استدار مهرجان البحرين الدولي للموسيقى (22) أمس إلى جغرافية إقليم القوقاز، وتحديداً إلى مراكز الثقافة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وغرب ووسط آسيا وأذربيجان، فقدم الفنان عليم قاسيموف وابنته فرغانة مع رباعي من العازفين الشباب أغنيات وألحان قديمة آذرية روحانية تشتهر باسم المقام.
وأطربت عائلة قاسيموف الحضور في رابع حفلات المهرجان بمجموعة من قصائد الحب والمغنى الصوفي ذي البعد الفلسفي والروحاني في مجاورة للألحان الفلكلورية، ومثلت في تكوينها مزجاً فنياً راقياً ما بين الإرث العربي، الفارسي، التركي الذي أودعته الحضارات والشعوب في إقليم القوقاز، والذي يتجلى في الأغاني الشعبية التي يتغنى بها الشعراء المعروفون باسم (العاشقين).
واعتمد أداء قاسيموف على الكلاسيكية القديمة التي انتشرت على مدى قرون في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى، متداخلاً مع صوت ابنته فرغانة بجمالية فريدة وروح عائلية اعتنقت الثقافات الآذرية والخصوصية الروحانية الصوفية. وتمكن الاثنان من تلبس الحالة، فكان الإيقاع متسلسلاً ما بين النموذج الموسيقي المتأصل وبين الخامة الشابة الجاهزة للصقل.
وسبق لقاسيموف أن حاز عام 1999 جائزة المؤدين التي يمنحها مجلس الموسيقى الدولي التابع لليونسكو تقديراً لعطائه الفني الكبير ومسيرته الحافلة التي عمل فيها مع أسماء فنية لامعة مثل: يويو ما وفرقة طريق الحرير، متنقلاً بين شعوب العالم، وناقلاً إليهم فلكلور وطنه الأم في حوار ثقافي موسيقي بديع.