قدمت طهران أمس اقتراحاً سرياً إلى القوى الكبرى لحل الخلاف القائم حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني طالبة عدم الكشف عن مضمونه، وبات على هذه القوى أن تقرر ما إذا كان يكفي أم لا لتجسيد الانفتاح الذي أبداه الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني. وأعلن مصدر إيراني انتهاء الجلسة الموسعة الأولى للمفاوضات في جنيف موضحاً أنه تم خلالها البحث في مسائل تقنية مرتبطة بالاقتراح الذي قدمته إيران والذي لم يكشف عنه. وقال المصدر إن الدول الكبرى التي تضم الدول الأعضاء في مجلس الأمن مع ألمانيا طرحت أسئلة عديدة على إيران وكان الجو «بناء وإيجابياً». وتستأنف المفاوضات اليوم في جلسة موسعة ثانية وأخيرة. واتفق الجانبان المتفاوضان على عدم كشف محتوى الاقتراح، بحسب ما أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي قال إن « ردود الفعل الأولى جيدة». وأكد أمام صحافيين إيرانيين أن هذا الاقتراح «الشامل جداً يمكن أن يتيح تحقيق اختراق في المفاوضات». وأضاف «نحن جادون ولسنا هنا بصفة رمزية أو لإضاعة وقتنا».
وعبر عن الأمل في أن تعقد جولة جديدة من المفاوضات في غضون شهر وأن يحرز «تقدم أولي» مع نهاية المفاوضات اليوم. ويتفق الإيرانيون والأوروبيون على القول إن «المناخ مختلف وأكثر إيجابية» من اللقاءات الأخرى.
وزاد حجم التوقعات بإحراز تقدم في هذه المفاوضات مع تعدد إشارات الانفتاح من الرئيس الإيراني حسن روحاني تجاه الغربيين وخصوصاً الولايات المتحدة، في إطار مجموعة 5+1 «الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا والصين وألمانيا» التي تشارك في مناقشات جنيف على مستوى المديرين السياسيين أو نواب وزراء الخارجية.
وعرض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاقتراح الإيراني طوال ساعة عبر برنامج «باور بوينت» على الكومبيوتر، كما ذكر مايكل مان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون التي تراس الاجتماع. وأضاف المتحدث انه بالنسبة للاتحاد الأوروبي فان «الكرة في الملعب الإيراني».
وفي مؤشر على «الأجواء الجديدة» يجري للمرة الأولى في هذه المفاوضات التباحث باللغة الإنجليزية، بحسب ما كشف مسؤول أمريكي. ولأول مرة يرافق الوفد الأمريكي بقيادة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية وندي شيرمان مسؤولون عن العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران التي ترهق الاقتصاد الإيراني.
ويرى خبراء أمريكيون أن هذا الحضور مؤشر لانفتاح واشنطن. وفي لندن اعتبر مالكوم شالمرز مدير البحوث في «رويال يونايتد سرفيسز انستيتيوت فور ديفانس اند سكيوريتي ستاديز» أنه «قبل أي شيء آخر، فإن الهدف الأول لإيران هو رفع أكبر قدر ممكن من العقوبات الاقتصادية. وهذا جزء من مشروع أوسع للرئيس روحاني لإعادة بناء الاقتصاد الإيراني الذي هو في حالة يرثى لها ولإنهاء عزلة البلاد في إطار المجموعة الدولية».
وتشارك الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وألمانيا في هذه المحادثات بممثلين على مستوى المدراء السياسيين أو نواب وزراء الخارجية.
وإضافة إلى ظريف يشارك أيضاً في الوفد الإيراني نائب وزير الخارجية عباس عراقجي.
وعقد الوفد الأمريكي محادثات ثنائية مع الوفد الإيراني في اجتماع وصفه مسؤول أمريكي كبير بأنه «مفيد».
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن وكيلة الوزارة ويندي شيرمان وهي فعلياً ثالث أكبر مسؤول بالوزارة تقود الوفد الأمريكي. وأضاف أن شيرمان ومسؤولين أمريكيين آخرين التقوا مع نائب وزير الخارجية عباس عراقجي وأعضاءً آخرين بالوفد الإيراني.
وقال المسؤول «النقاش كان مفيداً ونتطلع لمواصلة مناقشاتنا في اجتماعات غد بين القوى الست وإيران». وأضاف أن «المحادثات استمرت نحو ساعة».
وقد استمرت إسرائيل المعزولة دولياً، في حث القوى الكبرى على عدم تخفيف الضغط على طهران. وطرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من جديد إمكانية توجيه ضربات وقائية إسرائيلية ضد إيران، ليتزامن كلامه مع افتتاح سلسلة جديدة من المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني في جنيف.
«فرانس برس - رويترز»