885 كلمة هي مجموع عدد كلمات الخطاب السامي لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله وأعزه خلال افتتاح دور الانعقاد الرابع من الفصل التشريعي الثالث. اللافت في الخطاب أنه تضمن 22 مفردة من لفظة «وطن»، وهو ما يعكس حرص جلالته على التزام الجميع مسؤولية الانتماء لهذه الأرض العزيزة.
تتنوع المسؤوليات، ولكن مسؤولية الوطن تبقى الأهم، وأولوياتها اليوم في حاءات ثلاث، وهي: الحسم والحزم والحل في مواجهة التحديات الأمنية مع تصاعد أعمال الإرهاب التي تقودها جماعات راديكالية بدعم خارجي.
ما تحتاجه البحرين اليوم حسم في المواقف والقرارات، وحزم في تنفيذها وهذا هو الحل بكل بساطة. جلالة الملك أكد في خطابه السامي أهمية توصيات المجلس الوطني وعدها تعبيراً عن الاستراتيجية الوطنية للدفاع والأمن الوطني خلال المرحلة المقبلة. وهذا ما يدفع الجميع لتحمّل المسؤولية، فالوزراء الذين لم يتحملوا المسؤولية وينفذوا توصيات المجلس الوطني لاجتثاث الإرهاب يجب أن تتم محاسبتهم ومساءلتهم من قبل أعضاء البرلمان. والنواب والشوريون يتحملون أيضاً المسؤولية في التنفيذ والمتابعة مع الحكومة، وينبغي تفعيل الأدوات الدستورية لضمان التنفيذ والمحاسبة باستمرار.
جميع الدول المجاورة حسمت مشاكلها وتحدياتها وأزماتها الداخلية، ومازال الوضع في البحرين يراوح مكانه، ومازلنا مترددين في الحسم، فماذا ننتظر؟!
الدول الكبرى والمنظمات الإقليمية والدولية صارت أجندتها مكشوفة، ولا تتمتع بأي احترام في الداخل والخارج، فلماذا نخشاها؟ نحتاج لحسم!
حان الوقت لأن يقال لأي سفير إذا تكلم في الشأن الداخلي «اصمت فهذا ليس من شأنك»، فالمسائل والقضايا الداخلية أمور سيادية ليس لأحد غير البحرينيين الحق في الحديث عنها أو التدخل فيها، نحتاج لحسم وحزم. إذا لم تحترم وزارة الخارجية الأمريكية البحرين عندما طلبت منها استيضاحاً بشأن خطاب الرئيس الأمريكي في الأمم المتحدة، فإن الحسم والحزم يقتضي عدم مقابلة سفير واشنطن، لأن إدارة بلاده لا تحترم الدبلوماسية البحرينية، ولا تحترم الأعراف الدبلوماسية الدولية. الخطاب السامي لعاهل البلاد يدفعنا نحو مزيد من المسؤولية والحسم والحزم وصولاً للحل، وهو ما عبّر عنه جلالته قائلاً: «البحرين منفتحة على العالم (..) لكن لن تستوحي توجهاتها من أي مصدر غريب عنها».
يوسف البنخليل