مع بنية أكثر تعقيداً وشخصيات أكثر غموضاً، يتناول الكاتب الأفغاني خالد حسيني مؤلف الرواية الناجحة «طائرات كابول الورقية» في روايته الثالثـــة بعنـــوان «ورددت الجبـــال الصدى» موضوعيه المفضلين ألا وهما العائلة وبلده أفغانستان.
وقال خالد حسيني لوكالة فرانس برس خلال تواجده في ميلانو هذا الأسبوع «استصعبت كثيراً كتابة هذه الرواية، إذ إن بنيتها أكثر تعقيدا فهي ليست موجزة وليست تقليدية، وفيها شخصيات كثيرة» وهو احتاج إلى سنتين ونصف السنة لإنجازها. وتابع قائلاً «كنت سعيداً عند انتهائي من كتابة الروية، لا سيما أنني لا أتحكم بزمام الأمور بعد ذلك». ويبدو أن نجم هذا الكاتب لن يأفل عما قريب. فأول روايتين له بيعتا بمعدل يناهز 38 مليون نسخة، وقد تخطت مبيعات روايته الجديدة التي صدرت في مايو في الولايات المتحدة الثلاثة ملايين نسخة، بحسب دار النشر. ومن المزمع ترجمتها إلى حوالى 40 لغة، من بينها الماليزية والآيسلندية. وتبدأ الرواية بأسطورة شعبية شهيرة عن شيطان يخطف الأطفال في القرى الأفغانية ثم تروي قصة طفلين فقيرين اضطرا إلى الانفصال المؤلم وتنتقل في أحداثها الواقعة في الخمسينيات من بلدة أفغانية إلى كابول ثم باريس وجزيرة يونانية وكاليفورنيا حيث يعيش اليوم خالد حسيني.
وتتميز هذه الرواية عن سابقاتها في نظر مؤلفها بطابعها الأقل تركيزاً على الوضع في أفغانستان والذي لا تخيم عليه الحرب كثيراً، «فهي قصة نزاعات إنسانية» تدور في أوساط العائلات. وأضاف هذا الطبيب السابق المولود في العام 1965 والذي هاجرت عائلته إلى الولايات المتحدة عندما كان لا يزال طفلاً أن شخصيات «ورددت الجبال الصدى» هم أكثر تعقيداً. ولا يزال وضع بلاده في قلب أولوياته. وهو يقصد أفغانستان بانتظام بصفته المبعوث الخاص لمفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين ويدير جمعية تحمل اسمه تقدم مساعدات إنسانية خصوصاً إلى اللاجئين الأفغان العائدين من البلدان المجاورة.
وكشف الكاتب «أشعر أنه ينبغي علي رد الجميل لأفغانستان نظراً لنجاح رواياتي ... التي أؤلفها دوماً لأسباب جد شخصية. فالأمر يتعلق دوماً بنوع من لغز بشري ونوع من الحقيقة التي أحاول أبرازها أو دينامية أسبر أغوارها ... وهذه مسألة جد خاصة وشخصية». ولا يحب خالد حسيني أن يوصف بأنه «سفير أفغانستان»، حتى لو كان اليوم من أكثر الوجوه الأفغانية شهرة. وهو يذكر دوماً «لم أعش في أفغانستان منذ 33 عاماً». ويتناول الكاتب في رواياته أوضاع المرأة في المجتمع الأفغاني، لكنه يحرص على القول «من المهم جداً بالنسبة لي أن ألفت إلى أن الهدف من رواياتي ليس تغيير نمط التفكير في أفغانستان، فأنا أدرك تمام الإدراك أنه ليس في وسع أفغاني في المنفى أن يحدث تغييراً كبيراً في بلده».
أما بخصوص مسألة اللاجئين، مثل الذين قضوا غرقاً في لامبيدوزا (جنوب إيطاليا)، فهو يدعو الغرب إلى احترام قيمه والتخلي عن عقلية التحصن، مذكراً بأن غالبية اللاجئين هم حاليا في بلدان نامية مثل باكستان والأردن.