حذر النائب أحمد الساعاتي من مخاطر سعي بعض الأطراف المحلية والإقليمية لتدويل الأزمة السياسية البحرينية ومحاولات ربطها بالملفات الإقليمية وبالتحديد الملف النووي الإيراني والأزمة السورية، داعياً الحكومة و»الوفاق» إلى تجسير الهوة بينهما حفظاً للمصلحة الوطنية العليا.
وقال إن الأزمة السياسية في البحرين تم تشخيصها من قبل لجنة تحقيق تضم قضاة ومستشارين دوليين برئاسة البروفسور محمود شريف بسيوني على أنها نزاع محلي، ووضعت توصياتها لمعالجتها وقبلها جلالة الملك وكلف الحكومة بتنفيذها، حيث نفذت البحرين العديد منها وبقي بعضها مؤجلاً لأسباب مختلفة.
وذكر أن بعض القوى السياسية المحلية تنتظر ما تسفر عنه الأوضاع في سوريا أو نتائج التقارب الإيراني الأمريكي لكي تشكل تلك النتائج عامل ضغ ط على الحكم للحصول على مكاسب سياسية. وأوضح الساعاتي أن مثل هذه المراهنات والتحليلات إلى جانب خطورتها على الأمن القومي، فإن نتائجها غير مضمونة ولن تكون بالضرورة في صالح أي طرف محلي، مشيراً إلى أن القوى الدولية والإقليمية تخطط وتعمل لمصلحتها الوطنية بالمقام الأول، ولا يضيرها أن تستخدم البحرين كورقة ضغط لتحقيق مخططاتها. وقال إن فرض سياسة الأمر الواقع من هذا الطرف أو ذاك لن يحقق الاستقرار في البلاد ويطيل أمد الأزمة، مؤكداً أن الحوار الوطني الحقيقي القائم على الثقة المتبادلة والنوايا الحسنة والمصير المشترك هو الطريق الوحيد لحل المشكلات الوطنية. ولفت إلى أن إلغاء أي طرف للأطراف الأخرى أو تجاوزهم لم يعد ممكناً، حيث لكل طرف ورقة يستطيع في حالة استبعاده عن الحل السياسي أن يستخدمها لتعطيل الحلول وإرباك الساحة.
ودعا الساعاتي إلى أن تتقدم الأطراف المؤثرة في الوطن وبمقدمتها الحكومة وجمعية الوفاق بمبادرة شجاعة وجريئة لتجسير الهوة بينهما من منطلق «رابح رابح»، حيث إنه لن يكون هناك خاسر إذا كانت التضحيات من أجل إنقاذ الوطن من محنته. وأردف «في المقابل استنفدت جمعية الوفاق كامل أوراق ضغطها سواء بالضغط الشعبي أو الإعلامي أو المراوغة في دخول الحوار الوطني، ولم تستطع رغم كل ذلك تحقيق إنجاز واحد»، داعياً أطراف الحوار إلى العودة بشكل سريع للطاولة دون تأخير، أو انتظار عما تسفر عنه المفاوضات خارج الحدود. وحذر الساعاتي من أن مستقبل البلاد السياسي يواجه تحدياً كبيراً بسبب سعي القوى الإقليمية والدولية لاستخدام البحرين بيدقاً على رقعة الشطرنج الإقليمية التي هدفها الأول والأخير السيطرة على منابع النفط في المنطقة وليس للبحرين ناقة فيها ولا جمل. وذكر أن البحرين استطاعت حفظ استقلالها السياسي ووحدتها الوطنية على مدى عدة قرون، ونجحت بجهود أبنائها وعلى مدى عصور في تبوء مركز متقدم في المنطقة لتصبح منارة حضارية رغم شح الإمكانات. وقال إن الوضع السياسي الراهن يتطلب بذل جهد إضافي من قبل الجميع لحلحلة العقد الحائلة دون عن التقارب بين أطراف الأزمة، والتسامي على جروح خلقتها أزمة فبراير 2011 دون انتظار «من يبدأ بالسلام والاعتذار»، مطالباً الجميع بتحمل مسؤولياته الوطنية دون إبطاء.