أكد مواطنون أنهم يقضون فترة ما بعد الظهر بين مختلف الأنشطة والفعاليات، منهم من اعتاد على برامج الترفيه «شاي العصر وسوالف الأهل ومشاهدة التلفاز»، وآخرون يتولون مهمة تدريس أبنائهم. تعود هدى علي ـ موظفة وأم لطفلتين - من عملها عند الثالثة والنصف عصراً، تقول «فترة العصر قصيرة جداً، بعد الصلاة مباشرة أتابع الواجبات المدرسية لأطفالي، وهو ما يأخذ وقتاً طويلاً، وبعدها أكون في غاية التعب والإرهاق ولا أستطيع عمل أي شيء آخر.
هذا الواقع دفع هدى للتفكير بالبحث عن مدرس خصوصي لطفلتيها، ليساعدهم على إنجاز بعض الواجبات، ولكن المشكلة الأخرى تكمن في توصليهم إلى منزل المدرس، وهو أيضاً يحتاج إلى وقت ومصاريف إضافية.
وتضيف «الأسر البحرينية تفتقد حياتها الاجتماعية ولمة الأهل، حيث التزاور والتجمع، بسبب انشغالات الحياة وفترة العمل الطويلة والتي تمتد حتى العصر، ومن ثم تدريس الأبناء ومتابعة أمور المنزل».
الرجل ضيف شرف
وتوافقها الرأي عائشة أحمد «في الحقيقة تراجعت الحياة الأسرية والاجتماعية وأصبح «الواحد ما يدري عن الثاني.. كل واحد في وادي»، حيث إن ظروف الحياة حتمت على الغالبية الانشغال طوال الوقت، وتقول «البعض يعود إلى المنزل بعد الثالثة والنصف مع الازدحام المروري، ليتولى بعدها متابعة أمور المنزل وتلبية رغبات الأبناء».
وتردف «من الأسباب الرئيسة لتراجع الحياة الاجتماعية، عدم مشاركة الرجل للمرأة في المهام المنزلية وتربية الأبناء وتدريسهم، فتقع مسؤولية هذه المهام على عاتق المرأة وتفقد بالتالي حياتها الاجتماعية ويبقى الرجل ضيف شرف، ويؤخذ في كثير من الأحيان دور المحقق، يأتي في آخر النهار ويسأل هل أكل الأطفال؟ هل أنهوا واجباتهم المدرسية؟».
شاي العصر
نورة مراد ربة منزل، تقضي فترة العصر في شرب الشاي مع الأهل والصديقات ومشاهدة التلفاز، وفي بعض الأحيان في التزاور بين الجيران.
وتقول مريم حسن إنها تقضي 3 أيام من الأسبوع في الجامعة فترة العصــــر، وأما الأيام الأخـــرى المتبقية من الأسبوع إما تذهـــب إلى الســـوق أو تـــزور الأهــــل والأصدقاء.
الإجازة الأسبوعية والعمل
وترى سمية صالح ـ موظفة وأم لثلاثة أطفال ـ أن برنامج العصر يختلف في الأيام العادية عن أيام الإجازات الأسبوعية «أيام العمل، وبعد عودتي من الشغل أكون منهمكة وأحتاج فترة راحة، حيث أخلد إلى النوم حتى المغرب وبعدها أتابع واجبات ابني في الصف الأول بشكل يومي، وبعدها يأتي دوري لأكون ربة منزل وأعد طعام العشاء، هكذا دوماً في الصباح موظفة وفي العصر مدرسة ومربية، وفي الليل أم وزوجة تتابع شؤون المنزل».
وتردف «في نهاية الأسبوع يختلف الأمر، حيث أخصص هذين اليومين للراحة وزيارة الأهل والمجمعات التجارية بصحبة الأسرة والأطفال».