أدهشت أوركسترا براغ لموسيقى الحجرة، براوئعها الكلاسيكية، الجمهور الذي ملأ مساء أمس الخميس الصالة الثقافية، في خامس حفلات مهرجان البحرين الدولي للموسيقى في نسخته الثانية والعشرين، في سياق الاحتفاء بالمنامة عاصمة السياحة العربية للعام 2013. بحضور وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وعدد من الدبلوماسيين والمسؤولين، وبحضور ملأ الصالة الثقافية بالكامل.
وقدمت أوركسترا براغ لموسيقى الحجرة مقطوعات متعددة ومتنوعة مستدرجة موزارت، هايدن وقد نسجت في وترياتها وإيقاعاتها كلاسيكية وأناقة العصر الباروكي الجميل، من فيفالدي وباخ، إلى عمالقة الموسيقى البوهيمية مثل ميشنا وزيلينكا وغيرهم. وبذلك اعتنقت هذه الحجرة الموسيقية عصورا بعيدة واشتغالات فريدة وعالمية تأتمنها على أصواتها وحيواتها وجمالها.
وتتميز أوركسترا براغ لموسيقى الحجرة بكونها من الفرق النادرة التي تعزف من دون وجود مايسترو، ما يضفي على مهمة العزف درجة أكبر من الصعوبة، ويتطلب انضباطا متناهيا وصِلَة قوية بين أعضاء الفرقة.
وتأسست الفرقة قبل أكثر من 60 عاما في مطلع خمسينيات القرن العشرين على يد عدد من أعضاء أوركسترا الراديو السيمفونية التشيكوسلوفاكية، وذلك لمنحهم فرصة عزف أنواع أخرى من الموسيقى مع التركيز على الموسيقى البوهيمية القديمة. وبدأ صيتها بالانتشار بعد إحيائها حفلا ناجحا في مهرجان الربيع في براغ بعد تأسيسها بعام واحد فقط. ومنذ ذلك الوقت والفرقة تحقق نجاحا تلو الآخر، حيث كونت رصيدا ضخما من الألبومات، وحصدت عدة جوائز مرموقة مثل جائزة الأسطوانة الذهبية من سوبرافون وجائزة وينر فلوتينور والجائزة الكبرى من أكاديمية تشارلز كروس، ما جعلها من أكثر الفرَق من نوعها طلبا في العالم بمعدل40 حفلا في السنة، معظمها خارج جمهورية التشيك. وبالإضافة إلى مشاركاتها الكثيرة في أشهر المهرجانات الموسيقية في أوروبا، قامت الأوركسترا كذلك بعدة جولات ناجحة، شملت دول أمريكا اللاتينية وأمريكا الشمالية والشرق الأقصى وأستراليا.