كتب - الشيخ زياد السعدون:
بعض الأزواج والزوجات يفسدون حياتهم، ويشقى بهم أبناؤهم، وربما يهدمون بيوتهم بأيديهم، وذلك لأنهم قد عودوا أنفسهم على مقارنة حياتهم بحياة غيرهم، فترى زوجاً يقول لزوجته «ليش ما تصيرين مثل فلانة»، لأن فلانة مثلاً عندما تذهب لبيت والدته تقبل رأسها، فهو يريد أن تفعل زوجته نفس الشيء الذي تفعله زوجة أخيه، والنتيجة أن الزوجة شعرت بالنقص وأن الأخرى في نظر زوجها أفضل منها، فدخلوا في مشكلة كانوا في غنى عنها، وهي «شلون تفضل زوجة أخوك عليّ»، وأخرى تقول لزوجها لما علمت أن بيت فلان سافروا «سياحة»، هذي الناس العايشة «مو حظي اللي مصدي من تزوجتك ولأنا على الحال المايل!!»، فمثل هذه المقارنات لن تحل المشكلة بل تزيد الطين بلة، كما إنها تفسد المودة بين الزوجين، وتجعل كلا الزوجين لا يطيق أحدهما الآخر، فإذا أراد الزوج من زوجته فعل أمرٍ ما فليطلب منها ولا يقارن ذلك بفعل غيرها، أو يمدح غيرها أمامها ويشعرها بأن غيرها خير منها، وكذلك تحذر الزوجة من جرح كرامة زوجها بأن «فلان يقدم لزوجته وأولاده كذا وكذا، في معرض ذم الزوج ومدح الرجل الآخر، فكل تلك المقارنات لا تأتي بخير. كما أحذر بعض الأزواج من المقارنات الذهنية، فمثلاً تراه يقلب النظر بفتيات ونساء التلفاز، ثم يقارنهن بزوجته فيتولد عنده شعور بأن زوجته ليست جميلة ولا جذابة خصوصاً إذا كانت الزوجة لا تعتني بنفسها داخل البيت، مع علم الرجل بأن ما يراه في الشاشة غالباً من قبيل الجمال الصناعي وليس الطبيعي، لكنها فرصة الشيطان ليفرق بينه وبين زوجته فلنحذر من تلك المقارنات سواءً أكانت قولية أم ذهنية.