عواصم - (وكالات): نفت روسيا تقارير ذكرت أن أجهزة مخابراتها تجسست على مئات المندوبين الأجانب في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في سان بطرسبرج في سبتمبر الماضي من خلال توزيع هدايا مثل دمى على هيئة دب ومفكرات وسلسلة مفاتيح بها وحدة ذاكرة «يو إس بي». وقالت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية نقلاً عن تقرير من مكتب الأمن للمجلس الأوروبي رفع إلى أجهزة المخابرات الإيطالية إن «300 هدية من هذا النوع وزعت في القمة التي عقدت في سبتمبر الماضي، وتم الكشف عنها على أنها أدوات تجسس أثناء جلسات إحاطة أمنية الشهر الماضي».
ويؤجج التقرير الجدل بشأن أعمال التجسس الدولي بعد تقارير بأن أجهزة المخابرات الأمريكية راقبت الاتصالات الهاتفية للدول الحليفة وزعمائها. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه لا يعلم مصدر المزاعم الأخيرة. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله «هذا هراء بدون شك، لكنه محاولة لنقل التركيز من القضايا الموجودة بالفعل بين العواصم الأوروبية وواشنطن إلى قضايا ليس لها أساس وغير قائمة».
وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وحلفائها بشأن تقارير بأن أجهزة المخابرات الأمريكية تجسست على الزعماء الأوروبيين ومن بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. ووفقاً للصحيفة الإيطالية فإن جلسات الإحاطة الأمنية المنتظمة مع رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبي ومندوبين آخرين من الاتحاد الأوروبي، كشفت أنه قدمت لهم هدايا مثل سلسلة مفاتيح بها وحدة ذاكرة «يو إس بي» وكابلات لتوصيل الهواتف الذكية بأجهزة الكمبيوتر الشخصية.
وقالت الصحيفة الإيطالية إن مسؤولين من الاتحاد الأوروبي نبهوا أجهزة المخابرات الألمانية التي أجرت اختبارات تفصيلية على تلك الأدوات.
ونقلت الصحيفة عن التقرير الأولي قوله «هذه الأدوات مجهزة للتعقب السري لبيانات أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة». وقالت صحيفة «الغارديان» البريطانية في يوليو الماضي إن أجهزة المخابرات البريطانية تجسست على مندوبي مجموعة العشرين في قمة عام 2009، واستدرجت بعض المندوبين إلى استخدام مقاهي الإنترنت المجانية التي جهزت لهم. في غضون ذلك، كشفت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس أن قادة الأجهزة الأمنية البريطانية أحبطوا محاولة من قبل الجواسيس الروس، لسرقة معلومات من قلب مكتب رئاسة الحكومة البريطانية «10 داوننغ ستريت».
وقالت الصحيفة إن روسيا منحت مساعدي رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، والمندوبين الأجانب الآخرين، أجهزة لشحن الهواتف النقالة ووحدات تخزين معلومات الحواسيب كهدايا، للتنصت على اتصالاتهم خلال قمة العشرين التي استضافتها مؤخراً وإرسال المعلومات المطلوبة إلى الكرملين.
وفي مدريد، أعلن رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي أنه سيتم الاستماع إلى رئيس أجهزة الاستخبارات فيليكس سانز رولدان أمام لجنة برلمانية بالكونغرس في قضية التجسس الأمريكي على الاتصالات في أوروبا.
وفي مداخلة أمام النواب للدفاع عن موقف حكومته في الملف، قال راخوي إنه في حال ثبتت عمليات التنصت المنسوبة إلى أجهزة الاستخبارات الأمريكية في إسبانيا، فسوف تشكل سلوكاً «غير لائق وغير مقبول بين حلفاء وأصدقاء». وذكرت صحيفة «الموندو» الإسبانية أن وكالة الأمن القومي الأمريكية قامت مؤخراً بالتنصت على أكثر من 60 مليون مكالمة هاتفية خلال شهر في إسبانيا، من ضمن قائمة الدول الأوروبية الكثيرة التي تجسست عليها ومنها فرنسا وألمانيا.
ونفى مدير وكالة الأمن القومي الجنرال كيث ألكسندر أمام الكونغرس المعلومات التي أوردتها «الموندو» وكذلك صحيفتا «لوموند» الفرنسية و«ليسبريسو» الإيطالية حول قيام الوكالة بالتنصت على مكالمات مواطنين أوروبيين، مؤكداً أنها «خاطئة تماماً».
من جانبها، نفت ألمانيا الاتهامات الأمريكية لها بالتجسس على الولايات المتحدة، في حين رفضت واشنطن بشكل قاطع الاتهامات التي وجهت لها بالتنصت على اتصالات في أوروبا.
وقال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني غيرهارد شيندلر «ليس هناك عمليات لمراقبة الاتصالات تجري انطلاقاً من السفارة الألمانية في واشنطن».
ويلتقي وفد من المستشارية وأجهزة الاستخبارات الألمانية في واشنطن ممثلين عن الحكومة الأمريكية إثر المعلومات التي تم كشفها حول قيام الاستخبارات الأمريكية بالتنصت على اتصالات المستشارة أنجيلا ميركل. وقد نقلت صحيفــة «وول ستريـــت جورنال» الأمريكية أن عمليات التجسس الهاتفية التي تمت في فرنسا وإسبانيا والتـــي نسبتها الصحافة الأوروبيـــة إلـــى وكالة الأمن القومي الأمريكية، قامت بها أجهزة الاستخبارات الفرنسية والإسبانية ثم تقاسمتها مع الوكالة الأمريكية. وفي شأن متصل، أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة أن الولايات المتحدة أكدت للمنظمة الدولية أنها لم ولن تتنصت على اتصالاتها، وذلك رداً على المعلومات الصحافية التي أشارت إلى وجود تنصت أمريكي على اتصالات الأمم المتحدة.
في شأن آخر، أعلنت الحكومة الباكستانية أن غارات الطائرات الأمريكية دون طيار في شمال غرب البلاد أسفرت عن مقتل 67 مدنياً منذ 2008، في حصيلة أقل بكثير من الأرقام الاعتيادية.