عواصم - (وكالات): لم يعرف السوريون فرحة عيد الأضحى أمس، ولم تشهد البلاد هدنة، حيث شنت طائرات نظام الرئيس بشار الأسد غارات في عدة أنحاء من البلاد، فيما تولت مدفعيته مهمة القصف في مناطق أخرى.
وشنت مقاتلات النظام السوري 7 غارات جوية متتالية على بلدة اللطامنة وعلى قرى بريف حماة الشمالي، عقب انتهاء صلاة العيد مباشرة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى بينهم أطفال في أول أيام عيد الأضحى المبارك.
وشن الطيران الحربي 13 غارة جوية على مدينة داريا بريف دمشق وعدة غارات جوية على عربين وزملكا بالغوطة الشرقية.
بدوره، قصف جيش النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة عشرات المدن والبلدات بريف دمشق.
وفي حمص، لم يشهد حي الوعر هدوءاً حتى في أول أيام العيد، فسقط جرحى واندلعت حرائق في الممتلكات جراء القصف المستمر لقوات النظام على الحي وعلى حيي الحمرا والملعب.
كما سجل في ريف حمص قصف بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ على مدن قلعة الحصن والحولة والرستن.
ومن حلب أفيد بقصف لقوات النظام براجمات الصواريخ استهدف كفر حمرة ومعارة الأرتيق بالريف، وسط اشتباكات في جبل معارة الأرتيق بين الجيش الحر وجيش النظام.
كما أفيد بقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة على بلدات خان العسل وخان طومان بالريف الغربي لحلب، وسط اشتباكات عنيفة في محيطها.
ودارت اشتباكات عنيفة في دير الزور بين الجيش الحر وجيش النظام، خاصة في حي الرصافة.
في السياق ذاته، أدى الرئيس السوري بشار الأسد صلاة عيد الأضحى في مسجد السيدة حسيبة شمال دمشق كما أفادت وسائل الإعلام الرسمية، فيما تعرض حي دمر حيث يقع المسجد بعد ساعات على مغادرة الأسد لقصف بقذائف الهاون من مواقع للمعارضة المسلحة. من جهة ثانية، بث التفزيون الرسمي السوري صوراً لزوجة الرئيس السوري بشار الأسد أكدت فيها أنها باقية في سوريا إلى جانب زوجها وأولادها.
وبث التلفزيون السوري صوراً للأسد وهو يدخل المسجد ويحيي المصلين قبل أن تبدأ الصلاة.
وأم الصلاة الإمام توفيق البوطي، نجل محمد سعيد البوطي، رجل الدين السني المؤيد للنظام الذي قتل في عملية تفجير استهدفته في مارس الماضي. واستهدف مقاتلو المعارضة حي مشروع دمر ومناطقاً أخرى في دمشق بقذائف هاون. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القصف كان عنيفاً، فيما قال سكان إنهم سمعوا أصوات انفجارات قوية اليوم. وبث تلفزيون «الإخبارية السورية» التابع للدولة صوراً عن الدمار وحرائق تسببت بها «القذائف الإرهابية». وبدت في الصور حرائق اندلعت في سيارات، بالإضافة إلى دمار كبير في أبنية.
وطال القصف بالهاون حي القنوات في وسط العاصمة، ما تسبب بإصابة 4 مواطنين، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا».
كما طال أحياء باب توما وباب شرقي وسوق الجزماتية في حي الميدان، بحسب المرصد السوري.
وفي شريط مصور بثته محطات التلفزيون السوري الرسمي، أكدت أسماء الأسد أنها موجودة في سوريا مع زوجها وأولادها، وأن هذا هو مكانها الطبيعي.
وبدت أسماء الأسد في لقطات تقوم خلالها بمواساة أهالي «شهداء» وطمأنة أطفال وتقبيلهم والوقوف إلى جانبهم لالتقاط صور. ولم يحدد التلفزيون تاريخ التقاط الصور.
من جهته، أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن لا وجود لمواقع تحتوي أسلحة كيميائية في مناطق سيطرة المعارضة. وقال الائتلاف في بيان «هناك مواقع كيميائية تسيطر عليها قوات النظام وتحاصرها كتائب الجيش السوري الحر، ولكن لا وجود على الإطلاق لأي مواقع كيميائية تسيطر عليها كتائب الثوار».
وجاء ذلك غداة تصريح مدير عام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحمد أوزوجو، التي يشرف خبراؤها على عملية تفكيك الأسلحة الكيميائية في سوريا، بأن هناك موقعاً مهجوراً للأسلحة الكيميائية موجود في منطقة يسيطر عليها المعارضون، ولا يمكن للبعثة المشتركة من المنظمة والأمم المتحدة الوصول إليه.
وطالب المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية «بتحري الدقة عند إطلاق التصريحات»، مشيراً إلى أن المنظمة «لم تتواصل مع الائتلاف الوطني السوري»، داعياً إلى «التواصل الدائم مع الائتلاف وهيئة الأركان في الجيش الحر لدرء أي خطر قد يهدد سلامة طاقم البعثة»، معتبراً أن النظام قد «يفتعل» الحوادث.
إنسانياً، دعت منظمة «أطباء بلا حدود» غير الحكومية أطراف النزاع في سوريا والدول النافذة أيضاً إلى بذل كل ما في وسعها للسماح للعاملين الإنسانيين بنقل المواد الغذائية والأدوية إلى المناطق التي تحتاج إليها في البلد.
من ناحية أخرى، نفذت السلطات اليونانية عملية لإنقاذ 73 سورياً غرقوا قبالة جزر البيلوبونيز جنوب البلاد ونقلوا سالمين إلى ميناء كالاماتا.
وكان الناجون وبينهم 11 امرأة و18 طفلاً على متن يخت لا يرفع علم أي بلد نفد وقوده وطلب مساعدة السلطات اليونانية عندما كان على بعد 96 كلم من سواحل البيلوبونيز.