يمثل الإعلان الإلكتروني واحداً من أهم وسائل التسويق الحديث بالنسبة للشركات والأعمال الكبرى، بعد أن أثبت نجاحاً كبيراً بفضل العديد من ميزاته مثل القدرة على تحديد الفئة المستهدفة من الإعلان، إلا أن مشكلات جديدة لم تكن متوقعة بدأت تواجه أصحاب هذا النوع من الإعلانات، خاصة المعلنين عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" والذي يستحوذ حالياً على كمية كبيرة من سوق الإعلان الالكتروني حول العالم.
وتقدم معلنون غاضبون في بريطانيا بشكوى لشركة "فيسبوك" قالوا فيها إن منتجاتهم أصبحت تظهر على صفحات تدعو للعنف أو تمجِّد الاغتصاب والسلوكيات غير السوية من الصفحات الموجودة على الموقع، بما يمثل في النهاية إساءة لهم كون الكثير من الأشخاص المستهدفين بالإعلانات لا يعلمون كيفية تحديد ظهورها أو غيابها.
وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية إن معلنين كباراً تقدموا بالشكوى من بينهم شركات عالمية، كشركتي "فودافون" و"أمازون"، إضافة الى الهيئة الخيرية المشهورة "شيلتر"، حيث عبر هؤلاء عن غضبهم من ظهور إعلاناتهم والترويج لمنتجاتهم عبر صفحات غير لائقة، ومجموعات تدعو لأعمال غير قانونية، مثل الدعوة الى العنف أو الترويج للاغتصاب.
وتمثل شكاوى المعلنين أمراً بالغ الأهمية بالنسبة لإدارة الشركة العالمية "فيسبوك"، حيث بلغت إيرادات الإعلان على الموقع خلال الربع الأول من العام الحالي 1.33 مليار دولار.
ومن بين الصفحات على "فيسبوك" التي لازالت فعالة، وتظهر عليها إعلانات لشركات كبرى مثل "فودافون"، مجموعة تحمل اسم "مشروع الجنس اليومي"، وهي مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي أسستها ناشطة نسائية الا أنها مصنفة ضمن المواقع التي تسيء للمرأة.
وقالت الهيئة الخيرية البريطانية "شيلتر" إنها تتواصل مع موقع "فيسبوك" من أجل وقف ظهور إعلاناتها على الصفحات الداعية الى العنف أو الى ارتكاب الانتهاكات الجنسية.
كما قالت شركة "دوف" العالمية المختصة بمواد التجميل إنها "مصدومة" من ظهور إعلاناتها على صفحات غير لائقة على فيسبوك، مؤكدة أنها تحدثت مع إدارة الشركة من أجل وقف ظهور الاعلان، الا أن ادارة "فيسبوك" أبلغتها بأن الصفحة المسيئة تم إزالتها بصورة كاملة من شبكة التواصل الاجتماعي.
كما أكدت الشركة أنها ستعيد تصفية إعلاناتها، وتعيد ترتيب وتنظيم حملاتها على فيسبوك من أجل ضمان أن لا تظهر اعلاناتها في صفحات مسيئة أو تتضمن ما يخالف القانون، أو على الأقل تخفيف ظهورها في تلك المواقع.
يُشار الى أن غالبية المختصين في مجال الإعلانات الإلكترونية يقولون إنه يصعب السيطرة على مكان ظهور الاعلانات بحسب مضامينها، حيث تتم العملية بصورة آلية، وأحياناً ما يتم تحديد الفئات المستهدفة بحسب البلد او بحسب العمر، ولا يمكن التحقق سلفاً من مضمون الصفحة على شبكة التواصل الاجتماعي أو حتى مضمون الموقع الالكتروني في حال تم الاعلان على مواقع مستقلة.