عواصم - (وكالات): أشادت دول خليجية ومصر بقرار السعودية عدم قبول مقعد في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة احتجاجاً على إحجام المنظمة الدولية عن القيام بتحرك إزاء سوريا.
واعتذرت السعودية الجمعة الماضي عن عدم قبول مقعد غير دائم في المجلس لمدة عامين بسبب «ازدواجية المعايير» في الأمم المتحدة.
من جهته، قال وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجار الله إن الكويت تشاطر الرياض آلامها وأشار إلى ما وصفها بالمذابح الدامية في سوريا ومعاناة الشعب الفلسطيني. وأضاف أن «قرار السعودية عدم قبول مقعد مجلس الأمن بعث برسالة إلى العالم».
ولم يحدث من قبل أن اختيرت دولة لشغل مقعد في المجلس ولم تقبله. وكان من المفترض أن تشغل السعودية المقعد لمدة عامين اعتبارا من الأول من يناير المقبل. وطالبت السعودية بإجراء إصلاحات في المجلس. وأثنت مصر أيضا على قرار السعودية. وقال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي «هذا الموقف السعودي الشجاع يحظى بكل الاحترام والتقدير من قبل مصر». وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي إن من حق الرياض الاعتراض على إدارة مجلس الأمن الدولي الذي أضاف أنه يجب أن يعيد النظر في حق النقض «الفيتو» الذي تتمتع به الدول الخمس الدائمة العضوية.
وتعبيراً عن تأييدها للقرار السعودي قالت الإمارات إنها تؤيد وجهة النظر التي ترى أن آراء الدول العربية تهمش.
وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إن قرار السعودية يمنح الأمين العام للأمم المتحدة والدول الدائمة العضوية مسؤولية تاريخية لمراجعة دور الأمم المتحدة وسلطاتها وميثاقها.
وأثنت البحرين على موقف السعودية الذي وصفته بأنه واضح وشجاع بينما قالت قطر إن قرار السعودية قد يخرج العالم من حالة الرضا عن الوضع.
وقال وزير الخارجية القطري خالد بن محمد العطية في تغريدة على حسابه بموقع تويتر موجهاً حديثه لنظيره السعودي «أخي سمو الأميرسعود الفيصل عندما تغضب تربك العالم فشكراً لك فهذه هي المملكة العربية السعودية». في شأن متصل، أيّدت تونس موقف السعودية الرافض لقبول صفة عضو غير دائم بمجلس الأمن الدولي، ووصفته بالقرار الصائب والشجاع.
وقالت وكالة الأنباء التونسية الرسمية، إن وزير الخارجية في الحكومة التونسية المؤقتة عثمان الجرندي، أكد في رسالة بعث بها إلى وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل، تأييد تونس للموقف الصائب والشجاع الذي أعلنته المملكة العربية السعودية، المتعلق باعتذارها عن قبول صفة عضو غير دائم بمجلس الأمن. وأشارت إلى أن وزير الخارجية التونسي أكد في رسالته ثقته، في أن الموقف السعودي سيدفع المجموعة الدولية إلى إعادة مسألة إصلاح مجلس الأمن في صدارة اهتماماتها وجدول أعمال منظمة الأمم المتحدة، قصد استحثاث الخطى في هذا الاتجاه. من جهته، أكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أن الجزائر «تتفهم» الدوافع التي جعلت السعودية ترفض تسلم مقعدها في مجلس الأمن الدولي، داعياً الأعضاء الدائمين إلى التفكير في القرار.
وقال لعمامرة «نحن نحترم هذا القرار ونتفهم الدوافع التي أعلنت رسمياً من طرف حكومة المملكة السعودية». ودعا وزير الخارجية الجزائري إلى التفكير في «أين ومتى وكيف قصر مجلس الأمن في واجباته إلى درجة أدت بعضو منتخب في مجلس الأمن على اتخاذ مثل هذه القرار الذي لم تشهد الأمم المتحدة مثله».
وإذا ما بقيت السعودية على موقفها الرافض للانضمام إلى مجلس الأمن، سيعود إلى المجموعة العربية داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة اختيار مرشح جديد للانضمام إلى المجلس على أن تتم الموافقة عليه عبر تصويت لكامل أعضاء الجمعية العامة.
وفي جدة، عُقد اجتماع ثلاثي جمع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بحثت التطورات التي تشهدها الساحات الإسلامية والعربية والدولية إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدان الشقيقة، والوضع في سوريا. ويأتي الاجتماع الثلاثي عقب إعلان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، عن تحديد 23 نوفمبر المقبل موعداً لعقد مؤتمر «جنيف 2» لحل النزاع في سوريا. في غضون ذلك، بحث وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، الملفات الثلاثة، التي من أجلها اعتذرت المملكة عن شغل مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن الدولي.
ووفقاً لوكالة الأنباء السعودية»واس» فإن كيري زار الفيصل في مقر إقامته بباريس، وبحثا كافة القضايا بالمنطقة وفي العالم على رأسها الأزمة السورية والملف النووي الإيراني ومباحثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية.