أثيرت تساؤلات في إيران حول غياب المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي منذ 20 يوماً عن الظهور في المناسبات العامة، خاصة «عيد الغدير» الذي يعد أهم عيد ديني عند الشيعة بعد عيد الفطر وعيد الأضحى، وفقاً لقناة «العربية».وجرت العادة أن يستقبل المرشد الأعلى في مثل هذه المناسبة أتباعه ويلقي كلمة، ولكن عدم ظهوره أثار تساؤلات عدة وسرعان ما تعددت التكهنات حول صحة خامنئي ومستقبل نظام إيران.وتثار حالياً في الأوساط السياسية في طهران نقاشات عدة عن الأسباب وراء هذا الغياب الطويل نوعاً ما.وقال مصدر مطلع خبير في الشؤون الأمنية لموقع «خودنويس» الناطق بالفارسية إن الغياب الأخير للمرشد الأعلى أصبح الحديث الأول في الأوساط الداخلية الإيرانية.وأضاف المصدر أن وسائل الإعلام الحكومية من جهة والقريبة من هاشمي رفسنجاني من جهة أخرى، بالإضافة إلى الظهور الفجائي لنجل المرشد مجتبى خامنئي أجج أسئلة عدة بهذا الخصوص.وكان آخر ظهور لعلي خامنئي في بيته لدى استقباله المشاركين في المؤتمر الوطني للنخب الشباب في 9 أكتوبر الجاري. على صعيد متصل ذكر موقع «دبكا فايل» الإسرائيلي أن عدم ظهور خامنئي وصمته في عيد الأضحى الذي دأب على الالتزام بحضوره طيلة سنوات حكمه وتوجيه رسالة إلى حجاج بيت الله الحرام من الإيرانيين مثير للتساؤل. من جهة أخرى يرى البعض أن المرشد الإيراني تعمد الاختفاء عن الأنظار العامة متخذاً الصمت حتى لا يضطر للحديث حول التنازلات التي ستقدمها إيران في مفاوضاتها حول الملف النووي، الذي طالما اعتبره المرشد الإيراني خطاً أحمر لن يسمح لأحد أن يتخطاه. ووصف علي خامنئي الاتصال الهاتفي بين الرئيس الإيراني حسن روحاني ونظيره الأمريكي باراك أوباما بالتصرف الذي لم يكن في محله، وعلى ضوء ذلك انطلقت ردود أفعال البرلمانيين وقادة الحرس الثوري الناقدة لروحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف.وكانت صحة المرشد الأعلى البالغ من العمر 74 عاماً في السنوات الأخيرة مدعاة للقلق، حيث أبلغت مصادر قريبة من هاشمي رفسنجاني أطرافاً غربية بعض الأنباء بهذا الخصوص. ونشر موقع «ويكيليكس» تقارير سرية ذكرت معلومات حول تدهور صحة المرشد الأعلى نقلها رجل أعمال قريب من رفسنجاني إلى إحدى السفارات الأمريكية. وطلب أحد العاملين في مجال المواقع الأمنية الإيرانية يدعى «حسين رستمي» من أصدقائه الدعاء للمرشد بالقول «لا تصلنا أنباء جيدة حول صحة كبيرنا، ولم يتحدث في يوم الغدير مع الشعب ومع الضيوف، ادعوا له كثيراً».ويرى بعض المراقبين أنه بالرغم من الغموض الذي يلف صحة علي خامنئي فإن غيابه في الوقت الراهن هو للتهرب من اتخاذ المواقف بشأن المناورات التي تقوم بها حكومة حسن روحاني على صعيد السياسة الخارجية. ومن الواضح أن الاختفاء الطويل للمرشد الأعلى الذي يمسك بيده سلطات دستورية مطلقة في إيران وعدم استقباله الضيوف في مناسبتين دينيتين مثل عيد الأضحى و«عيد الغدير»، تثير شكوكاً كثيرة لدى المراقبين للشأن الإيراني.من جهة أخرى، أعلنت المصادر المحلية في إيران «إعدام 11 شخصاً بينهم امرأتان في السجن المركزي لمدينة أورومية شمال غرب إيران». وذكر موقع «موكريان» الإخباري أن «هؤلاء الأفراد أعدموا الثلاثاء الماضي، وأدين 6 منهم بالاتجار بالمخدرات وأدين آخر بالقتل. ولم ترد أسماء بعض المعتقلين والاتهامات التي أدينوا بها، لكن السلطات نفذت السبت الماضي حكم الإعدام بحق الناشط السياسي الكردي حبيب الله كلبري في نفس السجن». وتأتي إيران في مقدمة البلدان التي تنفذ أحكام الإعدام طبقاً للإحصائيات الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان الدولية. من جانب آخر، أعلنت صحيفة «شرق» الإيرانية، أن «القضاء استدعى 10 من نواب البرلمان للبت في أكبر ملف فساد اقتصادي في تاريخ البلاد وأثبت تورط 3 منهم». وشمل الملف الاقتصادي الذي كشف عنه الإعلام خلال السنة الأخيرة من حكم الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، العشرات من المتهمين المقربين من الحكومة بتهمة اختلاس 3 مليارات دولار. ونشرت خلال الأشهر الماضية تقارير عن تورط عدد من كبار المسؤولين بمن فيهم محمد رضا خاوري رئيس بنك «ملي»، وهو أكبر بنك حكومي، حيث هرب إلى كندا بعد الكشف عن شبكة الفساد الحكومي. والمتهم الرئيس في الملف هو أمير منصور أريا المقرب من الحكومة الإيرانية السابقة، حيث استغل نفوذه للاختلاس من البنوك الحكومية.من ناحية أخرى، أمل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالتوصل إلى اتفاق «سريع» خلال الجولة المقبلة للمفاوضات النووية مع مجموعة الدول الست الكبرى الأسبوع المقبل. في الوقت ذاته، يبذل كبار المسؤولين في إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما جهداً كبيراً لإثناء الكونغرس عن فرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووي، لكن بعض المشرعين الكبار قالوا إنهم لم يقتنعوا بعد بمبررات التأجيل.«فرانس برس-رويترز-العربية نت»
970x90
970x90