أعلن عضو بلدي الجنوبية محمد البلوشي تعليق حضوره جلسات المجلس، «حتى إيجاد حل جذري وعاجل لأزمة فيضان المجاري وتأخر مشروع الصرف الصحي في الرفاع الشرقي»، متهماً وزارة الأشغال بـ»عدم الجدية وغياب الرؤية الواضحة لديها لحل المشكلة المتفاقمة، ومضاعفاتها المتزايدة يوماً بعد آخر صحياً وبيئياً».
ودعا البلوشي في تصريحات صحافية أمس رئيس مجلس بلدي الجنوبية وزملاءه الأعضاء إلى «تعليق جلسات المجلس، إلى حين تقديم وزارة الأشغال حلاً مقنعاً وجدولاً زمنياً للقضاء على المشكلة المزمنة نهائياً»، موضحاً أن «الوزارة لم تتحرك بشكل جدي لحل الأزمة، رغم توجيه سمو رئيس الوزراء بنهاية الدور السابق بإيجاد حل لمشكلة الصرف الصحي في الرفاع، إضافة إلى زيارة وزير الأشغال للمنطقة ووعده بإيجاد حل خلال شهر، وهو ما لم يتم».
وأضاف أنه «كان يفترض الانتهاء من مشروع الصرف الصحي بأكمله مع حلول يناير المقبل، بحسب خطة الوزارة عند بدء المشروع، وهو ما بات شبه مستحيل في ظل إنجاز ما نسبته 48% فقط من المشروع حتى الآن».
وقال إن «المطلوب الآن إيجاد حل سريع لإنهاء المشكلة، خاصة أن الحفريات وفيضانات البلاعات أصبحت كثيرة مما أدى إلى انتشار مشاكل صحية وأمراض جلدية وتنفسية ونفسية يتعرض لها الأهالي وذلك بحسب إفادة مسؤول بمركز الرفاع الشرقي الصحي، إضافة إلى مشاكل بيئية متزايدة، مؤكداً غياب أي جدية من قبل مسؤولي وزارة الأشغال في التعامل مع هموم المواطنين، رغم عقد العديد من الاجتماعات وإرسال الكثير من الخطابات إلى الوزارة في هذا الخصوص.»
من جهة اخرى قال البلوشي إن عدم جدية بعض الوزارات في حل مشاكل تردي البنية التحتية، والإسكان، وتصاعد مشكلة مساكن العزاب، وانقطاع مشروع البيوت الآيلة للسقوط، أدى إلى حالة استياء شديدة بين الأهالي، وساهم في تهديد النسيج الاجتماعي في المناطق القديمة بالرفاع الشرقي، إذ سجلت معدلات مرتفعة لنزوح المواطنين عن مناطقهم.
وأضاف أن «المشاكل المتراكمة على مدار أعوام لا يمكن حلها إلا بتدخل استثنائي من قبل الحكومة من خلال توفير ميزانيات خاصة، وتوجيه المسؤولين بالتنفيذ الفعلي والعاجل للمشاريع العالقة»، مشيراً إلى أن المجلس البلدي أوجد حلاً لجميع المشاكل من خلال العديد من التوصيات والقرارات التي لم تنفذها بعض الوزارات، في ظل تردي مستوى البنية التحتية مقارنة بالمناطق الأخرى.
وأشار إلى أن المعدل البطيء لتقدم المشاريع والتطوير لا يتواكب مطلقاً مع التزايد المطّرد لاحتياجات متطلبات المواطنين، ومع الزيادة السكانية المتصاعدة، مما يعني حتمية مواجهة الدائرة الأولى الجنوبية صعوبات جسيمة الأعوام القليلة المقبلة.
وأكد أن هناك تخوفاً جدياً بفقدان الهوية الاجتماعية للمنطقة تدريجياً بسبب غياب حل شامل لمشكلة تكدس الطلبات الإسكانية وتدني الخدمات، مما أدى إلى تنامي نشاط عصابات من العمال الأجانب، ومغادرة كثير من الأسر لمناطقهم، وهو ما أحدث تراجعاً في منظومة العادات والتقاليد والقيم.
وأردف أن المجلس تقدم بالعديد من الاستملاكات لحل مشكلة الإسكان، غير أن المشكلة لاتزال تراوح مكانها، مشيراً إلى أن المنطقة المجمدة في مجمع 903 مضى عليها أكثر من 10 أعوام ورغم ذلك ليست هناك جدية لدى وزارة الإسكان في تنفيذ الاستملاكات لتحويلها إلى سكن لائق للمواطنين، مردفاً أن «مشاريع وزارة الأشغال للصرف الصحي وتطوير المجمعات تسير لكن ببطء شديد (...) نريد قرارات استثنائية، وحلول عاجلة».