أطلقت وزارة الثقافة بالتعاون مع منظمة السياحة العالمية أمس، ورشة عمل تستمر يومين لتحديد الملامح الرئيسة لتطوير استراتيجية قطاع السياحة، في حدث هو الأول من نوعه بتاريخ البحرين السياحي.
وقال الوكيل المساعد لقطاع السياحة الشيخ خالد بن حمود آل خليفة « تضع المؤسسات خططها واستراتيجياتها داخلياً، لكننا أردنا في وزارة الثقافة أن نعمل بشكل مختلف، ننفتح على القطاع الخاص والمعنيين بالشأن السياحي في المملكة، لنضع معاً استراتيجيتنا السياحية للسنوات العشر المقبلة»، مؤكداً أهمية التركيز على السياحة الإقليمية التي تستهدف جذب السائح من دول الجوار الخليجي عموماً والسعودية خصوصاً.
ولفت إلى أولوية السياحة لدى القيادة ممثلة في حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، باعتبارها مورداً مهماً من موارد الدخل الوطني.
ونبه إلى أن فندق «وسبا رامي غراند» استجاب للأفكار المطروحة من قبل قطاع السياحة، ما أسهم في رفع نسبة إشغال الفندق إلى 40% بعد أقل من شهر على الافتتاح.
وعد مدير المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط بمنظمة السياحة العالمية عمر عبدالغفار، السياحة من أهم مفاتيح الاقتصاديات الوطنية عالمياً، في عالم شهد العام الماضي فقط أكثر من بليون مسافر، وفي اقتصاد عالمي تخلق السياحة فيه فرصة عمل واحدة بين كل 12 فرصة عمل.
وحول مستقبل السياحة في المنطقة العربية أكد عبدالغفار، قدرة المنطقة العربية على النمو والمنافسة، مضيفاً « لاشك أن السنتين الماضيتين حملتا بعض الأحداث في المنطقة العربية، أدت إلى تراجع حركة السياحة فيها، إلا أن المؤشرات العامة لهذا العام إيجابية وتدل على تعاف». ولفت إلى أهمية العمل على تجهيز بنية تحتية سياحية تؤهل البحرين كوجهة أولى للسائح الخليجي والعربي.
وعرض المستشار بمنظمة السياحة العالمية لدويك رايدر، جدول عمل مناقشات اليوم الأول وتتناول استراتيجيات التخطيط والتطوير السياحي والتعرف على أساليب وأفكار مفتاحية تهيئ الأرضيات المناسبة، إلى جانب عمليات تفصيل المشاريع والخطط العريضة.
وتركز الجلسة الثانية على السياحة في البحرين، وتحديداً تقديم دراسة تحليلية للوضع الراهن عبر تناول المصادر والموارد والمنتجات، واستعراض القيم والجواذب السياحية والتجربة الوطني، والخصائص والسمات الفريدة للبحرين، وضع الترويج والتسويق والمكونات الخاصة إلى المنطقة، وفرد خارطة البنية التحتية السياحية بكامل مكوناتها ومرافقها.
وتتضمن الجلسة الأولى في اليوم الثاني للورشة، تحليلاً معمقاً حول أهمية السياحة في الحركة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهيكلة الصناعة السياحية وخطة توزيع الأدوار ما بين القطاعات الحكومية والخاصة، إضافة إلى خطط سياحية للإسهام في عملية التطوير السياحي، وأطر العمل والاستثمار المتاحة والقانونية في صناعة السياحة، وعمليات التمويل والاستثمار في مشاريع التطوير السياحي، والشراكة ما بين مختلف الجهات والاستراتيجيات التنموية الإقليمية والعالمية، وعلى ضوء مناقشتها وتحليلها سيتم مناقشة خطة تنموية سياحية لخمس سنوات، وتختتم الورشة أعمالها بجلسة عملية خاصة بترتيبات تنفيذ الاستراتيجية السياحية تتفرع إلى جهات عديدة وتسعى لتنسيق فرق عمل منتجة تسهم في عملية تحديد الملامح الأولى للاستراتيجية المقبلة.
وكانت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة قالت في تصريح سابق، إن هذا اللقاء بين منظمة السياحة العالمية والخبراء والمختصين والجهات السياحية المحلية، يجسد مقدمة أولى للعمل معاً في سياق تحقيق ذات الأهداف والرؤى، مضيفة «المنامة عاصمة السياحة العربية تحاول إنجاز هويتها واشتغالها لتكون بحضاراتها وثقافتها وتكوينها الإنساني على خارطة العالم وفي نسقه، والورشة هي موعدٌ للتطلع باتجاه آفاقنا الجديدة، فما لدينا يكفي بكل تأكيد لنفعل معاً المزيد من المشاريع والمنجزات والأفكار».
970x90
970x90