واشنطن - (وكالات): اقتربت لعبة حافة الهاوية السياسية التي تشهدها واشنطن من نقطة المأزق بعد أن رفض البيت الأبيض المشروع الجديد الذي قدمه الجمهوريون في مجلس النواب حول رفع سقف الدين في الولايات المتحدة، واعتبره بمثابة «طلب فدية».
ورغم المخاوف العالمية بنفاد أموال الحكومة الأمريكية اللازمة لسداد مستحقاتها المالية غداً الخميس، فإن الانقسام في السياسة الأمريكية ومقاومة الجمهوريين، أدى إلى إحباط جهود التوصل إلى تسوية.
فقد قرر قادة مجلس النواب الجمهوريين الساعين إلى إرضاء حزب الشاي المحافظ، محاولة تمرير مشروعهم الجديد الذي يهدف إلى فرض ضوابط على قانون الرعاية الصحية الذي يتبناه الرئيس أوباما.
وسارع البيت الأبيض إلى الرفض وجدد طلب أوباما برفع سقف الديون البالغة 16.7 تريليون دولار دون أية شروط. وبعد هذه المناورات أصبح طريق الخروج من هذه الأزمة السياسية التي تعد الأسوأ خلال حكم أوباما، غير واضح مطلقاً. وفي حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بمنتصف ليل اليوم، فإن وزارة الخزانة الأمريكية ستجد نفسها غير قادرة على اقتراض المزيد من الأموال وسداد مستحقاتها المالية، مما سيهز اقتصاد العالم.
وأعربت دول كبرى مثل الصين واليابان عن قلقهما من تداعيات فقــــدان السنــــــدات الحكومية الأمريكية لقيمتها وهي التي تعتبر أكثر الاستثمارات أماناً في العالم.
وتشبه خطة مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون الخطة التي تقدم بها مجلس الشيوخ من حيث إنها تقترح تمويل الحكومة حتى 15 يناير المقبل ورفع سقف الدين حتى 7 فبراير المقبل، طبقاً لعضو الكونغرس داريل عيسى.
إلا أن مجلس النواب وضع شروطاً لتأجيل أداة ضريبية تساعد في تمويل برنامج أوباما للرعاية الطبية «أوباماكير» ويرفع الدعم عن الرعاية الصحية الخاصة بالسياسيين والمساعدين في الكونغرس.
وقال رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر «نحن نتحدث لأعضاء الحزب في مجلسي الكونغرس لمحاولة إيجاد سبيل للتقدم اليوم».
إلا أن البيت الأبيض رفض المشروع الجمهوري ما يشير إلى أنه إذا طرح المشروع للتصويت فــــــإن الأقليـــة الديمقراطيـــة ستصوت ضده ما يترك باينر أمام مهمة صعبة هي توحيد جميع أعضاء كتلته في المجلس بمن فيها حزب الشاي، لدعم الخطة. وعلى الأرجح فإن الديمقراطيين يراهنون على تصويت مجلس الشيوخ على خطة تشتمل على عدد أقل من الشروط قبل حلول موعد عجز وزارة الخزانة عن السداد، قبل أن يقبلوا بأية تسوية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض إيمي برانديج إن «الرئيس أوباما قال وكرر القول بأنه لا يجوز لأعضاء الكونغرس طلب فدية لتحمل مسؤولياتهم الأساسية بالتصويت على الموازنة ودفع فواتير البلاد».
وأضافت «لسوء الحظ هذا ما يعنيــــه الاقتـــراح الأخير للجمهوريين في مجلـس النواب، في محاولة من الحزب لإرضاء مجموعة صغيرة من أعضاء حزب الشاي الجمهوريين الذين أجبروا الحكومة على الإغلاق في البداية».
وأعرب زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ هاري ريد عن غضبه بشأن المناورة الأخيرة التي قام بها مجلس النواب، وقال إنها تقوض محاولة مجلس الشيوخ للتوصل إلى تسوية.
وفي هجوم علني غير معتاد على باينر، قال إن رئيس مجلس النواب يحاول إرضاء مجموعة صغيرة من المحافظين المتشددين على حساب مصالح البلاد وكل ذلك لكي يحتفظ بوظيفته.
ودعت الصين واليابان اللتان تبلغ ديونهما للولايات المتحدة أكثر من 2.4 ترليون دولار، واشنطن إلى حل الأزمة.
وقال وزير المالية الياباني تارو إسو إن العديــد من السياسيين الأمريكيين «لا يدركون حجم التأثير الدولي لهذه المشكلة».
بينما صرح نائب وزير المالية الصيني شو غوانغياو في بكين «نطالــب الولايـــات المتحدة بوصفها الدولة التي تصدر عملة احتياطية رئيسة وأكبر اقتصاد في العالم بأن تتحمل مسؤولياتها وأن تحافظ على استقرار الأسواق المالية العالمية».