تونس - (وكالات): منع ممثلون عن نقابة الشرطة التونسية قادة البلاد الثلاثة من المشاركة في حفل تأبيني لعنصرين من الحرس الوطني قتلا برصاص مجموعة مسلحة، في خطوة تدل على الاستياء المتزايد في صفوف القوات الأمنية التي تواجه التيار المتشدد. ووجه الرئيس التونسي المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء علي العريض ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، بصيحات استهجان من قبل متظاهرين بعضهم بالزي العسكري وبعضهم الآخر بالزي المدني، لدى وصولهم إلى مكان تأبين اثنين من عناصر الحرس الوطني في ثكنة العوينة في ضواحي تونس. وردد عناصر من نقابة قوات الأمن الداخلي أمام القادة التونسيين هتاف “ديغاج - ارحل” الذي كان شعار الثورة التونسية في يناير 2011.ورفع المتظاهرون أيضاً لافتات تطالب بقوانين “تحمي الشرطيين”.ولجأ القادة الثلاثة إلى مكتب في الثكنة وبقوا فيه نحو 20 دقيقة وسط صيحات الاستهجان، ليقرروا بعدها الانسحاب من المكان وعدم المشاركة في التأبين. وتمكن وزير الداخلية لطفي بن جدو من حضور حفل تأبين عنصري الحرس اللذين قتلتهما مجموعة مسلحة في ولاية باجة غرب العاصمة.وقال الوزير في خطاب مقتضب “إننا جميعاً ضد الإرهاب، إنها الحرب ولن نتوقف” عن مكافحته.وقد سبق ونظمت نقابة قوات الأمن تظاهرات أمام المجلس الوطني التأسيسي ووزارة الداخلية احتجاجاً على قلة التجهيزات ووسائل مكافحة المجموعات المتشددة المسلحة التي ازداد نشاطها بشكل مثير للقلق خلال الفترة الأخيرة، حسب ما أقرت به السلطات نفسها، منذ ثورة يناير 2011. وهوجم عنصرا الحرس اللذان قتلا أمس الأول من قبل مجموعة أخرى قالت السلطات إنها “إرهابية” بينما كانا يحاولان التأكد من معلومة تفيد عن تواجد مجموعة مسلحة في منزل بمنطقة قبلاط بولاية باجة.وأعلنت وزارة الداخلية التونسية أنه تم القضاء على “عدة إرهابيين” في عملية أمنية وعسكرية واسعة النطاق من أجل السيطرة على مجموعة مسلحة يشتبه في أنها قتلت عنصري الحرس الوطني. من جانبه صرح وزير الداخلية لطفي بن جدو أن عدد أفراد المجموعة المسلحة يتراوح بين 20 إلى 25 مقاتلاً.وتحاول تونس التوصل إلى الاستقرار منذ ثورة يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. لكنها تتخبط في أزمة سياسية عميقة منذ نهاية يوليو الماضي تاريخ اغتيال النائب محمد البراهمي الذي نسب إلى مجموعة متشددة مسلحة.