أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أن الأعياد والمناسبات تعد فرصة لترميم العلاقات الاجتماعية، حيث أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن الدعم الاجتماعي يفيد الصحة الجسدية والنفسية وأن العلاقات الاجتماعية الناجحة تزيد من فرص السعادة وتقلل من توابع التوتر، فيما تهدد العلاقات الاجتماعية الضعيفة الحياة بأثر يضاهى ذلك الذى يحدثه تدخين التبغ وإدمان الخمر.
جاء ذلك فى ندوة «سلامة الإنسان» التى نظمها مركز توثيق وبحوث أدب الطفل بمقره بالروضة تحت رعاية الدكتور عبد الناصر حسن رئيس دار الكتب والوثائق القومية.
وقال بدران إن ما أتاحته وسائل الاتصال الحديثة من هاتف محمول ومواقع للتواصل الاجتماعي لا تغنى ولا تحدث نفس الأثر والتفاعل العاطفي الذي يتحقق نتيجة الزيارات الأسرية التي يكتسى أغلبها بمشاعر الدفء والود والمحبة.
وأشار إلى أن قضاء وقت سعيد مع الأهل والأصدقاء يقلل من خطر الموت المبكر بنسبة 50%، وأن الأفراد الذين يفتقدون العلاقات الاجتماعية القوية أكثر عرضة للموت المبكر، محذرا من تحول الكرة الأرضية بعد أن أصبحت قرية كونية صغيرة إلى كوكب للتوتر يعيش سكانه الحيرة والارتباك والقلق والاكتئاب والاضطرابات الجسدية والنفسية. وذكر أنه يمكن الوقاية من وباء التوتر بالتفاؤل لتجنب الآثار السلبية له على صحة الإنسان، حيث أن 80% من أمراض البشر لها علاقة بالتوتر، والتوتر بحد ذاته
يزيد من كيمياء الغضب داخل جسم الإنساني ويصيبه بالكثير من الأمراض التي تنتقل إلى الأجنة داخل أرحام أمهاتهم فتزيد من احتمالات الإجهاض أو الولادة المبكرة ونقص المناعة والوزن والطول والذكاء.
وأضاف أن العلاقات الاجتماعية الناجحة ترفع المناعة وتقلل من التوتر والقلق والكآبة، لافتا إلى أن استبدال زيارة الأقارب والأصدقاء بالرسائل النصية والشات تعد آفة اجتماعية حديثة تسبب العزلة والسلوكيات العدوانية. وحذر من طغيان التكنولوجيا الحديثة على العلاقة بين أفراد الأسرة
الواحدة، حيث يؤدى الإفراط في استخدامها إلى أن يعيش أفراد الأسرة كل في جزر منعزلة عن الآخر، مما يؤدى إلى فتور العلاقات الاجتماعية بينهم، موضحا أن تلك الأجهزة لا تستطيع أن تكون بديلاً عن التواصل الاجتماعي الفعلي.