أعرب حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى عن أمله في أن يحقق دور الانعقاد الجديد من الحياة البرلمانية الذي تقبل عليه السلطة التشريعية المزيد من الإنجازات التي تصب في مصلحة المواطن وتخدم مسيرة التنمية وتعزز الاقتصاد الوطني، مؤكداً مضي البحرين في مسيرة الإصلاح والتقدم على كل الأصعدة خدمة للمواطنين وتقديم أفضل الخدمات لهم وللمقيمين في مختلف مناطق المملكة.
وأشاد العاهل المفدى، خلال تسلمه التقرير السنوي لأعمال مجلسي النواب والشورى لدور الانعقاد الثالث العادي من الفصل التشريعي الثالث أمس، بـ»الإنجازات الوطنية التي حققها المجلسان ودورهما الفاعل في تبني قضايا المجتمع البحريني من خلال تطوير القوانين والتشريعات وترسيخ أسس دولة المؤسسات والقانون لمصلحة الوطن والمواطن خاصة وأن مملكة البحرين تشهد تقدماً على المستوى العالمي في المجالات كافة انطلاقاً من عراقة وحضارة أهل البحرين الذين يعيشون كأسرة واحدة متحابة».
وأكد جلالته، خلال تسلمه التقرير بقصر الصخير أمس من رئيسي مجلسي النواب والشورى خليفة الظهراني وعلي الصالح ونواب وشوريين، «الدور المهم الذي يضطلع به مجلسا النواب والشورى في المؤسسات والهيئات الإقليمية والدولية تعزيزاً للعلاقات الطيبة القائمة بين مملكة البحرين والدول الشقيقة والصديقة ومد جسور التفاهم والتعاون مع السلطات التشريعية في هذه الدول من أجل تبني القضايا التي تخدم الأمة العربية والإسلامية وقضايا السلام والمحبة».
وأعرب جلالة الملك المفدى عن «شكره وتقديره لكل الجهود الطيبة والموفقة التي يبذلها رئيسا وأعضاء مجلسي النواب والشورى في خدمة مملكة البحرين وشعبها الوفي»، مؤكداً «أهمية الدور الذي تقوم به السلطة التشريعية في ترسيخ الحياة الديمقراطية وتعزيز المسيرة النيابية ومساهماتها في مسيرة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة».
وعبر عاهل البلاد عن «شكره وتقديره لأعضاء مجلسي النواب والشورى على مساعيهم الخيرة لتعزيز الوحدة الوطنية والمحبة والتآلف بين أبناء البحرين والتوافق بين الجميع من خلال التشاور والتنسيق المثمر وتبني قضايا المواطنين وتلبية احتياجاتهم وتعزيز الأمن والاستقرار في مملكة البحرين».
تقرير «النواب»:
وجاء في تقرير «النواب أنه «رغم تجربة العمل النيابي في مملكة البحرين والتجربة البرلمانية القصيرة والتي مر على تأسيسها أحد عشر عاماً، إلاّ أنها حققت طيلة العشر سنوات الماضية إنجازات مهمة على الصعيدين التشريعي والرقابي».
وأضاف التقرير أنه «تم إرساء مبدأ مهم في تلك المسيرة الديمقراطية، من خلال مبدأ التعاون والاحترام المتبادل بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، عبر تجاوب الحكومة مع رغبات المجلس التي تصب في الصالح العام للوطن والمواطنين، كما استطاع المجلس النيابي تلبية الكثير من تطلعات المواطنين المعيشية والحياتية، من خلال التشريعات والقوانين التي تحقق لهم حياة إنسانية كريمة يتمتع فيها المواطن بالكرامة والتنمية والرفاهية».
70 اقتراحاً و113 مشروعاً بقانون
وباشر مجلس النواب، بحسب التقرير، «اختصاصاته التشريعية والرقابية بفاعلية منذ بداية الدور الثالث من الفصل التشريعي الحالي وفقاً للدستور واللائحة الداخلية، ففي إطار اختصاصه التشريعي بلغ عدد الاقتراحات بقوانين المقدمة من الأعضاء (70 ) اقتراحاً بقانون في حين بلغ عدد مشروعات القوانين المقدمة من الحكومة (113) مشروعاً بقانون».
وأشار التقرير إلى أن «المجلس أنجز العديد من القوانين التي ساهمت في معالجة عدد من القضايا ونتطلع أن تسرع الحكومة خلال دور الانعقاد القادم في إنجاز مشروعات القوانين اللازمة لاستكمال المنظومة التشريعية لخطة التنمية».
112 سؤالاً
وفي إطار المهام الرقابية للمجلس بلغ عدد الأسئلة البرلمانية خلال هذا الدور (112) سؤالاً أجاب السادة الوزراء عليها جميعاً كتابياً أو شفاهة وباشرت جميع اللجان أعمالها طوال دور الانعقاد ولها أن تباشر مهامها حتى بداية دور الانعقاد القادم.
ومما لاشك فيه أن تطوير العمل الوطني ودعم المسيرة الديمقراطية عبر التعاون المثمر والفاعل بين مجلس النواب والحكومة الموقرة، سيحقق المزيد من الإنجازات والمكاسب للمواطنين.
وعلى الصعيد الخارجي، فقد أسهمت زيارات الوفود النيابية والشعبة البرلمانية ولجان الصداقة في تعزيز دور ومكانة مملكة البحرين إقليمياً وعربياً ودولياً، حيث أصبح مجلس النواب يلعب دوراً كبيراً وفعالاً في الدبلوماسية البرلمانية الحديثة سواء عبر الملتقيات والمؤتمرات البرلمانية الدولية أو عبر الزيارات المتبادلة بين مختلف البرلمانات في العالم، إضافة إلى حصول مملكة البحرين على عضوية العديد من اللجان ومناصب في البرلمانات العربية والأفريقية والآسيوية والإسلامية والدولية.
228 صفحة و10 أبواب
ويأتي التقرير السنوي لدور الانعقاد الاعتيادي الثالث من الفصل التشريعي الثالث شاملاً وافياً محتوياً على كافة هذه الأمور، حيث يضم في التقرير المكون من 228 صفحة و10 أبواب مختلفة، خلاصة ما تم إنجازه من أعمال وإنجازات طوال دور الانعقاد الماضي، إلى جانب الآليات والأساليب المتبعة لتطوير العمل البرلماني خلال دور الانعقاد السنوي العادي الثالث من الفصل التشريعي الثالث، إضافة إلى الكلمة الافتتاحية لرئيس مجلس النواب صاحب المعالي السيد خليفة بن أحمد الظهراني.
ويعرض الباب الأول من التقرير السنوي فعاليات افتتاح دور الانعقاد السنوي العادي الثالث من الفصل التشريعي الثالث للعام 2012 – 2013 م، أما الباب الثاني فيرصد لأجهزة مجلس النواب البرلمانية خلال الدور والتي تضم مهام كل من مكتب المجلس، اللجان الخمس الدائمة بالمجلس، واللجان البرلمانية النوعية الدائمة والفصلية، واللجان المختصة بإعداد مشروع رد مجلس النواب على الخطاب الملكي السامي، ولجنة فحص جدية الاستجواب، إضافة إلى اللجان المؤقتة واللجان المتعلقة بالتحقيق .
أما الباب الثالث من التقرير فيتضمن: الموضوعات التي طرحت على مجلس النواب خلال دور الانعقاد السنوي العادي الثالث من الفصل التشريعي الثالث مصنفة حسب المجالات التالية: مجال الإصلاح السياسي، ومجال الخدمات الأمنية، ومجال الخدمات الصحية، ومجال الخدمات التعليمية والتربوية، ومجال الاقتصاد الوطني، ومجال تحسين المستوى المعيشي والضمان الاجتماعي، ومجال الشؤون الخارجية، والشؤون الدينية، والمجالات المتعلقة بشؤون السياحة والإعلام، والقوى العاملة، والخدمات الأسرية والرعاية الاجتماعية، إلى جانب مجال الخدمات الإسكانية وغيرها :
في حين الباب الرابع شمل على : البيان الإحصائي للموضوعات التي طرحت على مجلس النواب خلال دور الانعقاد السنوي العادي الثالث من الفصل التشريعي الثالث، أما الباب الخامس فتضمنت البيانات السياسية التي أصدرها مجلس النواب خلال دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الثالث، وشمل الباب السادس: المشاركات في المحافل الدولية وما يتضمنها من مشاركات وفود الشعبة البرلمانية، ومشاركات وفود مجلس النواب .
وتضمن الباب السابع معلومات حول تنمية مجلس النواب للعلاقات مع المجالس المحلية والدولية خلال دور الانعقاد السنوي العادي الثالث من الفصل التشريعي الثالث، والباب الثامن تضمن تغطية الجلسة الاستثنائية للمجلس الوطني المنعقدة أغسطس الماضي وما تضمنها من الأمر الملكي بدعوة المجلس الوطني لعقد جلسة استثنائية، الأمر الملكي بدعوة مجلسي النواب والشورى للانعقاد .
وشمل الباب التاسع على الآلية والأساليب المتبعة لتطوير العمل البرلماني خلال دور الانعقاد السنوي العادي الثالث من الفصل التشريعي الثالث، إضافة إلى الملاحق المختلفة.
تقرير «الشورى»
وجاء في التقرير السنوي لمجلس الشورى لأعمال دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الثالث: «جريًا على عادته السنوية قام قسم شؤون الجلسات بإدارة شؤون الجلسات بالأمانة العامة بمجلس الشورى - ضمن اختصاصاته ومهامه - بالإعداد والإشراف على إصدار التقرير السنوي لمجلس الشورى لأعمال دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الثالث، للفترة من 28 ذي القعدة 1433هـ الموافـق 14 أكتوبر 2012م إلى 18 شعبان 1434هـ الموافـق 27 يونيو 2013م.
ويتكون التقرير السنوي من (180) صفحة، متضمنًا مقدمة وثمانية أبواب، بالإضافة إلى ملاحق وسجل لمناقشات المجلس، وأرفق به قرص مدمج (CD) يحتوي على مادة التقرير كاملة.
وجاء تقرير هذا العام معززًا بالصور والجداول والرسوم البيانية، ومتسمًا بوفرة البيانات الإحصائية المقارنة لإنجازات المجلس ولجانه خلال الفصل التشريعي الثالث، ليسهل على المعنيين الحصول على المعلومات، والتعرف على الإنجازات، والوقوف على التطورات والتغيرات.
ويبدأ التقرير بالمقدمة التي تشتمل على كلمة رئيس مجلس الشورى علي بن صالح الصالح، تليها إحصائية عن إنجازات المجلس خلال دور الانعقاد الثالث، وإحصائية مقارنة لإنجازات المجلس خلال الفصل التشريعي الثالث.
ثم يتناول الباب الأول فعاليات بدء دور الانعقاد، حيث يُتطرق فيه بشيء من التفصيل إلى الخطاب الملكي السامي الذي تفضل صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى بإلقائه خلال حفل الافتتاح، كما يُستعرض في هذا الباب أعمال جلسة المجلس الأولى (الإجرائية)، وإجراءات انتخابات نائبي رئيس المجلس، وكذلك رد المجلس على الخطاب الملكي السامي.
ويسلط الباب الثاني الضوء على مكتب المجلس من حيث اختصاصاته وتشكيله وإنجازاته خلال دور الانعقاد مع إحصائية مقارنة خلال الفصل التشريعي الثالث.
ويتناول الباب الثالث اللجان النوعية الدائمة بالمجلس من حيث اختصاصاتها وتشكيلها وإنجازاتها، بالإضافة إلى لجان الصداقة البرلمانية بين مجلس الشورى والمجالس المناظرة.
أما الباب الرابع فيتطرق - بإسهاب - إلى مناقشات المجلس لمشروعات القوانين، والميزانيات العامة وحساباتها الختامية، والاقتراحات بقوانين، والمراسيم بقوانين، معززة بجداول ورسوم بيانية، فيما يستعرض الباب الخامس البيانات السياسية التي أصدرها المجلس خلال دور الانعقاد.
ويسلط الباب السادس الضوء على الزيارات والوفود المحلية والخليجية والعربية والدولية التي استقبلها رئيس المجلس، ومن أهمها زيارة رئيس البرلمان العربي، وزيارة وفد من أعضاء الكونجرس الأمريكي، وزيارة وفد البرلمان الأوروبي، وزيارة رئيس مجلس النواب الأردني.
وفي الباب السابع تناول التقرير عددًا من فعاليات المجلس وعلى رأسها تسمية أعضاء المجلس في عضوية اللجنة التنفيذية للشعبة البرلمانية، وإعلان صدور بعض المراسيم الملكية، والاجتماع السادس لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية - المنعقد في مملكة البحرين، والمؤتمر السابع لرابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي والاجتماع الثامن لمجلسها للعام 2013م - المنعقد في مملكة البحرين.
ويتناول الباب الثامن فض دور الانعقاد الثالث، يلي ذلك الملاحق، وسجل بمناقشات المجلس، وهو عبارة عن جداول تفصيلية للموضوعات التي ناقشها المجلس خلال دور الانعقاد.