كتب - أحمد الجناحي:
بأغنيات عطرها المحبة والتسامح، وبلغة الموسيقى المتأصلة بقلوب الشعوب تحت راية التضحية والسلام، بثت الدمشقية الأرمنية لينا شاماميان أغنيات هواها العربي والشرقي غازلت بها جمهور ملأ مسرح الصالة الثقافية، في حفلها الأول من سلسلة حفلات إطلاق ألبوم «غزل بنات» الذي اعتبرته مفاجأة خاصة لجمهورها في ختام مهرجان البحرين الدولي للموسيقى.
غنت شماميان أغنياتها التي فاح عبيرها على أوتار موسيقى الجاز الشرقي المنسجم مع الألحان الدمشقية الأصيلة والأرمينية والكلاسيكية الغربية، ونقشت رسالة بماء الذهب عناوينها مختلفة ومتميزة كتميز صوتها وحلمها وذاكرتها، وعلى موج البحر خطفت شماميان أحاسيس الجمهور ودعتهم لركوب هذه الأمواج فقط من أجل الحب والسلام.
ورغم أن موهبة شماميان ظهرت مبكراً، حيث يسجل تاريخها الحافل العديد من الحفلات أولها حفلات مدرسية قبل الخامسة من عمرها، إلا أنها تأخرت عن الحفل قليلاً مبررة ذلك بجملة داعبت بها الجمهور واستثارته «أعتذر على التأخير، لكن ما في بنت ما بتتأخر».
حكت لينا شماميان للجمهور بكل عفوية قصة «يلا نام لذبح لك طير الحمام» التي كانت تروى لها وهي صغيرة وتسلب منها النوم منتظرة فارس مغوار لينقذ الحمام من الموت، وبذلك فإن حمامة السلام كانت الصديق الأول لها منذ طفولتها لينام شعوب العالم بسلام بعيداً عن كل الأوجاع والآهات.
وغنت شاماميان أغنية «ياهلي» التي استوحت موسيقاها من حذاء الإبل، في محاولة جادة لها في إسقاء عطش الصحاري وريها بوحدة المصير، ليكون العالم تحت راية واحدة مجتمعين في خيام العطاء والتضحية بعيداً عن الانقسام والتفكك، التي كشفت عنها بلغة الغناء والموسيقى.
تعرفت الدمشقية لينا على جوانب محلات رائعة بشخصيتها في غربتها، فأصبحت بجانب الكتابة تؤلف الموسيقى وتوزعها، حتى شعرت أنها تكتب أيضاً لبلدها وكان ألبوم «غزل بنات» من الغزل والسكر التي تتمنى أن يرجع لقلوب كل العالم، أغنية شهرزاد غنتها لكل نساء العالم من أجل غد مشرق واعتبرتها الطريقة الوحيدة لكي يظل الناس متمسكين بأحلامهم من الداخل، شهرزاد شخصية أحبتها شاماميان في طفولتها فكانت تشعر أن شهرزاد امرأة استطاعت بذكائها وجمالها وأنوثتها أن تنقذ كل النساء من بعدها.
غذاء الروح بأسلوب الفنانة وبتوليف الموسيقى الكلاسيكية مع موسيقى الجاز الشرقية والألحان الأرمنية، التي أعادت بها الحياة إلى الأغاني الفلكلورية العريقة وخاصة السورية منها، وإخراجها بثوب محدث يوحد القديم والحديث كسعيها لتوحيد الشعوب وخلق ثقافة المصير المشترك، كان العامل الرئيس في نجاح انتصار لينا شاماميان على الظلم والحروب، ونشر ثقافة السلام حول العالم التي غنت من أجلها.