حاورته - ريم الجودر:
كشف المدير الإداري للخطوط الجوية البريطانية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى باولو دي رينزيس عن استثمار 400 مليون جنيه إسترليني (639.5 مليون دولار) في منطقة الخليج لتجديد درجة رجال الأعمال وكابينات الدرجة الأولى التي تتمتع بشعبية كبيرة في البحرين، موضحاً أن دعم قطاع الطيران في البحرين يضاعف نسب النمو بنهاية 2013.
وقال رينزيس في حوار خاص مع «الوطن»: «تصل رحلات الشركة في منطقة الخليج إلى 69 رحلة أسبوعياً والبحرين رحلة بشكل يومي.. استراتيجية الشركة تركز على مواصلة تعزيز الخدمات وتقديم أفضل قيمه مضافة للعملاء عن طريق توفير خدمة مضافة للعملاء ودون عراقيل من بداية الرحلة إلى نهايتها».
وفيما يلي نص اللقاء:
أعلنت الشركة مؤخراً عن تسيير «بوينغ» في البحرين فكم تبلغ عدد طائرات الشركة بالمملكة؟
تسير الخطوط الجوية البريطانية طائرة واحدة يومياً من وإلى البحرين، ونشغل خلال جدول رحلاتنا الشتوي الحالي 69 رحلة أسبوعياً من 8 وجهات بدول مجلس التعاون الخليجي إلى لندن، كما يمكن للعملاء من البحرين السفر إلى الدوحة من الخطوط الجوية البريطانية.

كم تصل حجم استثمارات الشركة عالمياً؟ وكم يبلغ نصيب البحرين منها؟
تعمل الخطوط الجوية البريطانية على خطة طموحة لاستثمار 5 مليارات إسترلينية في الطائرات ودرجات السفر والصالات والتقنيات الجديدة بهدف التيسير على المسافرين على الأرض وأثناء الرحلة.. نشهد بالفعل التأثير الهام لهذا الاستثمار الضخم على خدماتنا وعروضنا.
وكجزء من استثماراتنا الضخمة، أكملت الخطوط البريطانية مؤخراً برنامجاً بقيمة 300 مليون جنيه إسترليني لتجديد درجة رجال الأعمال «كلوب وورلد»، كما إننا نستثمر 100 مليون جنيه إسترليني في كابينات الدرجة الأولى لوحدها. وتتمتع هذه الدرجة بشعبية كبيرة بالنسبة لعملائنا في البحرين.
وباعتبارنا شركة رائدة في قطاع الطيران فقد كان لنا السبق في طرح الأسرة المستوية بالكامل على الدرجة الأولى ودرجة رجال الأعمال، ومع إتمام عملية تجديد الدرجة الأولى في يونيو الماضي فقد بدأ عملاؤنا في المنطقة عيش تجربة جديدة على متن هذه الدرجة.
كذلك أعلنا مؤخراً عن الانتهاء من تجديد طائراتنا من طراز بوينغ 777، والتي تعمل على العديد من وجهات الشرق الأوسط مثل أبوظبي ودبي ومسقط والدوحة والبحرين، وتضم ميزات التجديد مقاعد مريحة بشكل أكبر ومقصورات أكثر إشراقاً ومعاصرة وشاشات عريضة ذات دقة عالية لعرض أحدث أنظمة الترفيه تحت الطلب.

ما هي استراتيجية الشركة التوسعية خلال المرحلة المقبلة في البحرين؟
تركز استراتيجياتنا على مواصلة تعزيز منتجاتنا وخدماتنا، حيث نسعى على الدوام لتقديم أفضل قيمة للعملاء عن طريق توفير خدمة سلسة ودون عراقيل من البداية إلى النهاية، ويمكننا تحقيق ذلك من خلال نوعية الخدمة التي نقدمها، ومنتجاتنا الحائزة على جوائز عالمية، ورحلات المتابعة الكثيرة من خلال المحطة رقم 5 في مطار هيثرو التي توفر إمكانية الوصول إلى شبكة وجهاتنا العالمية الواسعة.
ومع الانتهاء من تجديد طائرات بوينغ 777 التي تعمل حالياً على خط البحرين، بات بإمكان العملاء تجربة الدرجة الأولى المحدثة بالكامل ودرجتي «وورلد ترافلر» و»وورلد ترافلر بلس»، بالإضافة لنظام «تالس» للترفيه الجوي.

كيف تواجهون المنافسة في قطاع الطيران في ظل تضاعف حجم الطائرات العاملة؟
نرحب دائماً بالمنافسة الشريفة التي تعد أمراً صحياً لأنها تشجع كل شركة على السعي لتحقيق التميز. ويعد الشرق الأوسط موطناً للعديد من شركات الطيران التي تترك بصمتها بقوة على صناعة الطيران، وفي الوقت نفسه تشهد منافسة قوية من قبل شركات الطيران الأوروبية.

كم تتوقعون نسبة النمو في قطاع الطيران بنهاية 2013 في البحرين؟
بعد التحديات التي شهدها عامي 2012 و2013، يتوقع الخبراء انتعاش مختلف القطاعات في البحرين، بما في ذلك السياحة والتي ستسهم بالطبع في تعزيز قطاع الطيران. وبشكل عام، يشهد قطاع الطيران نمواً قوياً، كما إن الاهتمام الدولي بصناعة الطيران في البحرين لايزال مستمراً.
نقدر عالياً سياسة الأجواء المفتوحة السارية والدعم المقدم من قبل الحكومة لشركات الطيران الدولية. تعد سوق الشرق الأوسط من أكثر أسواق الطيران ازدهاراً في العالم، مع نسب نمو مرتفعة جداً في كل عام، ونحن فخورون بدورنا الكبير في هذه السوق وفي البحرين على مدى الواحد والثمانين سنة الماضية.

كيف تنظرون لمستقبل قطاع الطيران في العالم عموماً وفي البحرين خصوصاً؟
لايزال مستقبل صناعة الطيران العالمية مشرقاً، مع مجالات كبيرة للنمو لأن هذه الصناعة متطورة باستمرار بما يتلاءم مع احتياجات ومتطلبات العملاء.
ومع استمرار التقدم التكنولوجي، سنستمر في رؤية طائرات تجارية أكثر ابتكاراً تدخل السوق، وستكون هذه الطائرات أكثر تقدماً من الناحية التكنولوجية وأكثر ملاءمة للبيئة، بما يسمح لشركات الطيران بالتخفيف من نفقات الوقود والصيانة، خصوصاً مع تطبيق ضرائب جديدة على انبعاثات الكربون.
أما في البحرين، يمكن أن يحصل المزيد من الدعم للنمو من خلال تحرير قوانين قطاع الطيران، كما إن المنافسة القوية ينبغي أن تؤدي إلى خدمات أفضل وأكثر تواتراً بكلفة أقل.

هل هناك توجه لزيادة خطوط الشركة خلال المرحلة المقبلة في البحرين؟
لا توجد مثل هذه الخطط في الوقت الراهن، ومع ذلك، نحن نراقب باستمرار سوق المنطقة بالكامل لمعرفة أين ومتى يمكننا زيادة قدرتنا الاستيعابية. وفي الوقت الراهن، تقدم وجهة البحرين أداءً جيداً وهناك الكثير من الإمكانات الواعدة لها في المستقبل.

ما هي انعكاسات أسعار النفط على حركة الطيران من وجهة نظركم؟
كما هو الحال مع كافة شركات الطيران، يؤثر ارتفاع أسعار الوقود على الربحية لأن الوقود يمثل أكثر من ثلث التكاليف بالنسبة لنا، وكان لابد من أن ينتقل جزء من هذه الزيادة للركاب على شكل رسوم إضافية.
وحالياً ستبقى رسوم الوقود الإضافية ونحن نراجع هذه الكلفة بشكل مستمر، للتأكد من أن أسعار الخطوط الجوية البريطانية تنافسية للغاية.
ومع ذلك، فإننا نعتقد أنه من المهم بمكان التركيز على إيجاد حلول أخرى لهذا التحدي، ومن بين هذه الحلول التي نعتمدها كشركة طيران هو استثمارنا في الطائرات الجديدة التي تعتبر أكثر كفاءة في استهلاك الوقود بشكل كبير.
فقد انضمت مؤخراً 6 طائرات من طراز بوينغ 777-300 إلى أسطولنا، كما تسلمنا أول طائرتين من طراز بوينغ 787 مع توقع تسلم 3 أخرى بنهاية العام، وذلك ضمن طلبية ضخمة تبلغ 42 طائرة.
كما تسلمنا أيضاً أول طائرتين من أصل 12 من طراز «إيرباص إيه 380»، كما تم طلب 18 طائرة إضافية من طراز «إيرباص إيه 350 – 1000»، حيث ستحل هذه الطائرات الجديدة محل أسطول الشركة من الطائرات البعيدة المدى، وتعتبر الطائرات الجديدة أكثر حفاظاً على البيئة وأكثر هدوءاً وكفاءة مع انخفاض كبير في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.