واشنطن - (وكالات): أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي أن «السعودية شريك في غاية الأهمية في ملفات مثل سوريا أو إيران»، مشيرة إلى أن «وزير الخارجية الأمريكي جون كيري سيقوم بجولة جديدة في الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة، وستكون محطته الأولى والأبرز في السعودية حيث يصل إليها غداً لإجراء محادثات مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود سعياً لخفض التوتر بين الدولتين الحليفتين. وأجبرت الأزمات في العالم العربي كيري على العودة مرة أخرى إلى الشرق الأوسط والخليج لمتابعة عملية السلام الشاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين والنزاع في سوريا وأزمة الملف النووي الإيراني. وفي محطته الأولى والأبرز في هذه الرحلة السابعة عشرة التي يقوم بها خلال 8 اشهر، يصل كيري غدا إلى الرياض لإجراء محادثات مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود سعيا لخفض التوتر بين الدولتين الحليفتين، في وقت تأخذ الرياض على واشنطن عدم تدخلها عسكريا في سوريا وتقربها مع إيران.
وبعد الرياض يزور كيري وارسو وإسرائيل وبيت لحم وعمان وأبوظبي والجزائر والرباط، في سياق الجولة التي تستمر حتى 11 نوفمبر الجاري. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي إن كيري «سيؤكد مجددا الطبيعة الاستراتيجية للعلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية نظرا إلى أهمية التحديات التي يجب أن يواجهها بلدانا سويا» واصفة السعودية بأنها «شريك في غاية الأهمية في ملفات مثل سوريا أو إيران».
وأضافت «انه الوقت المناسب لقيام وزير الخارجية بزيارة».
والواقع أن العلاقات الأمريكية السعودية تسجل حاليا فتورا بالرغم من نفي واشنطن، سواء حول إدارة الملف السوري أو التقارب الأمريكي مع إيران.
وأعلنت السعودية في 18 أكتوبر الماضي رفضها مقعدا غير دائم في مجلس الأمن الدولي غداة انتخابها للمرة الأولى في هذه الهيئة الأممية، في خطوة غير مسبوقة بهدف الاحتجاج على «عجز» المجلس وبالتالي واشنطن أيضاً، وبخاصة إزاء النزاع السوري.
ويأخذ السعوديون على حلفائهم الأمريكيين عدم قيامهم بضربات ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وبالنسبة للملف النووي الإيراني، فان السعودية غير مرتاحة للانفراج الدبلوماسي المسجل بين طهران وواشنطن. كما تبدي الرياض استياء حيال خفض الولايات المتحدة مساعدتها العسكرية للنظام الانتقالي الذي أقامه العسكريون في مصر. وفي ملف آخر، سيسعى كيري بعدما كان مهندس استئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين نهاية يوليو الماضي، لإعطاء دفع لعملية السلام الشاقة، خاصة بعد إعلان إسرائيل عن خطط جديدة لبناء 1500 وحدة سكنية استيطانية في القدس الشرقية في وقت يؤكد الفلسطينيون أن المشاريع الاستيطانية تهدد عملية السلام.
وأقرت وزارة الخارجية الأمريكية بان المشاريع الاستيطانية تنعكس سلبا على أجواء المفاوضات التي سبق أن تعثرت في سبتمبر 2010 بشأن مسالة الاستيطان.
وتشكل إيران نقطة خلاف أيضاً بين الولايات المتحدة وإسرائيل إذ تخشى الأخيرة أن تخفف الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على طهران بدون الحصول على تنازلات فعلية في الملف النووي. ومن المقرر أن تلتقي إيران ودول مجموعة 5+1 «الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا» في 7 و8 نوفمبر الجاري في جنيف. وستتضمن جولة كيري محطة أوروبية وجيزة في وارسو حيث قالت بساكي إنه سيبحث «شراكاتنا الدفاعية مع بولندا، من بين مواضيع أخرى ذات اهتمام مشترك مثل مساهمة بولندا الأساسية في نشر الديمقراطية وزيادة نفوذ حلف شمال الأطلسي». وسيختتم كيري الذي زار حتى الآن نحو 35 دولة منذ تولي مهامه في فبراير الماضي، جولته بزيارة هي الأولى إلى المغرب العربي، وتحديدا في العاصمة الجزائرية للمشاركة في الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والجزائر، ثم في المغرب.
وكان كيري ووزارة الخارجية تحدثا هذا الأسبوع عن إمكانية القيام بزيارة للقاهرة «خلال الأسابيع المقبلة» لكن برنامج الجولة لا يتضمن محطة مصرية.