهتمام الذي حظيت به. وقال السفير الصيني، خلال استضافته من قبل جمعية الصحفيين البحرينية أمس الأول بحضور نخبة من رجال الأعمال والإعلاميين والصحفيين، إن» البحرين بلد منفتح ومتنوع الثقافات(..) وزيارة جلالة الملك حققت نجاحاً بكل المقاييس وستدفع بمجالات التعاون بين البلدين»، مشيراً إلى أن «انطلاق الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي بين الدول الخليجية وجمهورية الصين الشعبية سيكون بكين بتاريخ 4 نوفمبر المقبل».
وأضاف السفير تشين أن «الزيارة الملكية السامية جاءت بدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، وتعد على أعلى مستوى من الزيارات الرسمية حيث تم خلالها إجراء مباحثات هامة حول العلاقات الثنائية والقضايا التي تهم البلدين»، مؤكداً «وجود اتفاق تام بتعزيز التعاون في كافة المجالات، وقد اتفقت القيادتان على مواصلة الدعم المتبادل في القضايا الثنائية».
وأكد السفير لين تشين على دعم الصين للجهود المبذولة بشأن استقرار المملكة ومواصلة الحوار، مشيداً بالمشروع الإصلاحي الذي دشنه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وقال إن جلالة الملك والرئيس الصيني اتفقا على مواصلة الدعم المتبادل في المحافل الدولية الأمر الذي يعزز الثقة المتبادلة بين البلدين، فيما أشار إلى زيارة جلالة الملك المفدى للمعرض الصيني العربي. وأكد الاهتمام الواسع من قبل الإعلام الصيني للزيارة الملكية السامية ونقل فعالياتها من قبل وسائل الإعلام، وقال إنه راجع بعض الأرقام حول الزيارة السامية على محرك البحث غوغل ووجد 76 ألف موضوع تم نشره عن الزيارة، إضافة إلى محرك بحث صيني معروف، قد رصد فيه 323 ألف موضوع تم تداولها حول الزيارة نشرت باللغة الصينية، وهو ما يعكس مدى الاهتمام للإعلام الصيني بالحدث، واستدرك قائلاً أن تلك المواقع لا يندرج تحتها الصحف والقنوات التلفزيونية.
وقال السفير تشين أن التقارير الصحفية أشارت إلى أهمية البحرين وموقعها المتميز في منطقة الخليج العربي، وأكدت على أن البحرين بلد منفتح ومتنوع الثقافات.
من جهته، قال رجل الأعمال خالد الزياني إنه «زار الصين برفقة عدد من المسؤولين في شركاته لدراسة 5 مشاريع صناعية وعقارية وزراعية بالإضافة إلى البضائع التي يتم استيرادها من الصين، بينما أكد رجل الأعمال عبدالحميد الكوهجي، أن زيارة جلالة الملك جاءت في وقت مناسب جدا ويجب استثمارها، وطالب الحكومة بدعوة الشركات الصينية للاستثمار في البحرين وتقديم التسهيلات لهم، مشدداً على أن الصين هي العملاق الاقتصادي القادم.
واتفق السفير مع الكوهجي على أن زيارة جلالة الملك المفدى حققت نجاحاً بكل المقاييس ما سيدفع مجالات التعاون بين البلدين، وشدد على ضرورة استثمار تلك الزيارة، فيما نوه إلى أن التعاون لن يقتصر على المجال التجاري فقط، وإنما يركز أيضا على الشأن الثقافي والسياحي.
وأوضح الكوهجي أن الشركات الصينية لديها إمكانيات عالية، داعيا الى بحث فرص التعاون، بينما أشار إلى ارتفاع رسوم التأشيرة الصينية، لكن السفير تشين أكد أنه «تم الاتفاق مع وزارة الخارجية البحرينية لتخفيض الرسوم للنصف»، وقال إن الاستثمارات الصينية التي ستوجه للخارج خلال السنوات الخمسة القادمة ستصل إلى 500 مليار دولار، بينما سيصل حجم استيراد الصين من الخارج 10 تريليون دولار، مؤكداً أنها سوق كبير يمكن إيجاد فرص استثمارية فيه.
من جانبه أشاد رجل الأعمال جواد الحواج بالزيارة الملكية السامية وأكد أنها تصب في دعم العلاقات بين البلدين، وأضاف قائلا: على المستوى الاقتصادي شهدنا تطور في مجالات التعاون والعلاقات التجارية وخاصة في المجال الزراعي والذي تتقدم فيه الصين بشكل فائق
وأشار الدكتور عبدالله المدني إلى أن العلاقات الحكومية بين البلدين موجودة منذ زمن طويل بينما لم تشهد العلاقات على المستوى الشعبي تقدماً موازياً، ودعا إلى إرسال طلبة صينيين للدراسة في البحرين أسوة بنظيرتها الكويت، وقد أيد السفير الصيني تأخر العلاقة لكنه أكد على تطورها السريع.
وقال إن العلاقات بدأت مع البحرين من خلال التجارة، وقد تم مؤخراً إعطاء أهمية للجانب الثقافي، فيما دعا إلى ضرورة التركيز على علاقة التواصل بين الشعبين وذلك بعد توقيع اتفاقية بين البلدين لافتتاح مركز لتعليم اللغة الصينية بجامعة البحرين، وفي المقابل وضعت الصين البحرين ضمن الوجهات السياحية المستهدفة.
من جانبه أشاد محمد حمد المحميد السفير السابق للبحرين لدى الصين بالاتفاقية الخاصة بافتتاح معهد لتعليم اللغة الصينية بجامعة البحرين، وقال إن العام القادم سيشهد احتفالاً بمرور 25 عاما على العلاقات البحرينية الصينية.
وحول القضايا الخاصة بالمنطقة العربية ودول الخليج أكد السفير الصيني على أن الصين تدعو إلى تعدد الأقطاب وتتبنى سياسة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وتتمسك به خاصة في الآونة الأخيرة، فيما نوه إلى أن العلاقات الصينية مع إيران قديمة وجيدة كمثلها مع دول الخليج، وأضاف قائلاً إن الصين أكدت خلال زيارة جلالة الملك على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية ولن تكون وسيطاً بين أي جهتين إن لم يطلب منها ذلك.
ولفت السفير تشين إلى موعد انطلاق الدورة الثالثة للحوار الاستراتيجي في بكين بتاريخ 4 نوفمبر القادم، مشيراً إلى أنه بدأ في العام 2009، وكان له الأثر الإيجابي في نمو العلاقات بين دول الخليج والصين، معرباً عن أمله في أن تتطور العلاقة باستمرار وأن يعم الاستقرار والسلام في المنطقة
وأوضح السفير الصيني كيفية تغلب الدولة على الندرة في الغذاء والموارد، قائلاً إن سياسة الطفل الواحد التي انتهجتها الصين مؤلمة وواجهت انتقادات كثيرة لكنها في المقابل استطاعت أن تنخفض بمستوى النمو السكاني إلى 2 في الألف بالمقارنة مع متوسط الدول الأخرى الذي يصل إلى 3%، فيما ركزت الصين على الزراعة كونها في الأساس بلداً زراعياً وتمكنت الصين من استغلال التكنولوجيا لتوفير غذاء 22% من سكان العالم من خلال مساحة 7% من الرقعة الزراعية العالمية، لافتاً إلى أن ما حدث يمثل إسهاماً كبيراً من الصين للحد من المجاعة في العالم بشكل عام.