كتب - عبدالله الطاهر:
كشف المنسق المقيم للأمم المتحدة في البحرين بيتر غروهمان عن أن مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية هيلين كلارك ستدشن في البحرين نهاية نوفمبر المقبل تقرير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول «إدارة المياه في المنطقة العربية» والذي يتناول مسألة حيوية لتحقيق إدارة فعالة لندرة المياه. فيما وأكدت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام إبراهيم رجب أن الرهانات التي تعمل من أجلها الأمم المتحدة بمختلف أجهزتها ووكالاتها في سبيل دعم التنمية والسلام في العالم، أصبحت أكثر إلحاحاً اليوم من أي وقت مضى.
وأكد بيتر غروهمان، خلال مؤتمر صحافي أمس ببيت الأمم المتحدة بمناسبة الذكرى الـ68 للتصديق على «ميثاق الأمم المتحدة»، والذكرى الثانية والأربعين لإنشاء مكتب الأمم المتحدة في البحرين، بحضور وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب، وكيل وزارة الخارجية للشؤون الدولية كريم الشكر، أن الأمم المتحدة ستظل ملتزمة بدعم البحرين في التصدي لاحتياجات التنمية الحالية والمستقبلية. وعلى نفس المنوال، إننا ندرك أيضاً دعم المملكة القيم ومساهماتها للأمم المتحدة في البحرين منذ استقلالها عام 1971.
ورسم 16 طالباً وطالبة من مدرسة السلام على هامش الاحتفال لوحات تعبر عن الأهداف الإنمائية تحت إشراف التشكيلي عباس الموسوي.
وأضاف بيتر غروهمان أنه «في إطار «الأهداف الإنمائية للألفية»، وبمساندة منظمات الأمم المتحدة الإنمائية، تمكنت البحرين من إحراز تقدم ملحوظ، فاق في بعض الأحيان معظم الأهداف الإنمائية المقررة عالمياً. كما أبرزت البحرين بعض الريادة الاستثنائية في دمج إطار الأهداف الإنمائية للألفية في التخطيط الوطني وتنفيذ بعض المبادرات التنموية».
وأشار إلى أنه مع سرعة اقتراب الموعد النهائي لتحقيق «الأهداف الإنمائية للألفية» في العام 2015، فإن العالم يعكف الآن على نقاش يتمحور حول رؤية الإطار الجديد للتنمية العالمية لما بعد 2015 التي سوف تحل محل الأهداف الإنمائية للألفية. ولبغية الوصول إلى توافق في الآراء بشأن مجموعة جديدة من الأهداف الإنمائية التي تتوافق مع الاحتياجات المتنوعة والتحديات الجديدة للقرن الحادي والعشرين، فقد طلب الأمين العام للأمم المتحدة أن تتم هذه العملية بطريقة استشارية تضم الحكومات، والمجتمع المدني والقطاع الخاص والمواطنين في العالم أجمع وعلى نطاق واسع.
وأوضح بيتر غروهمان أنه في جهودها الرامية لتحديد جدول أعمال ما بعد عام 2015، قامت مجموعة الأمم المتحدة الإنمائية على تيسير عملية مشاورات مفتوحة وشاملة للتأكد من أن كل صوت يسمع. وقد جرت مشاورات على المستوى الإقليمي والوطني وذلك المتعلق بالمستوى الموضوعي. على الصعيد الإقليمي، عقد «منتدى التنمية العربية» في عمان بهدف تحديد مواقف إقليمية بشأن «جدول أعمال التنمية» لما بعد عام 2015، وقد شارك فريق مؤلف من خمسة أعضاء يمثلون المجتمع المدني و الوسط الأكاديمي في البحرين. أما على الصعيد الوطني، فقد قامت 88 دولة حتى الآن بمشاورات ما بعد عام 2015، وذلك لإعطاء فرصة لأكثر من مليون شخص بإسماع أصواتهم وآرائهم بغية تشكيل وتحديد ما هو مهم لعالمنا في المستقبل.
وأضاف «وكجزء من هذا النهج القائم على التشاركية من القاعدة للأعلى، تم إطلاق استبيان عالمي كأداة استقصائية فاعلة من أجل عالم أفضل. ويمكن «استقصاء الأمم المتحدة العالمي من أجل عالم أفضل» كل مواطن في العالم من التصويت عبر الإنترنت على ست قضايا للتنمية تؤثر على حياتهم ذكوراً وإناثاً في الوقت نفسه».
وأكد أنه على مدى الأشهر القليلة المقبلة، ستعمل الأمم المتحدة في البحرين على التعريف بشكل متزايد بهذا الاستقصاء (الاستبيان العالمي) لدى جميع قطاعات المجتمع. وقالت سميرة رجب إن الصراعات الإقليمية التي تشهدها عديد المناطق في العالم ومنها منطقة الشرق الأوسط، قد أصبحت تساهم بشكل ملفت في الزيادة في الفقر والتراجع في التنمية والتعليم وتدمير الطبيعة والبيئة. كلها نتائج وخيمة على التنمية في العالم، ربما بسبب القصور أو العجز في لعب الأمم المتحدة لدور أكبر وفعال في معالجة هذه الأزمات والصراعات.
وأضافت «ربما تأتي فكرة الاستقصاء العالمي الذي أطلقته المنظمة الأممية تحت شعار «استقصاء الأمم المتحدة العالمي من أجل عالم أفضل»، كجزء من الوعي الأممي بأن بعض الشعوب مازالت تعاني من مشكلات تنموية وحياتية جمة في مختلف مناطق العالم، وبات لزاماً على الأمم المتحدة بأن تقوم بدور أكبر في هذا المجال».
وأشارت إلى أن المواطن البحريني أو المقيم يشهد بأن المملكة توفر للجميع وتقريباً بصورة مجانية أرقى الخدمات التعليمية والصحية والإسكانية، وتحاول بكل السبل أن تواصل مسيرتها على خطى الإصلاح والديمقراطية، آخذة بعين الاعتبار الخصوصيات الثقافية والمحلية للمملكة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة مصورة تم عرضها خلال المؤتمر الصحافي أمس «يمثل يوم الأمم المتحدة فرصة للاعتراف بمدى إسهام هذه المنظمة القيمة في تحقيق السلام والتقدم المشترك. وإنه وقت للتفكير في ما يمكننا القيام به زيادة على عملنا الحالي لتحقيق رؤيتنا المتمثلة في إيجاد عالم أفضل. وأعمال القتال الدائرة في سوريا هو التحدي الأمني الأكبر الذي نواجهه اليوم. فقد أصبح الملايين من الأشخاص يعتمدون على موظفي الأمم المتحدة العاملين في المجال الإنساني للحصول على المساعدة اللازمة لبقائهم على قيد الحياة.