أعدم 16 شخصاً شنقاً صباح أمس بعد هجوم قتل فيه 20 عنصراً من حرس الحدود الإيراني في منطقة جبلية إيرانية على الحدود مع باكستان. ونقلت وكالة فارس للأنباء عن المدعي العام في محافظة سيستان بلوشستان محمد مرضيه أن «16 شخصاً مرتبطين بجماعات مناهضة للنظام اعدموا شنقاً في سجن زهدان كبرى مدن المحافظة رداً على مقتل حرس الحدود في سرفان».
وتحدثت تقارير عن ان ما يسمى بـ «جيش العدل» قد أعلن مسؤوليته عن الحادث، إلا أن أي مسؤول ليراني لم يؤكد ذلك. يذكر أن جيش العدل تأسس العام الماضي في إقليم بلوشستان الإيراني للدفاع عن مصالح أهل السنة في إيران و»احتجاجاً على كل الممارسات الوحشية التي تقوم بها الحكومة الإيرانية بحق أهل السنة في إيران سواء البلوش أو الأحوازيين أو الأكراد وغيرهم».
وأضاف مرضيه «لقد حذرنا من أن أي هجوم يستهدف السكان المدنيين أو أفراد قوات الأمن لن يبقى بدون رد». وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن «20 عنصراً من حرس الحدود الإيراني قتلوا في اشتباك على الحدود الباكستانية». واكد نائب وزير الداخلية الإيراني علي عبدالله المعلومات وأوضح أن الاشتباك تسبب به «أعضاء في جماعات مناوئة»، وهي عبارة تستخدم للإشارة إلى السنة في جماعة جند الله وأضاف نائب الوزير الإيراني «أن 3 عسكريين احتجزوا رهائن واقتيدوا إلى الجهة الأخرى من الحدود» في باكستان.
وأكد «سنتخذ بالتعاون مع وزارة الخارجية كافة التدابير للإفراج عنهم». كما طالب عبدالله أيضاً «الحكومة الباكستانية باتخاذ تدابير من أجل التوصل إلى تحريرهم». وقد وقع الاشتباك في منطقة جبلية وعرة المسالك يستخدمها مهربو مخدرات ومسلحون بحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ايرنا».
وكانت محافظة سيستان بلوشستان حيث تقيم إقلية سنية كبيرة، مسرحاً لعمليات قام بها أعضاء في جماعة جند الله. كما إنها تعتبر أيضاً منطقة مهمة لتهريب قسم من المخدرات المنتجة في أفغانستان والموجهة إلى أوروبا والبلدان العربية. وقد أعدم زعيم جندالله عبدالملك ريغي شنقاً في يونيو 2010.
وكانت قوات الأمن الإيرانية ألقت القبض عليه فيما كان على متن طائرة تعمل على خط دولي اضطرت للهبوط فيما كانت تعبر المجال الجوي الإيراني.
من جهته، أعلن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، عزم بلاده التصدي لما وصفه بـالأعمال الإرهابية بكل حزم.
من جهة أخرى، تتكثف الجهود الدبلوماسية الأسبوع الجاري في فيينا سعياً لإحراز تقدم بشأن الملف النووي الإيراني المثير للجدل، فيما سيعقد اجتماع جديد بين إيران والدول الأعضاء في مجموعة «5+1» في 7 و8 نوفمبر المقبل في جنيف.
وغداً الإثنين سيلتقي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الياباني يوكيا امانو في العاصمة النمساوية كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي الذي يشغل أيضاً منصب نائب وزير الخارجية وعين ضمن فريق الدبلوماسيين الجديد الذي شكله الرئيس المعتدل حسن روحاني. وفي اليوم نفسه ستجري الوكالة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة مفاوضات منفصلة مع ممثلي إيران بعد أن قدمت في نوفمبر 2011 بياناً بعناصر تشير إلى أن إيران عملت على صنع القنبلة الذرية قبل 2003 وربما بعد ذلك في موقع بارشين العسكري القريب من طهران والذي تطالب الوكالة بدخوله بدون نتيجة حتى الآن.
وأخيراً سيلتقي 7 خبراء إيرانيين نظراءهم في مجموعة الدول الست المعروفة بـ «5+1» للتحضير لاجتماع جنيف المرتقب الأسبوع التالي. وكافة هذه اللقاءات ستجري بشكل مغلق. في غضون ذلك، دعت المفاوضة الأمريكية حول البرنامج النووي الإيراني وندي شيرمان الكونغرس إلى الإحجام عن تشديد جديد للعقوبات الاقتصادية بحق طهران بهدف تسهيل المفاوضات الدولية التي بدأت الأسبوع الماضي في جنيف.
في شأن متصل، أكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الإيراني علاء الدين بوروجردي أن بلاده ستواصل تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 % نافياً بذلك تصريحاً للمتحدث باسم اللجنة حسين نجفي حسيني.
«فرانس برس - رويترز - يو بي آي»