عواصم - (وكالات): أعلنت مصادر مقربة من «حزب الله» الشيعي اللبناني أن «الحزب يستعد لمعركة فاصلة في مدينة القلمون السورية الواقعة بين وادي بردى والحدود اللبنانية السورية، على أن تكون بأسرع وقت ممكن قبل انعقاد مؤتمر «جنيف2» المقرر أواخر نوفمبر المقبل»، مشيرة إلى أن «الحزب رصد أكثر من 15 ألف مقاتل للمعركة، وأنه يسعى لكي تكون المعركة قصيرة قبل مؤتمر جنيف، على أساس أن موسم الشتاء لن يساعد مقاتلي الثورة السورية في التصدي وسيكون من السهل الانتصار عليهم»، فيما توعد الجيش الحر «حزب الله» بثمن باهظ إذا أقدم على تلك الخطوة. في غضون ذلك، تتكثف الاتصالات الدبلوماسية سعياً لإعداد أرضية متينة لمؤتمر جنيف2 حول سوريا، وفي هذا السياق دعا وزراء الخارجية الأوروبيون المعارضة إلى المشاركة في المؤتمر، فيما شدد الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي على وجوب أن يضم المؤتمر «كل من له مصلحة ونفوذ في الشأن السوري».
ويفترض أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في باريس ممثلين لجامعة الدول العربية تمهيداً لاجتماع «مجموعة أصدقاء سوريا» المقرر اليوم في لندن، والذي ستشارك فيه المعارضة السورية.
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقب لقائه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الخارجية هوشيار زيباري «المؤتمر يجب أن يجتمع فيه كل من له مصلحة ونفوذ في الشأن السوري».
وتأتي زيارة الإبراهيمي إلى بغداد في إطار جولة إقليمية بدأها السبت الماضي في القاهرة وتهدف للتحضير لمؤتمر جنيف2 الدولي للسلام الخاص بالأزمة في سوريا. ومن المتوقع أن يزور الإبراهيمي سوريا وإيران وتركيا وقطر قبل أن ينتقل إلى جنيف للقاء ممثلين عن الجانبين الروسي والأمريكي. وأعلن الإبراهيمي من القاهرة أن مؤتمر جنيف2 لا يمكن أن ينعقد «من دون معارضة مقنعة»، في إشارة إلى الانقسامات والتردد داخل صفوف المعارضة السورية. وفي حين أعلن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي إثر لقائه الإبراهيمي أن المؤتمر سيعقد في 23 نوفمبر المقبل، تجنب الإبراهيمي من بغداد تحديد موعد للمؤتمر. وفي لوكسمبورغ، أعلن وزراء الخارجية الأوروبيون أن «الاتحاد الأوروبي يدعو المعارضة إلى القدوم متحدة لتشارك بفعالية في مؤتمر جنيف2.
وجاءت دعوة الاتحاد الأوروبي بعدما أعلن الائتلاف إرجاء اجتماع داخلي كان مقرراً اليوم إلى مطلع نوفمبر المقبل لأنه يتزامن مع اجتماع أصدقاء سوريا الذي سيشارك فيه رئيس الائتلاف أحمد الجربا.
من ناحية أخرى، وصلت منسقة البعثة المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة الهولندية سيغريد كاغ إلى دمشق.
في المقابل، لاتزال المعارضة تعاني من التشرذم بعد إعلان عشرات الألوية والكتائب المقاتلة على الأرض انفصالها عن الائتلاف، آخذة عليه انفصاله عن الأرض وعن حاجات المقاتلين وهمومهم.
ميدانياً، قتل المقدم السوري المنشق ياسر العبود في اشتباكات مع القوات النظامية في مدينة طفس جنوب سوريا، وهو قائد لواء ورئيس غرفة عمليات المنطقة الجنوبية، و»من أبرز القادة الميدانيين»، بحسب ما ذكر المجلس العسكري التابع للجيش الحر في محافظة درعا. إلى ذلك، نفذ الطيران الحربي السوري غارات جوية على منطقة المليحة من جهة معمل تاميكو جنوب شرق دمشق كان مقاتلو المعارضة تمكنوا من السيطرة على موقع استراتيجي للقوات النظامية فيها خلال اليومين الماضيين، بحسب ما ذكر المرصد السوري.
من جهة ثانية، أفاد المرصد عن تعرض مناطق في مدينة معضمية الشام المحاصرة جنوب غرب العاصمة لقصف من القوات النظامية. وفي تداعيات النزاع السوري، سقطت 4 صواريخ على مدينة الهرمل شرق لبنان، مصدرها الأراضي السورية، بحسب ما أفاد مصدر أمني. من جانبه، رأى الرئيس السوري بشار الأسد أن لا موعد محدداً لانعقاد مؤتمر جنيف 2، ولا عوامل تساعد على إنجاحه في الوقت الحالي، وشروط نجاحه «غير متوافرة». وقال الأسد في مقابلة مع تلفزيون الميادين «الإخوان المسلمين «مجموعة إرهابية»، رافضاً التحاور معها ما لم تلق السلاح، علماً بأن الجماعة هي أحد مكونات الائتلاف الوطني السوري المعارض. وأضاف الأسد أنه لا يرى «أي مانع شخصياً» للترشح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة.
في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الحرب ستتواصل في سوريا في حال أعيد انتخاب الأسد رئيساً عام 2014.
من جانب آخر، ذكرت صحيفة «صباح» التركية إن الرهائن اللبنانيين الشيعة التسعة الذين أفرج عنهم بعد احتجازهم 17 شهراً لدى معارضين سوريين مسلحين، أخرجوا من سوريا في عملية لفريق كوماندوز للاستخبارات التركية.
من جهة أخرى، التزمت السلطات السورية سياسة الصمت حيال قضية السجينات المشمولات في صفقة تبادل عدد من المحتجزين اللبنانيين والأتراك، ما أثار تساؤلات عن مصيرهن في ظل بعض التصريحات اللبنانية المتناقضة.
وفي حين قال مدير الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم، إن «ما تم التفاهم بشأنه قد نفذ بحذافيره»، حسم وزير الداخلية مروان شربل الأمر، مؤكداً أنهن لا يزلن في قيد الاحتجاز. وقال وزير الداخلية اللبناني لصحيفة «الجمهورية» «أياً من السجينات السوريات اللواتي شملتهن صفقة التبادل مع المخطوفين لم تخرج من السجون السورية، لكن ذلك لا يعني أن السوريين خارج الصفقة أو ما جرى التفاهم بشأنه». وأعرب عن اعتقاده أن عملية إطلاق السجينات ستتم في غضون «الـ24 أو الـ48 ساعة المقبلة».