عواصم - (وكالات): وصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مساء أمس إلى الرياض في زيارة تهدف إلى محاولة احتواء التوتر مع السعودية، على خلفية الملفات السورية والإيرانية والمصرية.وتندرج زيارة كيري في إطار جولة إقليمية تستمر 11 يوماً بدأها أمس بزيارة القاهرة.وأعلن كيري في العاصمة المصرية أنه ربما تكون بين الولايات المتحدة والسعودية خلافات حول سوريا ولكنها تتعلق بـ «التكتيك» وليس بالهدف وهو انتقال السلطة في البلد.وأشارت تقارير إلى أن الرياض، التي تدعم بقوة المعارضة السورية، كانت غاضبة عندما تراجع الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تهديداته بضربات عسكرية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا. وقال كيري في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي «هناك بعض الدول التي كانت تريد من الولايات المتحدة أن تفعل شيئاً في ما يتعلق بسوريا ولكننا فعلنا شيئاً آخر».وأضاف «إننا جميعاً نشترك في الهدف وهو تشكيل حكومة انتقالية يمكنها أن تعطي شعب سوريا الفرصة لاختيار مستقبله».وتابع «إننا كذلك نعتقد أن الأسد بسبب فقدانه لسلطته المعنوية لا يمكن أن يكون جزءاً من ذلك، لا أحد لديه إجابة على السؤال كيف يمكن إنهاء الحرب طالما أن الأسد موجود في السلطة».من ناحية أخرى، دعا وزراء الخارجية العرب المعارضة السورية إلى التجاوب مع الجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف2 والتعجيل بتشكيل وفد لحضورها المؤتمر بحسب البيان الختامي لاجتماعهم. من جانبه، قال رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا إن المعارضة لن تحضر محادثات السلام المقترحة في جنيف مالم يكن هناك إطار زمني واضح لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد.وأضاف الجربا في اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب بمقر الجامعة العربية في القاهرة «لا جنيف 2 من دون وضوح في هذا الهدف مقروناً بجدول زمني محدد ومحدود ولا لحضور المحتل الإيراني على طاولة التفاوض». وذكر الجربا لوزراء الخارجية العرب في جلسة افتتاحية لاجتماعهم «نطالبكم بقرار واضح بمد الشعب السوري بالسلاح لمواجهة احتلال وعدوان يزداد شراسة ساعة بعد ساعة ونتعهد بل نحن على استعداد لتقديم كل الضمانات ألا يصل هذا السلاح إلى الأيدي الخطأ». وقال الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في الجلسة الافتتاحية إن مجلس وزراء الخارجية العرب «مطالب اليوم بتوفير كل الدعم للائتلاف الوطني السوري المعارض لتشجيعه على المشاركة في مؤتمر جنيف 2 ودعم موقفه التفاوضي». من جهته، تحدث وزير الخارجية القطري خالد العطية مؤكداً «ترحيب بلاده بعقد مؤتمر جنيف 2 للتوصل إلى حل سياسي»، إلا أنه شدد على ضرورة اتخاذ «موقف عربي موحد بشأن عملية التفاوض» حتى لا يتم إعطاء «فرصة أخرى للنظام السوري للتلاعب بالشعب السوري».ودعا العطية «الجامعة العربية إلى القيام بالتزاماتها عبر توفير ضمانات من الأمم المتحدة وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن» بأن مؤتمر جنيف 2 سيفضي إلى انتقال للسلطة في سوريا.وترفض فصائل مهمة في المعارضة السورية حتى الآن الجلوس مع ممثلين لنظام بشار الأسد وتطالب بأن يترك الرئيس السوري السلطة أولاً. وتعمل الولايات المتحدة على توحيد المعارضة وتأمل أن ينعقد مؤتمر جنيف 2 قبل نهاية نوفمبر الجاري. في المقابل، صرح مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية أن تصريحات كيري التي وصفها بـ «التدخل السافر» في الشؤون السورية، «من شأنها إفشال مؤتمر جنيف قبل انعقاده».وجاء ذلك بعد ساعات من تصريح جديد لكيري تحدث فيه عن صعوبة أن يكون للرئيس الأسد دور في المرحلة المقبلة في سوريا بسبب «فقدانه لسلطته المعنوية».وأضاف المصدر»إذا كانت الولايات المتحدة صادقة بالتعاون مع روسيا في رعاية مؤتمر جنيف، فإن على كيري أن يفهم أن الشعب السوري وحده صاحب الحق في اختيار قيادته ومستقبله السياسي دون أي تدخل خارجي».من ناحية أخرى، أعلن رئيس المجلس العسكري الثوري في محافظة حلب التابع لتنظيم الجيش الحر المعارض، العقيد عبد الجبار العكيدي، استقالته من منصبه احتجاجاً على «تآمر» المجتمع الدولي على الشعب السوري وتشرذم المعارضة السياسية والعسكرية و»التراجع على الأرض» نتيجة كل ذلك. وقال العكيدي الذي يعتبر من أبرز القادة العسكريين في الجيش الحر «نتيجة لتعنت البعض عن الاستجابة للدعوة إلى التوحد ورص الصفوف والتعالي عن الأنا والغرور، ما أدى إلى تراجع الجبهات وخسارة طريق الإمداد وآخر الخطب سقوط مدينة السفيرة شرق حلب، فإنني أعلن تنحيي وتقديم استقالتي من قيادة المجلس العسكري الثوري في حلب». وذكر أن أسباب تنحيه تختصر بتخلي المجتمع الدولي عن المعارضة، وتشتت هذه المعارضة، والصراع على الأرض بين من أسماهم «أمراء الحرب». من جانبه، أعلن وزير الصناعة السوري كمال الدين طعمة أن خسائر الصناعة السورية بلغت نتيجة 31 شهراً من النزاع، 2.2 مليار دولار، بحسب ما نقلت عنه صحيفة «الوطن» القريبة من السلطات. من جهته، دعا العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني المجتمع الدولي إلى الإسراع بمساعدة بلاده في تحمل أعباء نحو 600 ألف لاجىء سوري، أكد أنهم شكلوا «استنزافاً» لموارد المملكة المحدودة و»ضغطاً هائلاً» على بنيتها التحتية.وقال الملك عبد الله في خطاب العرش الذي ألقاه في افتتاح الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة السابع عشر إن «الأردن يحتضن 600 ألف لاجئ سوري، ما يشكل استنزافاً لمواردنا المحدودة أصلاً وضغطاً هائلاً على بنيتنا التحتية». وأضاف «إذا لم يسارع المجتمع الدولي لمساعدتنا في تحمل أعباء الأزمة السورية، فإنني أكرر وأوكد بأن الأردن قادر على اتخاذ الإجراءات التي تحمي مصالح شعبنا وبلدنا».وقدمت الحكومة اليابانية 10 ملايين دولار للأردن لمساعدته في تحمل أعباء اللاجئين السوريين، حسبما أفاد مصدر رسمي أردني.في شأن متصل، أعلن التقرير الأسبوعي لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه تم تسجيل أكثر من 52000 من النازحين السوريين إلى لبنان خلال أكتوبر الماضي .وقال التقرير إن مجموع عدد النازحين السوريين إلى لبنان الذين يتلقون المساعدة من المفوضية وشركائها بلغ أكثر من 812 ألف لاجئ. وعلى خلفية النزاع السوري أعلن الجيش اللبناني توقيف أحد المعتدين بالضرب وإطلاق النار على شبان ينتمون إلى الطائفة العلوية في طرابلس شمال لبنان وتحديد هوية المنفذين الآخرين وبينهم سوري.
970x90
970x90