أكد الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائه الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أن «أي حل يتم التوصل إليه» للأزمة السورية «يجب أن يحظى بقبول السوريين»، مجدداً القول إن «الشعب السوري هو وحده المخول رسم مستقبل سوريا»، فيما شدد على أن «نجاح مؤتمر «جنيف 2» للسلام حول سوريا مرتبط بوقف دعم المعارضة». في المقابل، قال الإبراهيمي، إن «الجهود المبذولة من أجل عقد مؤتمر جنيف» تركز على إفساح المجال للسوريين أنفسهم «بالاتفاق على حل»، مؤكداً تقديره للسعودية، فيما أعرب عن أمله في «مشاركة المملكة بالمؤتمر».
وأوردت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» أن الأسد استقبل الإبراهيمي والوفد المرافق، «واستمع منه إلى عرض حول جولته على عدد من دول المنطقة في إطار التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي في جنيف».
وأضافت أن الأسد أكد خلال الاجتماع أن «نجاح أي حل سياسي يرتبط بوقف دعم المجموعات الإرهابية والضغط على الدول الراعية لها والتي تقوم بتسهيل دخول الإرهابيين والمرتزقة إلى الأراضي السورية وتقدم لهم المال والسلاح ومختلف أشكال الدعم اللوجستي»، معتبراً أن «هذا الأمر هو الخطوة الأهم لتهيئة الظروف المؤاتية للحوار ووضع آليات واضحة لتحقيق الأهداف المرجوة منه». وتطالب المعارضة السورية بأن يتمحور أي حوار لإيجاد حل للأزمة السورية حول عملية انتقالية تنتهي برحيل الأسد، بينما يرفض النظام مجرد البحث في هذا الموضوع، معتبراً أن القرار فيه يعود للشعب السوري من خلال صندوق الاقتراع.
وحضر اللقاء بين الأسد والإبراهيمي من الجانب السوري وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد. وقد عقد الإبراهيمي لقاءات مع المعلم وشخصيات من معارضة الداخل المقبولة من النظام. من جهة أخرى، أكدت المتحدثة باسم المبعوث الدولي خولة مطر رغبة الإبراهيمي في أن تشارك السعودية في مؤتمر جنيف 2، في خضم تقارير صحافية عن استياء سعودي من الإبراهيمي.
وقالت إن «الإبراهيمي يكن كل التقدير والاحترام لخادم الحرمين الشريفين العاهل الـسعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود والسعودية».
وذكرت وسائل إعلام عربية خلال الأيام الماضية أن السعودية رفضت استقبال الموفد الدولي في إطار جولته حول مؤتمر جنيف 2 التي شملت مصر والعراق وإيران وتركيا والعراق وقطر، وأنها غير راضية عن تصريحاته في طهران التي قال فيها إن مشاركة إيران في مؤتمر السلام أمر «طبيعي وضروري».
والتقى الإبراهيمي في دمشق السفير الإيراني محمد رضا شيباني الذي صرح بعد الاجتماع أن «حضور الجمهورية الإيرانية اجتماع جنيف مفيد للوصول إلى حل سياسي في أقل وقت ممكن». ميدانياً، تم إجلاء مئات المدنيين من النساء والأطفال والمسنين من مدينة معضمية الشام جنوب غرب دمشق والمحاصرة منذ نحو سنة من قوات النظام، بحسب ما ذكر ناشطون. وتمت العملية بإشراف الهلال الأحمر السوري وبالتنسيق مع السلطات السورية. وقال بيان صادر عن المجلس المحلي للمدينة الذي يتولى إدارة شؤونها إن المعارضة وافقت على هذا الإجلاء «على مضض» بسبب الحصار والفشل في إدخال مساعدات وغذاء إلى المدينة. وتمت في 12 أكتوبر الجاري عملية مماثلة أخرج خلالها 3 آلاف مدني من معضمية الشام، بحسب الأمم المتحدة. وفي 19 أكتوبر الجاري، طالبت مسؤولة العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري اموس بوقف لإطلاق النار وإقامة ممر إنساني فوري لإنقاذ 3 آلاف آخرين مدنيين محتجزين في المعضمية. وتعرضت المنطقة لهجوم بغاز السارين في 21 أغسطس الماضي أدى إلى مقتل المئات فيها والآلاف في مناطق أخرى من ريف دمشق، وأثار إدانات عالمية. وحملت المعارضة والدول الغربية النظام المسؤولية عن الهجوم. ومنذ 330 يوماً، تحاصر قوات النظام معضمية الشام التي تعتبر معقلاً للمجموعات المسلحة المعارضة. وتعاني المدينة من نقص في المواد الغذائية تسبب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بوفاة بعض الأطفال، ومن نقص في كل المواد الأساسية والأدوية والعلاجات الطبية. ميدانياً، قتل 6 أشخاص في قصف للقوات النظامية على حي الحجر الأسود جنوب دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي أوضح أيضاً أن قذائف هاون مصدرها المعارضة المسلحة سقطت في منطقة القصاع وشارع بغداد وحي باب توما في دمشق ما تسبب بسقوط جرحى. من جهة أخرى، أفاد المرصد بمقتل 11 شخصاً بينهم نساء في قرية شلوح العلوية في ريف حمص بعد تعرضها لاقتحام من مجموعات من المعارضة المسلحة وبقائها فيها لبعض الوقت. وفي حماة وسط البلاد، قتل 4 أشخاص هم طفلتان وامرأة ورجل «نتيجة قصف الطيران الحربي مناطق في بلدة اللطامنة».
«فرانس برس»