عواصم - (وكالات): أبلغت دمشق أمس الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي أن للشعب السوري «الحق الحصري» في اختيار قيادته، وذلك في اليوم الأول للقاءات الإبراهيمي الساعي لحصد توافق حول مؤتمر لحل الأزمة في العاصمة السورية، شملت معارضة الداخل. في غضون ذلك، أعفى الرئيس بشار الأسد نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية قدري جميل من منصبه في خطوة أتت إثر الكشف عن لقاء عقده مع دبلوماسيين أمريكيين.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أبلغ الإبراهيمي خلال لقائهما أن «سوريا ستشارك في مؤتمر جنيف 2 انطلاقا من حق الشعب السوري الحصري في رسم مستقبله السياسي واختيار قيادته، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي». وأضاف أن «الحوار في جنيف سيكون بين السوريين وبقيادة سورية»، وأن التصريحات والبيانات «بما فيها بيان لندن حول مستقبل سوريا»، هي «اعتداء على حق الشعب السوري واستباق لنتائج حوار بين السوريين لم يبدأ بعد». ويشير المعلم بذلك إلى بيان اجتماع «أصدقاء الشعب السوري» في 22 أكتوبر الجاري الذي أكد أن لا دور للأسد في مستقبل سوريا. ونقلت سانا عن الدبلوماسي الجزائري قوله إن «وجهات النظر كانت متفقة حول أهمية وقف العنف والإرهاب واحترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها»، معتبراً أن هذه المبادىء «أساسية في نجاح المؤتمر». وقال الإبراهيمي في وقت سابق إن السوريين هم الذين «سيحددون المرحلة الانتقالية» في بلادهم، وذلك في توضيح لكلام أدلى به إلى مجلة «جون افريك» الفرنسية جاء فيه أن الأسد يمكن أن يساهم في المرحلة الانتقالية نحو «سوريا الجديدة» دون أن يقودها بنفسه، فيما حذر من صوملة سوريا.
وهي الزيارة الأولى للإبراهيمي إلى سوريا منذ ديسمبر 2012. وتأتي زيارة الإبراهيمي ضمن جولة إقليمية شملت دولا عدة أبرزها إيران وتركيا والعراق وقطر، وتهدف إلى تمهيد الطريق لعقد مؤتمر جنيف 2.
من جهته، اعتبر الائتلاف الوطني السوري ان تصريحات الإبراهيمي حول دور الأسد في المرحلة الانتقالية ومشاركة إيران في المؤتمر الدولي «تعزز الاستقطاب الدولي حول الحل السياسي للصراع في سوريا، وتمثل تجاوزا للدور المنوط به، ومخالفة لموقف الدول الأصدقاء للشعب السوري» الوارد في بيان لندن. ورأى الائتلاف أن الجميع، ومنهم حلفاء دمشق، يدركون «أن نظام الأسد هو أساس المشكلة، ولا يمكن لسبب المشكلة أن يكون جزءا من حلها»، معتبرين انه يسعى الى «التمسك بالسلطة حتى الرمق الأخير».
والتقى الإبراهيمي كذلك شخصيات من المعارضة في الداخل التي يشارك ممثلون عنها في الحكومة.
وقال وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية علي حيدر انه «لا يمكن توحيد المعارضة» في مؤتمر جنيف 2. من جهته، قال منسق هيئة التنسيق الوطني لقوى التغيير الديمقراطي حسن عبد العظيم انه طالب «بان تكون وفود المعارضة ضمن وفد موحد».
على صعيد آخر، اعرب حيدر عن اعتقاده ان «واشنطن تفكر جديا بفتح قنوات مع سوريا»، وذلك في تعليق على كشف مصادر سورية ان نائب رئيس الوزراء قدري جميل التقى دبلوماسيين أمريكيين.
وأوردت وكالة سانا بياناً لرئاسة مجلس الوزراء أعلنت فيه عن صدور مرسوم رئاسي بإعفاء جميل من منصبه، معددة أسباباً عدة هي غيابه «عن مقر عمله ودون اذن مسبق، وعدم متابعته لواجباته المكلف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد، إضافة ‘لى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة».
وبحسب المصادر السورية، التقى جميل في جنيف الدبلوماسي الأمريكي روبرت فورد، السفير الأمريكي في سوريا المقيم خارجها بسبب الأزمة والمكلف بالملف السوري، وبحث معه في تحضيرات جنيف 2.
ونقلت قناة «الميادين» التلفزيونية التي تتخذ من بيروت مقراً عن جميل قوله لها «سأعود إلى دمشق فور انتهاء ما أقوم به من لقاءات سياسية متعلقة بجنيف 2».
وأكد المتحدث باسم الائتلاف المعارض لؤي صافي عدم وجود تواصل مع جميل، معتبراً أن إعفاءه «يؤكد لنا أن النظام في مرحلة تفكك سياسي».
من جهة أخرى، أفادت سانا أن الأسد أصدر مرسوم «عفو عام» عن المتخلفين عن الالتحاق بخدمة العلم والجنود الفارين من الخدمة، شرط تسليم انفسهم خلال مهل محددة، من دون ان يتضح ما اذا كان ذلك يشمل من حملوا السلاح ضد الجيش السوري.
ميدانيا، حقق المقاتلون الأكراد في محافظة الحسكة شمال شرق سوريا مزيداً من التقدم على حساب مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام، كما غنموا أسلحة من لواء مقاتل تابع للجيش السوري الحر، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي لبنان، رد قيادي في تيار «المستقبل» بشدة على هجوم أمين عام حزب الله حسن نصرالله أمس على سعد الحريري والسعودية، فقال إن «الحريري متأخر في العودة إلى لبنان بسبب ما أعدته له سوريا من سيارات مفخخة، أوكلت إلى حزب الله تفجيرها ما إن يعود الحريري إلى لبنان». ودعا القيادي في المستقبل نصر الله إلى التواضع، بدلًا من «التصرف كفرعون جديد، فالتاريخ لن يرحم، ونصر الله الذي فقد شرعيته الداخلية والعربية والدولية ليس مخولًا إعطاء الأوامر أو فرض شروطه، خصوصًا في ما يتعلق بتشكيل الحكومة، وعليه أن يعود إلى حجمه الطبيعي، وأن يقبل بأننا قبلنا مشاركته في الحكومة، لأننا قد لا نقبل في ما بعد بالتحاور معه».