اتفق المشاركون في المؤتمر العالمي لحماية البحار والمحيطات في جزيرة كورسيكا الفرنسية، على إعلان «أجاكسيو» الوزاري ويتناول أهمية سعي دول العالم إلى تحقيق غايات «آتشي» للتنوع البيولوجي وإعلان ما نسبته 10% من البحار والسواحل العالمية محميات بحرية، بينما تصل هذه النسبة في البحرين إلى 19% من مياهها الإقليمية.
وأكد الممثل الشخصي لجلالة الملك المفدى رئيس المجلس الأعلى للبيئة سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل خليفة لدى مشاركته بالمؤتمر أمس، أن المؤتمر يأتي في سياق دعم الاستراتيجية التنموية للألفية الجديدة لعام 2020 بعد أن أطلقتها الأمم المتحدة لحفظ الحياة الفطرية حول العالم، سعياً لتأسيس شبكة دولية متكاملة على المستوى البيئي.
وأعرب سموه عن تمنياته لتحقيق أفضل الأهداف والخروج بالتوصيات المنشودة منه لحفظ التوازن البيئي العالمي والتنمية المستدامة، وشكر وزير البيئة والتنمية المستدامة والطاقة الفرنسي فيليب مارتين على دعوته لحضور المؤتمر.
وعبر سموه عن سعادته لحضور المؤتمر العالمي إلى جانب عدد كبير من الوزراء والمسؤولين والمختصين، إلى جانب هيئات ومنظمات تهتم بالبيئة والمحميات والبحار، وتسهم في تنفيذ الغايات الاستراتيجية لتحسين حالة التنوع البيولوجي عن طريق صون النظم الإيكولوجية وخاصة ما يتعلق بالمحميات البحرية يركز عليها المؤتمر، مشيداً بحسن التنظيم والوفادة.
وكان في استقبال سموه لدى وصوله قاعة المؤتمر بمدينة أجاكسيو وزير البيئة والتنمية المستدامة والطاقة الفرنسي، ومحافظ جزيرة كورسيكا الفرنسية بول جياكوبي وعدد من المسؤولين.
وبحث سموه على هامش المؤتمر مع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة مؤسسة خالد بن سلطان لحفظ الحياة في المحيطات، وصاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد آل سعود رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية، عدداً من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المؤتمر والأمور ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد بمشاركة سموهما في محفل عالمي يدعم حضور دول التعاون دولياً، ويزيد من تواصلها وتعاونها مع دول العالم المهتمة بقضايا البيئة، بعد أن أصبحت محل اهتمام جميع الدول الخليجية والدولية.
وبدأ المؤتمر بكلمة لمحافظ جزيرة كورسيكا الفرنسية رحب خلالها بالمشاركين، وحرصهم على حضور اجتماع عالمي يختص في المقام الأول في الحفاظ على المحميات البحرية وتهم حياة شعوب الأرض.
وألقى عدد من المختصين في مجال البيئة كلمات أشاروا فيها إلى ما وصلت إليه الدراسات والأبحاث في دولهم ومنظماتهم في سبل حفظ الموروث البيئي وحمايته من التطور الصناعي والعمراني المتسارع التي تشهده دول العالم.
وناقش المؤتمر وجهات نظر الدول المشاركة والمنظمات الدولية العاملة في مجال البيئة، كما تطرق إلى أهداف حماية البحار والمحيطات في العالم، وما لهذا المجال من علاقة بالجوانب والقضايا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية على المستوى الإقليمي والدولي.
واتفق المؤتمرون بختام أعمال مؤتمرهم، على إعلان «أجاكسيو» الوزاري ويتناول أهمية سعي دول العالم إلى تحقيق غايات «آتشي» للتنوع البيولوجي، وإعلان ما نسبته 10% من البحار والسواحل في العالم كمحميات بحرية، ووضع آلية مستدامة للتمويل والمساعدة على فاعلية إدارة المحميات البحرية ومبادرات المجتمع المدني في الحماية والبحث العلمي، والتعاون الإقليمي بين الدول على كافة المستويات للتعاون العلمي والتقني وإدارة الأنشطة البشرية المؤثرة على البيئة البحرية، وتوجيه الحماية للبحار في المياه الدولية خارج نطاق الدول حيث أنها تغطي 64% من المحيطات والبحار في العالم.
ودعا المؤتمر دول العالم إلى التعجيل في اعتماد المجتمع الدولي لاتخاذ قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل نهاية عام 2014 للبدء بالتفاوض حول البروتوكول الخاص بتنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار بشأن الحماية والإدارة المستدامة للتنوع البيولوجي البحري في المواقع خارج ولاية الدول.
وعرض البحرين أمام المؤتمر أمس، جهودها في حماية البيئة البحرية والتزامها بالاتفاقات والمعاهدات الدولية في مجال البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي.
وأبدى المشاركون في المؤتمر إشادتهم لاهتمام البحرين بمحمياتها البحرية ونسبتها 19% من المساحة الكلية للبيئة البحرية التابعة للمملكة، ما يعد إنجازاً لم تصل إليه أغلب دول العالم.
وأوضحت البحرين الجهود المضنية للحكومة في إعداد الاستراتيجية الوطنية وخطط العمل التنفيذية لحفظ التنوع البيولوجي، إضافة إلى مبادرات المملكة في اعتماد وإدماج النهج الإيكولوجي في التخطيط وإدارة المحميات البحرية.
ويشارك في المؤتمر وزراء وشخصيات من عدد من الدول والهيئات والمنظمات الحكومية والأهلية المعنية بالبيئات والمحميات البحرية والعلماء المسؤولين عن المحميات البحرية حول العالم، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والبنك الدولي وإدارة شؤون المحيطات وقوانين البحار التابعة للأمم المتحدة، والهيئة الحكومية للبحار والمحيطات التابعة لليونسكو، والهيئة العالمية للمناطق المحمية التابعة للاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة والمنظمة الفرنسية للبيئة.
نظم المؤتمر الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة والهيئة الفرنسية للمحميات البحرية، على هامش المؤتمر الدولي الثالث للمحميات البحرية في مرسيليا.