تشهد الصالة الثقافية مساء هذا اليوم، آخر غنائيات مهرجان البحرين الدولي للموسيقى 22 مع الفنانة السورية الأرمنية لينا شامياميان، التي تقدم موسيقى الجاز، ضمن مشروع شامياميان «حنا وزهر»، الذي تغني فيه شيئاً من الجاز المنسجم مع الألحان الدمشقية الأصيلة والأرمنية إلى جانب الكلاسيكية الغربية.
وتزهر الموسيقى في فصل السياحة البيئية مع «حنا وزهر» مثل حياة مكتملة، قابلة للاقتسام، حيث الفنّانة لينا شاماميان تقتسم صوتها وحلمها وذاكرتها المتعددة في غاباتٍ صوتية تتحسس من خلالها العالم، بأسلوبٍ فريدٍ اشتغلت عليه من خلال العمل مع فنانين من مختلف الأوطان والثقافات. فمن خشبة الصّالة الثقافية سيكون للفلكلور الشعبيّ الجميل ذاكرة عميقة مع شاماميان التي ستفصح بلغة اللحن والموسيقى عن الأمكنة التي عرفتها أو مرت بها، وعن علاقة فريدة تتواشج فيها الجملة الموسيقية للجازّ الشّرقيّ مع التأثيرات الموسيقية المعاصرة كما استدلت عليها الفنانة في سيرتها التي عاشتها.
وظهرت موهبة الفنانة السورية الأرمنية لينا شاماميان مبكراً، حيث شاركت في العديد من الحفلات المدرسية قبل تخرّجها من الثانوية، كان أوّلها وهي لم تتجاوز سنّ الخامسة من عمرها. بعد حصولها على بكالوريوس في الاقتصاد من جامعة دمشق في العام 2002، انتقلت لدراسة فنّ الغناء الكلاسيكيّ في المعهد العالي للموسيقى في دمشق، وتخرّجت منه في العام 2007. وشاركت لينا أثناء دراستها في العديد من ورش العمل في أوروبا حول الموسيقى الكلاسيكية وموسيقى الجازّ، التقت في أحدها بعازف الأكورديون الألمانيّ مانفريد ليوشتر، وأثمر هذا اللقاء عن تعاون موسيقيّ ناجح، مهد الطريق أمامها للعمل مع موسيقيين ومغنين آخرين حول العالم. وقد مثّل هذا التعاون الشرارة لإبداع نوع جديد من الموسيقى يحمل بصمتها الخاصة. يتّسم أسلوب الفنانة لينا شاماميان بفرادة جميلة، تستمدّ فكرتها من توليف الموسيقى الكلاسيكية مع موسيقى الجاز الشرقية والألحان الأرمنية، التي ساهم في تلحين مقطوعاتها زميلها في المعهد باسل رجوب. وقد لاقى هذا النمط الجديد استحساناً واسعاً، ونال الثنائيّ على إثره جائزة الشّرق الأوسط من إذاعة مونت كارلو في العام 2006، لألبوهما الأوّل «هالأسمر اللون»، ما شجّعهما على إصدار ألبوم ثانٍ حمل اسم «شامات». إنّ ما تقوم به لينا من خلال فنها هو إعادة الحياة إلى الأغاني الفلكلورية العريقة، خصوصاً السورية منها، وإخراجها بثوب محدّث من خلال دمجها بأنواع وترتيبات موسيقية معاصرة، صانعة بذلك حلقة وصل بين الموسيقى الشرقية الكلاسيكية والموسيقى العالمية الحديثة، مع الحرص على عدم التفريط بأصالة تلك الأغاني وكمالها الفنيّ.