عواصم - (وكالات): استدعى وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيلي السفير الأمريكي لطلب توضيحات بشأن المعلومات التي أفادت بأن أجهزة الاستخبارات الأمريكية ربما تجسست على الهاتف المحمول للمستشارة أنغيلا ميركل. وقالت متحدثة باسم الوزارة أنه «تم بالفعل استدعاء السفير الأمريكي لعقد لقاء مع الوزير فيسترفيلي وسيتم اطلاعه بهذه المناسبة على موقف الحكومة الألمانية بوضوح» مؤكدة بذلك معلومات أوردتها مجلة دير شبيغل الأسبوعية على موقعها الإلكتروني.
واتصلت ميركل بالرئيس باراك أوباما لاستيضاحه بشأن معلومات كشفت أن هاتفها المحمول يتعرض للتجسس من قبل أجهزة الاستخبارات الأمريكية. وأكد لها أوباما أن الولايات المتحدة لا ولن تراقب اتصالاتها.
وشددت ميركل على أنه في حال ثبت التجسس على هاتفها فسوف تعتبر هذه الممارسات «غير مقبولة على الإطلاق» وسيسدد الأمر «ضربة كبرى للثقة» بين البلدين الصديقين. ورأى وزير الدفاع الألماني توماس دو ميزيير أن هذه المعلومات في حال تأكدت «ستكون خطيرة حقاً». وقال للتلفزيون العام الألماني «مضت سنوات وأنا أنطلق من مبدأ أن هاتفي المحمول خاضع للتنصت. لكن لما كان خطر لي على الإطلاق أن يكون ذلك من جانب الولايات المتحدة».
من جانبها، أعلنت النيابة الفيدرالية الألمانية المكلفة بقضايا التجسس أنها ستدرس المعلومات التي أكدت تنصت الاستخبارات الأمريكية على هاتف ميركل الجوال استعداداً لإمكانية فتح تحقيق رسمي في الموضوع. واعتبرت الصحافة الألمانية أن المعلومات حول احتمال التنصت على مكالمات ميركل تشكل صفعة لها بعدما بدت متفهمة منذ أولى المعلومات عن أنشطة الوكالة الأمريكية.
وافتتح قادة الاتحاد الأوروبي قمتهم في بروكسل التي يهيمن عليها الخلاف مع الأمريكيين حول التجسس الذي استهدف ميركل. ودخل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند وميركل، اللذان عقدا لقاءً ثنائياً حول هذه المسألة، معاً إلى قاعة الاجتماع. وقال رئيس الوزراء البلجيكي ايليو دي روبو «يجب اتخاذ اجراءات» مضيفاً أن القمة يجب أن تنظر «في اتخاذ إجراءات أوروبية»، لكنه أكد أنه لا يتوقع صدور قرارات فورية. ويبدو أن الأوروبيين منقسمون حول هذه المسألة. وشكك رئيس الوزراء الفنلندي يركي كاتاينن في القدرة على تقديم رد أوروبي. وبات الرئيس الأمريكي باراك أوباما معتاداً على التقاط سماعة الهاتف ليستمع إلى قائد أجنبي آخر يشتكي من حملة التجسس الواسعة النطاق للاستخبارات الأمريكية، بعد فضائح التجسس الأمريكية في فرنسا والبرازيل والمكسيك وأخيراً ألمانيا، ولا أحد يعلم من سيتصل لاحقاً من الحلفاء احتجاجاً على اعتراض وكالة الأمن القومي الأمريكية على مراسلاته الإلكترونية أو اتصالاته الهاتفية.
من جهة أخرى، أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي «اف بي آي» يشتبه في أن يوري زايتسيف الدبلوماسي الروسي ومدير مركز العلوم والثقافة في واشنطن والمكلف بتطبيق برنامج تبادل التعاون الروسي في الولايات المتحدة حاول تجنيد جواسيس في صفوف شبان أمريكيين أرسلوا إلى روسيا في إطار برنامج تبادل زيارات.