عواصم - (وكالات): سقط عشرات القتلى أمس في قصف من القوات النظامية واشتباكات في محافظة حلب شمال سوريا، في وقت تنشط المساعي لإعطاء دفع لمؤتمر جنيف 2 للتوصل إلى حل سلمي للنزاع المستمر منذ أكثر من 30 شهراً.
في غضون ذلك، أعلنت البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة التي تتابع مهمتها في سوريا، أنها تحققت من 14 موقعاً لإنتاج وتخزين هذه الأسلحة من أصل 20.
ميدانيا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 12 كردياً بينهم 6 أطفال وشابتان، قتلوا «في قصف للقوات النظامية على مناطق في بلدة تلعرن» في ريف حلب. وبذلك، ارتفع عدد الضحايا في البلدة إلى 21 خلال الساعات الماضية، بعد مقتل 7 أشخاص إثر تعرض سيارتهم لقصف من القوات النظامية.
كما قتل 20 عنصراً من القوات النظامية و7 مقاتلين في اشتباكات عنيفة دارت في المنطقة الواقعة بين بلدة خناصر ومعامل الدفاع.
وتعتبر تلعرن استراتيجية لوقوعها على الطريق الرئيسة بين منطقة السفيرة جنوب شرق حلب ومدينة حلب التي يتقاسم السيطرة عليها النظام والمعارضة. وتسيطر عليها «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش» المرتبطة بالقاعدة منذ أن انتزعتها من المقاتلين الأكراد نهاية يوليو الماضي. وهي قريبة من منطقة السفيرة التي تحتدم حولها المعارك منذ أسابيع.
والسفيرة مجاورة لمعامل الدفاع الواقعة شرق حلب والتي يرجح أنها تضم مخازن للأسلحة الكيميائية. وشهدت هذه المنطقة عمليات كر وفر واحتلال مناطق من الطرفين في إطار معركة للسيطرة على طرق الإمداد إلى حلب.
وشرق سوريا، قصف الطيران الحربي مناطق في مدينة دير الزور، مع تواصل الاشتباكات لليوم الرابع في عدد من أحياء المدينة.
وسيطر مقاتلون معارضون على «كلية الآداب القريبة من حي الرشدية»، بحسب المرصد السوري الذي قال إن جبهة النصرة المتشددة أعدمت 10 عناصر نظاميين بعد أسرهم خلال الاشتباكات في الحي. يأتي ذلك غداة مقتل مسؤول الاستخبارات العسكرية في دير الزور اللواء جامع جامع، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي السوري والمرصد. سياسياً، يتوجه الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي إلى مصر، محطته الأولى ضمن جولة إقليمية تحضيراً لمؤتمر «جنيف 2» المزمع عقد نوفمبر المقبل. وأعلنت الناطقة باسمه خولة مطر أن الدبلوماسي الجزائري سيلتقي في القاهرة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، مؤكدة أن زيارته ستشمل دمشق وطهران.
ويأتي الإعلان عن الجولة غداة تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه سينتقل إلى لندن الأسبوع المقبل للقاء الجهات الداعمة للمعارضة السورية، في خطوة تزامنت مع الإعلان عن عقد اجتماع لـ «مجموعة أصدقاء سوريا» في لندن الثلاثاء المقبل.
وقال كيري «نحن نعمل في اتجاه عقد مؤتمر جنيف»، مؤكداً أن «لا حل عسكرياً» للنزاع السوري. ويبدأ الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من جهته اجتماعات في إسطنبول لاتخاذ «قرار نهائي» حول المشاركة في جنيف 2 الذي تنقسم حوله المعارضة.
ويشترط قادة في الائتلاف أن يكون جنيف ممراً للإطاحة بالرئيس بشار الأسد الذي تنتهي ولايته في 2014، بينما يرفض النظام البحث في الموضوع، معتبراً أن القرار في هذا الشأن يعود للشعب السوري من خلال صناديق الانتخاب.
ودعا كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في مايو الماضي إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في سوريا يجمع ممثلين للنظام والمعارضة. في الوقت ذاته، لم يتمكن مجلس الأمن الدولي من إصدار أي قرار حول النزاع السوري بسبب معارضة موسكو والصين، حليفتي النظام، إلى أن صدر أخيراً القرار 2118 القاضي بتدمير الترسانة الكيميائية السورية، اثر توافق أمريكي روسي. وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن الهولندية سيغريد كاغ التي عينتها الأمم المتحدة رئيسة للبعثة، «ستزور لاهاي قريباً من أجل إحاطات ونقاشات». وأعلنت قبرص أنها وافقت على إقامة قاعدة على أراضيها مخصصة للبعثة المشتركة التي تنفذ في سوريا مهمة محفوفة بالمخاطر.