ميرانشاه - (أ ف ب): يعقد المجلس الأعلى لحركة طالبان الباكستانية اجتماعاً لاختيار قائد جديد بعد مقتل زعيم الحركة حكيم الله محسود بصاروخ أطلقته طائرة أمريكية بدون طيار، فيما استدعت باكستان السفير الأمريكي للاحتجاج على الغارة. كما شن وزير الداخلية الباكستاني هجوماً على الولايات المتحدة، معتبراً أن الغارة الأمريكية أحبطت محادثات السلام التي كانت تحاول إسلام أباد إطلاقها مع حركة طالبان الباكستانية.
ودفن محسود الذي رصدت واشنطن مكافأة بقيمة 5 ملايين دولار لكل من يقدم معلومات عن مكانه، في وقت لاحق أمس الأول بعد مقتله و4 من مساعديه في هجوم على سيارته في مجمع بقرية داندي دارباخيل التي تقع على بعد 5 كيلومترات عن ميرانشاه كبرى مدن شمال وزيرستان. ويعد مقتل محسود ضربة قوية لحركة طالبان الباكستانية التي نفذت أكبر الهجمات في باكستان في السنوات الأخيرة ومن بينها تفجير فندق ماريوت في إسلام أباد في 2008 ومحاولة قتل الناشطة ملالا يوسفزاي العام الماضي. وندد وزير الداخلية الباكستاني شودري نثار بالضربة الأمريكية قائلاً إنها أدت إلى «إحباط» جهود إطلاق محادثات سلام مع حركة طالبان.
وذكر خلال مؤتمر صحافي إنه ستتم مراجعة «كل جانب» من تعاون باكستان مع واشنطن إثر الضربة الصاروخية. وأضاف أن فريقاً من رجال الدين كان على وشك الانطلاق للقاء وفد من حركة طالبان الباكستانية من أجل إطلاق محادثات السلام، حين قتل محسود.
وبعد ذلك أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية إنها استدعت السفير الأمريكي ريتشارد أولسن للاحتجاج على الضربة الصاروخية التي أدت إلى مقتل محسود وضربة أخرى قبل ذلك بيوم. وشددت وزارة الخارجية في بيانها على أن الحكومة «مصممة على مواصلة جهود فتح حوار مع حركة طالبان الباكستانية».
من جهة أخرى، قال سكان في المنطقة إن عشرات من رجال القبائل والمقاتلين أطلقوا النار على طائرة أمريكية بدون طيار كانت تحلق على ارتفاع منخفض فوق القطاع الذي قتل فيه زعيم طالبان.
وفي ردود الفعل، نددت حركة طالبان الأفغانية بمقتل محسود. ويجتمع مجلس الشورى التابع للحركة وهو الجهة التي تتخذ القرارات، لاتخاذ قرار حول تعيين زعيم جديد للحركة التي تضم العديد من الجماعات المسلحة والتي ظهرت عقب مداهمة الجيش الباكستانية للمسجد الأحمر في إسلام أباد في 2007.
ومن المرشحين لخلافة محسود مولانا فضل الله المعروف كذلك باسم الملا راديو، وهو رجل دين متشدد قاد حركة طالبان لمدة عامين في وادي سوات انتهت بعملية واسعة نفذها الجيش الباكستاني في 2009.