عواصم - (وكالات): تخطى عدد ضحايا النزاع السوري المستمر منذ 31 شهراً الـ120 ألف قتيل، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن مفتشيها الموجودين في سوريا وضعوا أختاماً على كل المواد والأسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام، في خطوة من شأنها أن تعتبر بمثابة إنجاز للمجتمع الدولي الذي لم يتمكن خلال 31 شهراً من النزاع من الاتفاق إلا على عملية تدمير الترسانة. في المقابل، لم تصل الجهود الدولية الهادفة إلى عقد مؤتمر «جنيف 2» لإيجاد تسوية سياسية في سوريا والتي يقودها مبعوث جامعة الدول العربية والأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي الموجود حالياً في دمشق، إلى خواتيمها السعيدة.
وقال المرصد إنه «وثق مقتل 120 ألف و296 شخصاً منذ انطلاقة الثورة السورية منتصف مارس 2011». وأوضح المرصد أن عدد القتلى المدنيين بلغ 42 ألفا و495 شخصاً، بينهم 6365 طفلاً و4269 امرأة.
إلى ذلك، قتل في النزاع الدامي 25 ألفاً و699 مقاتلاً معارضاً، و48 ألفاً و880 مقاتلاً موالياً لنظام الرئيس بشار الأسد. من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كريستيان شارتيه في لاهاي حيث مقر المنظمة «إن جميع مخزونات المواد الكيميائية والأسلحة الكيميائية وضعت لها أختام يستحيل كسرها».
وتقدر كمية المواد والأسلحة الكيميائية في سوريا بأكثر من ألف طن. وزار الخبراء 21 من 23 موقعاً مدرجة على اللائحة التي قدمتها دمشق للمنظمة حول مواقعها الكيميائية. وأشاروا إلى صعوبة الوصول إلى الموقعين الباقيين «لأسباب أمنية».
ويشير التقرير إلى أن «سوريا قالت إن هذين الموقعين متروكان وعناصر برنامج الأسلحة الكيميائية التي كانت فيها نقلت إلى مواقع أخرى تم تفتيشها». وأشار تقرير للمدير العام للمنظمة قدم إلى المجلس التنفيذي إلى أن «سوريا أنجزت عملية جعل منشآتها لإنتاج وتجميع الأسلحة الكيميائية غير قابلة للاستعمال».
وأبدت الولايات المتحدة ثقتها بأن الترسانة الكيميائية السورية سيتم تدميرها ضمن المهل التي حددها المجتمع الدولي، أي بحلول يونيو 2014. وكلفت المنظمة بموجب القرار رقم 2118 الصادر عن مجلس الأمن الإشراف على عملية تدمير الترسانة الكيميائية السورية التي وافقت دمشق على القيام بها لتجنب ضربة عسكرية كانت تلوح بها الولايات المتحدة.
دبلوماسياً، واصل الموفد الدولي الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي لقاءاته في دمشق حيث التقى 15 شخصية من معارضة الداخل المقبولة من النظام. والتقى أمس الأول الرئيس السوري بشار الأسد الذي أكد له، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، إن أي حل سياسي يتم التوصل إليه يجب أن يخضع لقبول الشعب السوري الذي يعتبر «وحده الجهة المخولة برسم مستقبل سوريا».
وعلى عكس الحملة التي ووجهت بها زيارة الإبراهيمي السابقة إلى سوريا في ديسمبر 2012، وصفت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم في افتتاحيتها الإبراهيمي بـ «صاحب الخبرة»، وجولته بـ «الإيجابية». وكتبت «اليوم يتابع الإبراهيمي جولته تحضيراً لما يمكن أن يسمى جنيف 2 بلقاءات إقليمية ودولية يبدو أنها مريحة، فقد بدأها في سوريا بداية إيجابية لارتباطها بمتغيرات إقليمية ودولية وميدانية شعبياً وعسكرياً نحو الأفضل». وأضافت أن الإبراهيمي «الدبلوماسي والمبعوث الدولي المخضرم والمجرب في أفريقيا وآسيا صار خبيراً بهكذا مهمات، وستزيده مهمته في سورية خبرة». ميدانياً، أحرزت القوات النظامية السورية تقدماً على الأرض في مدينة السفيرة الاستراتيجية الواقعة شرق حلب والقريبة من معامل ضخمة للسلاح ومنتجات أخرى تابعة لوزارة الدفاع، بحسب ما ذكر المرصد السوري.
كما وقعت سلسلة انفجارات في قاعدة للدفاع الجوي في ريف محافظة اللاذقية غرب سوريا لم تعرف أسبابها، بحسب المرصد.
لكن مسؤولاً بالإدارة الأمريكية أكد، قيام طائرات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، بتوجيه ضربة على قاعدة عسكرية تابعة للنظام السوري، باللاذقية. وأضاف المصدر أن الهدف الإسرائيلي كان مخازن للصواريخ ومعدات أخرى للمنظمات الصاروخية، وتم استهدافه بعد أن أحست السلطات الإسرائيلية بأن هذه المعدات من الممكن أن يتم نقلها إلى «حزب الله» الشيعي اللبناني.