عواصم - (وكالات): قتل 27 شخصاً وأصيب العشرات في تفجير سيارة مفخخة في بلدة دركوش بمحافظة إدلب شمال غرب سوريا على مقربة من الحدود التركية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبث ناشطون أشرطة قصيرة مصورة على موقع «يوتيوب»، تظهر اللحظات الأولى التي تلت التفجير الذي تسبب بدمار كبير واحتراق عدد من السيارات. وتظهر الأشرطة تجمع عدد كبير من الشبان الذين عمد بعضهم الى نقل مصابين على حمالات.
واتهمت المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الأسد بالوقوف خلف التفجير. وأشار الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة «بأصابع الاتهام إلى نظام بشار الأسد، الذي يحاول خلق البلبلة والفوضى وافتعال التوترات بين صفوف الثوار، إضافة لسعيه إلى الانتقام من المدنيين جراء هزائم جيشه المتلاحقة».
ودان الائتلاف «التفجير الإرهابي الذي استهدف منطقة محررة تعج بالحياة وتضم آلاف العائلات النازحة».
وتقع دركوش على نهر العاصي، وعلى بعد كيلومترات من الحدود مع تركيا. ويسيطر مقاتلو المعارضة على أجزاء واسعة من ريف إدلب، بينما تسيطر القوات النظامية على غالبية أحياء مدينة ادلب.
وتواصلت اعمال العنف في مناطق عدة، فقصف الطيران المروحي مناطق في جبل الأربعين في محافظة إدلب.
وفي دمشق، دارت اشتباكات عنيفة في الأحياء الجنوبية للعاصمة التي تضم جيوباً لمقاتلي المعارضة، ومنها القدم والعسالي ومداخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين. وكان انتحاريان يقودان سيارتين مفخختين فجرا نفسيهما على مدخل ساحة الأمويين وسط دمشق وعلى مقربة من الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، ما أدى إلى أضرار مادية.
من ناحية أخرى، أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري انه «من الملح تحديد موعد» لمؤتمر السلام الدولي حول سوريا «جنيف 2» وذلك في ختام لقائه مع مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي في لندن. وقال كيري «نعتقد أنه من الملح تحديد موعد للدعوة إلى مؤتمر «جنيف 2» بهدف العمل من أجل سوريا جديدة».
وأضاف «اتفقنا أنا والمبعوث الخاص الإبراهيمي وكثيرون غيرنا، على أن الحل العسكري غير ممكن في سوريا» موضحاً أن الإبراهيمي «سيزور قريباً المنطقة حيث سيلتقي ممثلي الدول كافة والأطراف المعنية». من جهته قال الإبراهيمي «سأتوجه إلى المنطقة بعد عيد الأضحى لمقابلة أكبر عدد من الناس وإجراء مباحثات معهم والاستماع إلى هواجسهم وأفكارهم من أجل المساهمة في مؤتمر جنيف هذا».
وعبر عن أمله في أن ينعقد «مؤتمر جنيف 2 نوفمبر المقبل».
وقال كيري «نعتبر أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد الشرعية اللازمة ليكون عنصراً جامعاً يمكنه تقريب الأطراف ومن الواضح أنه لتطبيق «جنيف 1» التي هي التبرير الوحيد لمؤتمر «جنيف 2»، لا بد من عملية انتقالية حكومية، يجب أن يكون هناك كياناً جديداً في السلطة في سوريا».
في هذه الأثناء، دعت روسيا الولايات المتحدة إلى إقناع المعارضة السورية بالمشاركة في «جنيف 2»، وذلك بعد رفض مجموعة بارزة من المعارضة السورية المشاركة في المؤتمر المرتقب منتصف نوفمبر المقبل.
وكان المجلس الوطني الذي يعتبر اكبر كتلة سياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض وجه ضربة للجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للازمة السورية بإعلانه عدم المشاركة في المؤتمر.
من جهته، قال الرئيس السوري بشار الأسد ممازحاً بأنه «كان يستحق جائزة نوبل للسلام التي فازت بها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تعمل على تدمير الترسانة الكيميائية في بلاد»، وذلك بحسب ما نقلت عنه صحيفة «الأخبار» اللبنانية القريبة من دمشق. وعلق الأسد ممازحاً على فوز المنظمة بجائزة نوبل للسلام بالقول «هذه الجائزة كان يجب أن تكون لي».
في الوقت ذاته، قرر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تعيين الهولندية سيغريد كاغ رئيسة للبعثة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والمكلفة بتدمير الترسانة الكيميائية السورية.
من جانب آخر، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 3 من موظفيها الستة الذين خطفوا في سوريا قد اطلق سراحهم مع زميلهم من الهلال الأحمر السوري.
من جهة ثانية، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة «الأونروا» إن للصراع السوري أثار «مدمرة» على حياة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، بعد تعرض مخيم فلسطيني جنوب سوريا إلى القصف خلال اليومين الماضيين.
وقالت الوكالة إن «تقارير أولية تشير إلى أن مخيم فلسطين للاجئين في درعا تأثر بشكل مباشر من الصراع المسلح المكثف الذي جرى في 12 أكتوبر الجاري ما أسفر عن مقتل 7 لاجئين فلسطينيين وإصابة 15».
وأشارت الوكالة في بيان إلى أن «النزاع المسلح يدمر حياة الفلسطينيين ومنازلهم» مضيفة أن أعمال العنف التي جرت السبت الماضي في درعا أدت إلى تضرر مركز صحي ومركز البرامج النسائية.
ودعا مدير شؤون الأونروا في سوريا مايكل كينغزلي نييناه «إلى وقف الاقتتال في المخيم».
وبقي نحو 500 ألف فلسطيني في سوريا في منأى عن النزاع مدة طويلة، قبل أن يشارك البعض منهم منذ ديسمبر الماضي، في المعارك، رغم مناشدة النظام والمنظمات الدولية لهم عدم الانخراط في المواجهات.
وقام عشرات آلاف الفلسطينيين المقيمين في سوريا بالنزوح عن البلدة اللجوء إلى بلدان مجاورة كلبنان. ويواجه الفلسطينيون الذين يحاولون الفرار من سوريا قيوداً أشد صرامة من تلك التي يواجهها السوريون الهاربون من النزاع الذي أودى بأكثر من 115 ألف شخص.