واصل مئات الآلاف من حجاج بيت الله الحرام التوجه إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع الذي تكتمل به مناسك الحج، بعد رمي معظمهم الجمرات الثلاث بمشعر منى أمس الجمعة ثالث أيام التشريق.
وقالت السلطات السعودية إن نحو 1.9 مليون حاج قاموا أمس الأول برمي الجمرات (الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة) بكل يسر وسهولة مستخدمين الطبقات التي قامت السلطات السعودية ببنائها بتكلفة تبلغ نحو أربعة مليارات ريال سعودي.
وطلبت وزارة الحج السعودية من نصف الحجاج هذا العام عدم التعجل في أداء المناسك، والبقاء حتى آخر أيام التشريق، وذلك في خطوة استباقية لتخفيض حدة الازدحام أثناء أدائهم طواف الوداع. وبلغ عدد الحجاج الذين أدوا الفريضة هذه السنة نحو مليونين، وهو ما يعني انخفاضاً بنسبة 37.4% مقارنة بالعام الماضي.
ووصفت السلطات السعودية موسم الحج هذا العام بالناجح نظرا «للتنظيم الرائع لموسم الحج والتعاون والتنسيق الكبير بين الجهات الحكومية العاملة في الميدان، وللحملة التوعوية التي سبقت موسم الحج وكان لها الدور الكبير في اختفاء كثير من الملاحظات التي كانت تقع في السنين السابقة».
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (و ا س) أمس عن وكيل وزارة الشؤون الإسلامية للشؤون الإدارية والفنية عبد الله الهويمل قوله إن حج موسم هذا العام كان من أنجح المواسم من حيث التنظيم وتوفر الخدمات والأمن والتفويج.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة أمس أن مستشفياتها في المشاعر المقدسة استقبلت أكثر من 997 ألف حاج، مؤكدة أن موسم حج هذا العام خلا من الأمراض الوبائية، وأن الحجاج يتمتعون بالصحة والعافية.
ومن جانبه أكد وزير الداخلية السعودي الأمير محمد بن نايف، أن قوات الأمن المشرفة على تأمين الحجيج لهذا العام، استفادت من تجارب الماضي، وظهرت هذه الاستفادة في مستوى من الاحتراف في خدمة ضيوف الرحمن.
وأضاف في كلمة له خلال استقباله قادة وضباط القوات الأمنية المشاركة في الحج لهذا العام، أمس الأول «أظهرت قوات الأمن المشاركة في هذا العام مستوى من الاحتراف يحسب لها، وذلك للاستفادة من تجارب الماضي، ورسم الخطط وتنفيذها على أرض الواقع واستغلال التقنية والمرونة في مواجهة المواقف، الأمر الذي أسهم في تمكين الحجاج من أداء مناسكهم بيسر وطمأنينة وتأمين سلامتهم وتيسير تنقلاتهم».
وأشاد في كلمته بتجاوب المواطنين وتقديرهم للظروف المصاحبة للمشاريع التطويرية التي تشهدها الأماكن المقدسة والتفاعل مع التنظيمات التي صاحبت الظروف الاستثنائية لحج هذا العام وإتاحتهم الفرصة لإخوانهم القادمين من الخارج، الأمر الذي انعكس وبوضوح على مستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن واستيعابهم في المشاعر المقدسة وتيسير تنقلاتهم».
بدوره قال وزير الحج د. بندر حجار إن لدى الوزارة نظام رقابي إلكتروني لضبط مغادرة الحجاج في مواعيدهم المحددة في كافة المنافذ التي وصلوا منها. وأوضح أن هذا النظام يتابع رحلات المغادرة بدءاً بتسجيل موعد الرحلات الجوية والبحرية مروراً بتجهيز الحجاج وتفويجهم عبر الحافلات للمطار في الأزمنة المحددة والمتوافقة مع موعد المغادرة المحدد في جدول الطيران، إضافة إلى سجل إلكتروني لكل مرحلة من مراحل الرحلة الذي يتضمن الربط الآلي بين وزارة الحج والهيئة العامة للطيران المدني ومع الخطوط الجوية السعودية للحصول على جداول الرحلات المغادرة وبثها مباشرة إلى شركات ومؤسسات الحج عبر ومركز معلومات الحج والعمرة.
ولفت وزير الحج إلى أن وزارة الحج تعمل مع هيئة الطيران المدني لفرض ضمانات مالية وعقوبات رادعة لشركات النقل الجوي التي تخل بالتزاماتها تجاه نقل الحجاج، مشيراً إلى أن النظام الرقابي الإلكتروني سيقضي على ظاهرة تخلف الحجاج بعد أداء نسكهم في المملكة.