رويترز - سراييفو: سينحي شعب البوسنة والهرسك انقساماته العرقية جانباً اليوم الثلاثاء وسيتوحد خلف منتخبه الوطني سعياً لنيل مكان في نهائيات كأس العالم لكرة القدم العام المقبل.
وعقب إضاعة الفريق لعدة فرص يمكن للبوسنة أن تتأهل لنهائيات كأس العالم كدولة مستقلة إذا خرجت بنتيجة جيدة في آخر مباراة بالتصفيات أمام ليتوانيا.
ويتوقع أن يتوجه أربعة آلاف مشجع إلى كاوناس لحضور مباراة الفريقين في المجموعة السابعة بينما تمت إقامة منطقة كبيرة للجماهير في سراييفو، حيث يمكن للاعبين أن يحتفلوا فيها مع المشجعين إذا ما عادوا من ليتوانيا بعد ضمان التأهل للنهائيات التي ستقام العام المقبل في البرازيل بمشاركة 32 دولة.
ولكي تقوم بذلك فإن على البوسنة أن تحتفظ بفارق الأهداف الكبير على حساب اليونان في قمة المجموعة مع معادلة النتيجة التي سيحققها الفريق المنافس أمام ليختنشتاين متذيلة ترتيب المجموعة.
ويملك الفريقان المتصدران 22 نقطة إلا أن البوسنة تمتلك فارقاً يبلغ 23 هدفاً بينما سجلت اليونان ستة أهداف أكثر من التي سكنت شباكها.
وبعد صراع دموي استمر بين 1992-1995 والذي أدى إلى تقسيم يوغوسلافيا السابقة فإن البوسنة لاتزال تعاني من وطأة التقسيمات العرقية وعدم الاستقرار السياسي والمصاعب الاقتصادية.
وقالت ميلا سوفيتش وهي مديرة مسلمة من سراييفو تبلغ من العمر 29 عاماً لرويترز «شاهدنا أن المنتخب الوطني قد وحد الشعب وأنهم لم يعودوا يهتموا بالنواحي العرقية لأنهم باتوا فخورين بأنهم من البوسنة والهرسك».
وأضافت «نجاح المنتخب الوطني ربما شكل عامل توحيد وأنا أفكر بالفعل في الكيفية التي سآتي بها بالأموال للسفر للبرازيل العام المقبل».
ويحظى الفريق أيضاً بدعم من الصرب والكروات الذين عادة ما يشجعون صربيا وكرواتيا في البطولات الرياضية الدولية الكبرى.
وقال دراجون سولدو وهو محامٍ كرواتي لا يعمل حالياً «هذا هو الشيء الإيجابي الوحيد الذي يحدث هنا وهذا يظهر صورة مختلفة لنا أمام العالم الخارجي فالسياسيون ليسوا المقياس لما نرغب في أن نكون عليه».
وأضاف «هذه خطوة باتجاه عودة الحياة لطبيعتها في البوسنة كدولة. المنتخب الوطني مثل الحلم جاءنا للحظة واحدة ليأخذنا إلى ما وراء الواقع الذي نعيشه حالياً».