كتبت ـ نور القاسمي:رأى 66% من الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين والمدراء والمشرفين، أن استراتيجية «الثقافة العددية» صعبة وسيئة، فيما وصفها 20% آخرون بـ»الممتازة»، واكتفى 12% بالقول إنها بحاجة إلى تعديل، مقابل 2% رأوها جيدة. وفي استبيان أجرته «الوطن» لعينة من 3380 شخصاً، توقع 70% منهم انخفاض المستوى التحصيلي لدى الطالب بعد تطبيق الاستراتيجية الجديدة، مقابل نحو 20% توقعوا ارتفاع المستوى المعرفي والتحصيلي للطالب، و10% رأوا إمكانية أن تكون تأثيراتها إيجابية بعد فترة من التطبيق.واقترح 36% من المستطلعة آراؤهم دراسة المشروع بشكل أشمل وأوسع، بينما دعا ما يزيد عن 20% لتطبيق الاستراتيجية تدريجياً، و22% لتطبيقها بدءاً من الصف الأول، و21% لتنظيم ورش عمل للمعلمين وأولياء الأمور.واقترح المشمولون بالاستبيان حلولاً مثالية لحل مشاكل الطلبة مع استراتيجية «الثقافة العددية»، حيث طالب 17% منهم بتحسينها والبدء بتطبيقها لاحقاً، واقترح 23% آخرون أن تستبق عملية التطبيق بتدريب المعلمين وأولياء الأمور على الطرق المثلى للتعامل معها، و60% طالبوا بإرجاع مقررات الرياضيات السابقة. وفي سؤال حول الاقتراحات المتوقعة لتحسين مقررات الرياضيات السابقة، دعا 40% إلى زيادة الأنشطة الطلابية داخل الحصة، مقابل 35% رأوا ضرورة تغيير طرائق تدريس المقرر، و16% لزيادة عدد المسائل التدريبية، و9% إضافة دروس جديدة للمقرر.وسجل 27% من المجال التربوي للطفل اعترافهم بصعوبة الاستراتيجية، مقابل 24% لم يفهموا المقرر جيداً، و23% لا يتماشى مع ما تعودوا عليه سابقاً، و15% لم يتقبلوا الاستراتيجية، و11% فقط لم يروا أية مشاكل تذكر في الاستراتيجية الجديدة.كتاب الطالبوقال الأخصائي بوزارة التربية والتعليم يونس حاجي، إن التعليم في البحرين يحتل مراكز مميزة بين الدول المتقدمة في المناهج التعليمية ومستوى تحصيل الطلبة لمقررات العلوم والرياضيات، لافتاً إلى أن أكثر ما يرهق ولي الأمر هو إمكانية حل المسألة الواحدة بطرق متعددة. وأضاف أن اجتماعاً سابقاً جمع أخصائيي الوزارة وبعض من مدراء المدارس الابتدائية مع المستشار البريطاني التابع لإدارة المناهج والبحوث، للاستماع إلى آخر ما توصلوا إليه من شكاوى أولياء الأمور والمعلمين حيال المنهج، وأبدى المستشار رضاه واستعداده لحل المشكلات وسعيه لتوصيل ملاحظات واقتراحات المعلمين وأولياء الأمور. ونبه حاجي إلى أن المستشار البريطاني قال أيضاً إن هدف المنهج راحة أولياء الأمور وإزالة عبء مادة مما يراجعونه مع أبنائهم في المنزل، وأن إطالة حصة الثقافة العددية تجعل الطالب يؤدي واجباته وأنشطته في الحصة نفسها تحت إشراف المعلم ومربي الفصل.ونقل عن المستشار قوله إن منهج الثقافة العددية حلزوني، أي أنه لا يكفي أن يدرس الطالب الكفايات المطلوبة سنة دراسية واحدة فقط، بل يواصل دراستها لحين تخرجه من المدرسة، لضمان اكتسابه جميع المهارات وعدم إخفاقه في أي واحدة، وتطرق أيضاً إلى أن الوزارة في طور إعداد كتاب للطالب خاص بالمنهج. وأضاف حاجي أن الوزارة سبق وأن نظمت ورش عمل داخلية لأولياء الأمور بغية تعريفهم بالبرنامج، مستدركاً «لكن عدد الحضور كان قليلاً جداً ويكاد يكون معدوماً، رغم أن الوزارة تزور المدارس بشكل دوري لتدريب المعلمين ومعرفة آخر مستجدات الطلبة والطالبات». وأكد حاجي أن الوزارة سبق وأعدت ملزمة أنشطة وتدريبات بيتية لطلبة الصفين الرابع والخامس، تساعدهم على حل مسائل إضافية لما تم شرحه في الحصة الدراسية، لافتاً إلى أن ملازم المراحل الأخرى تعد تدريجياً أيضاً.وكشف أن الوزارة تسعى من خلال المنهج إلى سد الفجوات العلمية لدى الطلبة في مراحلهم الثانوية وبمختلف المساقات العلمية والأدبية والتجارية، ومحاولة تقليل نسبة تفاوت مهاراتهم العددية في كل مساق، أي لا يقتصر الإلمام بعلوم الرياضيات على طالب التخصص العلمي فقط بل للمساقات الأخرى أيضاً.رأي أولياء الأمور من جانبها، أكدت المديرة المساعدة لمدرسة بدر الكبرى عضو الفريق الاستشاري لاستراتيجية الثقافة العددية آمنة السليطي، أن ما اتخذته من تدابير وحلول قبل وأثناء تطبيق استراتيجية الثقافة العددية، ساهمت بشكل كبير في تقليل ضجة أولياء الأمور في مدرستها. وقالت «رتبنا محاضرة لأولياء أمور الطلبة المستجدين ـ الصف الأول - وشرحنا لهم أننا بصدد تطبيق استراتيجية مغايرة لأبنائهم، وأوضحنا لهم أهداف الاستراتيجية وقدمنا خلفية معرفية عنها، بعدها نظمنا ورشة عمل تدريبية لأولياء الأمور تضمنت جزءاً نظرياً في شرح ماهية الاستراتيجية، وتدريبات عملية على بعض المهارات الأساسية في الرياضيات مثل الجمع والطرح باستخدام الثقافة العددية». وأضافت «بعد الورشة سألناهم عن مدى استجابتهم للاستراتيجية، لم نحصل فقط على ردود إيجابية بل على مطالب من أولياء الأمور بتنظيم ورشة تدريبية أخرى لمناقشة الضرب والقسمة، وقررناها الأسبوع المقبل». ولفتت السليطي إلى أن الوزارة موقنة بتفاوت كفاءة المدرسين والمدرسات، وأن عدداً كبيراً منهم يعاني من عدم قدرته على إيصال الاستراتيجية الجديدة للطلبة، مستدركة «لكن الوزارة تشجع المعلمين على التعاون مع المدرس الأول ومدرب الثقافة العددية المبعوث من الوزارة الموجود بكثافة في الحصص الدراسية لقياس مدى التفاعل والتغذية الراجعة للطلبة.وحثت السليطي على متابعة المعلمين وتشجيعهم والإسهام في إكسابهم ثقة كبيرة تجعلهم يتخطون صعوبة فهم المنهج.وأكدت أن تقييم الطالب يجري من خلال ما ينجزه داخل الحصة الدراسية، وأن ولي الأمر يحصل في اللقاء التربوي المطور منتصف الفصل على شهادة تقييمية لطفله تحتوي على تفاصيل درجاته، لافتة إلى أنه لن توضع أية درجة للطالب في المقرر نهاية الفصل الأول في شهادته الاعتيادية، بل إن درجاته المئوية تنقسم إلى قسمين، تقويم في نهاية الفصل الأول بنسبة 15% من الدرجات، مقابل 85% لامتحان نهاية العام الدراسي.ودعت السليطي أولياء الأمور إلى التعاون مع المدرسة في تفهم لما تصبو إليه الوزارة من رفع التحصيل الدراسي للطالب وتحسين كفاءته في الامتحانات الوطنية وامتحانات «التيمز» المختصة بمنهج الرياضيات، وإعطاء الاستراتيجية الجديدة فرصة لرؤية النتائج المنشودة.بين مؤيد ومعارضوقال المعلم يوسف أحمد إن «الثقافة العددية» يصعب أن نعتبرها منهجاً مستقلاً بحد ذاتها لقلة مداركها ومعلوماتها ومسائلها التدريبية والموضوعات المطروحة فيها، مضيفاً «هي أقرب لأن يطلق عليها مهارة نموذجية وجزء من منهج أساس». وأردف «التعليم الأساسي يعطي الطالب المفاتيح الأولية لكل منهج، ويبني لديه الأسس، لينطلق بها في حل ما يواجهه من مشكلات، والاستفادة منها في مختلف التطبيقات العملية في حياته، إذا أضعفنا من الأساس وغيرنا مما اعتاد الطالب عليه سلفاً نتسبب بتشويش في ذهنه وضياعه في الفصل الدراسي وتدني تحصيله، فلا الأساس متين، ولا المحصلة كافية لمواجهة المشكلات وحلها»، مشيراً إلى أن احتواء المسألة الحسابية الواحدة على عمليتي الجمع والطرح، يشوش الطالب، لا يعرف يستخدم الجمع أولاً أم الطرح، ويجعله مشتتاً تائهاً، وفضلاً عن تنويع الطرق الحسابية للجمع وللطرح، فما الفائدة من استخدام 4 طرق مختلفة لكل منهما؟بدورها ترى المعلمة إيمان علي أن المشكلة لا تكمن في البرنامج نفسه «البرنامج ممتاز ومطور وحضاري لكونه يحفز الطالب على إنعاش ذاكرته واستغنائه عن ا??ت والطرق التقليدية، ولو أمعنا بأهدافه لوجدنا أن من أهمها رفع تحصيل الطالب وتثقيفه معرفياً على المدى المستقبلي، ولكن المشكلة هي في تعميم البرنامج على كل الفئات، لو طبق على الصف الأول فقط دون من هم في المراحل الابتدائية النهائية كطلاب الصفين الخامس والسادس لكان تقبله أسرع وإعجاب الرأي العام به أكبر».من جهته، اقترح المعلم خالد علي أن تضع الاستراتيجية برنامجاً خاصاً للمتفوقين، لما يراه من صعوبة المنهج على الطلبة الضعيفين في الرياضيات. وأكبر ما يواجه خالد علي هي مسألة ضبط توقيت المقرر في الحصة وتغيير الجدول «أصبحت مادة الرياضيات لها الأولوية ونحن كمعلمين لا نستطيع الانتهاء من الدرس الواحد إلى آخر إلا عندما يستوعب كل طالب المهارة المطلوبة، ويتطلب هذا إهمال باقي المواد ما يؤثر سلباً على بعض معلمات نظام الفصل من حيث توقيت الحصص، وأولياء الأمور في المنزل».وأضاف «الطلبة من الصف الثاني الابتدائي إلى السادس يشعرون بتناقض وتوتر، لعدم معرفتهم الحل بأية طريقة، بالأساسيات السابقة التي تعلم عليها أم الجديدة، ناهيكم عن أن مسائل الثقافة تشعر الطلبة بالإحباط حال عدم معرفتهم الحل، أو توصلهم لإجابة خاطئة، وهذا التكرار بالخطأ في عصرنا يولد الملل، والابتعاد شيئاً فشيئاً عن المحاولة».ويتحدث علي عما واجهه أيضاً من مشكلات في تمديد حصة الرياضيات إلى ساعة كاملة، ما سبب إرهاقاً للطالب والمعلم خصوصاً عندما تكون حصة الرياضيات هي الرابعة أو الخامسة من اليوم الدراسي، وقال «لاحظت أن أغلب الطلاب لا يستطيعون التركيز مع ما يقوله المعلم». والمعضلة من وجهة نظر المعلم أول محمد عبدالله هي عدم شرح وزارة التربية والتعليم أسباب تغيير المنهج، وما العيوب التي يشكو منها المنهج القديم حتى يتم استبداله، وقال «المنهج استبدل قبل حوالي 3 سنوات تقريباً، واستبدال المناهج بهذه السرعة وهذا الوقت المتقارب يجعل ولي الأمر في حيرة وتشوش، ما يؤدي إلى تمسكه بالمنهج القديم ولا يرغب بالتجديد رضوخاً منه لمنهج يعرف قليله ويظن أنه أفضل من مناهج جديدة لا يعرف عنها شيئاً».وأضاف «لو أن الاستراتيجية عرضت منذ بداية السنة الدراسية، وهُيئ المدرسون وأولياء الأمور للتعامل معها، عبر توفير كتاب على الأقل وتنظيم سير عمل ووضع خطة مدروسة، لما رفض الموضوع برمته وأثيرت حوله كل هذه الضجة». بينما ترى أمينة محمد مربية فصل في الصف الأول، أن الثقافة العددية تنمي التفكير الإبداعي للطالب وتوسع تفكيره بطرق مختلفة وعميقة، لأنه يستخدم الذكاء الذهني والتفكير المنطقي وعقل الطالب.وقالت إن طالبات الصف الأول لديها أكثر نشاطاً وتفاعلية في الطريقة الجديدة من الطالبات السابقات، لكنها تؤيد ما يقال عن عدم تحديد منهج محدد للثقافة.وأعربت عن اعتقادها أن غياب الطفل يوماً واحداً فقط يؤثر بشكل كبير على فهمه للمقرر، بسبب صعوبة إعادة الحصص للطلبة الغائبين وعدم تمكن أولياء الأمور من المتابعة مع أبنائهم في المنزل. وتمنت أمينة تنظيم ورش عمل للمعلمين حول الاستراتيجية، وقالت «إلى الآن لا تطبق إلا الورش النظرية، وهي لا تفيد المعلم في شيء».آثار إيجابية واعتبر ولي الأمر عيسى الذوادي تغيير المقرر إلى الثقافة العددية قفزة نوعية تصب في مصلحة الطلبة عاجلاً أم آجلاً، معرباً عن اعتقاده أن الوقت كفيل بحل المشكلة.وقال «نشر الوعي وتنظيم دورات تدريبية يستطيع الالتحاق بها كل من المعلمين وأولياء الأمور أمر ضروري ويحل مشكلة كبيرة لمن يجد صعوبة في تقبل مثل هذه الثقافة»، مضيفاً «الاستراتيجية ممتعة ومفيدة شرط أن يكون المنهج السابق متطلباً سابقاً لها، أي البدء به من الصف الأول، أما طلبة المراحل الأخرى من الأفضل لو يتعلم الطالب جميع استراتيجيات الجمع والطرح والضرب والقسمة بالطريقة السابقة وإدخال استراتيجية الثقافة العددية في نهاية العام كتطبيق ويختار الطالب النمط الذي يستسهله في الحل».وأضاف «لا نشكك في حرص البحرين ووزارة التربية على مصلحة التعليم والطلبة عموماً، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن كل قراراتهم سليمة، أو أن ممارساتهم صائبة، وحال عدم ملاءمة الاستراتيجية الوضع الراهن، ذلك يعطينا دافعاً للاستمرار ويفتح آفاقاً أخرى للبحث والإطلاع، ما هو إلا بداية لمرحلة جديدة من التطوير».شمل الاستطلاع 2295 ولي أمر، و301 طالب، و540 معلماً، و51 مشرفاً، و35 مديراً، و158 زائراً.أولياء الأمور مغيبونولا تشكك ولية أمر الطالبة شهد (أم ماجد)، في أن كل والدة تطمح لتحسين مستوى أبنائها وتطويرهم، وقالت «ولي الأمر يبذل الغالي والنفيس لإدخال ابنه مدارس خاصة تعتمد مناهج غربية، وإننا لا نسعى لإلغاء المنهج، ولسنا ضد التجديد والتطوير، لكن نطالب بخطط مدروسة، بمناهج بكتب ومراجع، بأمثلة مشروحة وقوانين واضحة يستند عليها الطالب وولي الأمر والمعلم». وأردفت «لأول مرة أرى فيها ابنتي تكره الرياضيات رغم تفوقها بالمادة، تنزعج عندما أسألها عن المقرر وتستاء وقت مراجعتي إياها في المنزل، والأهم أنها عندما ترى مسألة جمع بسيطة لا تعرف طريقة حلها، وعندما ترى الطرح وكأنها تراه للمرة الأولى في حياتها». وترى أم ماجد أن الاستراتيجية بلا إمكانات، والمنهج يفتقر للتدريبات والتنظيم وتسأل «كيف تطبق وزارة التربية والتعليم منهجاً جديداً بلا كتاب؟ أين يرجع ولي الأمر في حال رغبته بالتأكد من إجابات ابنه؟ أيعقل أن نذهب للمعلم يومياً ليشرح لنا كيف نعلم أبناءنا الجمع والطرح؟». وأضافت «إرسال ملزمة إضافية لأولياء الأمور ليس حلاً، فما الفائدة من احتواء الملزمة تدريبات بلا حلول ولا شرح، هي لا تسمن ولا تغني من جوع، وحتى دليل ولي الأمر الإرشادي يحتوي على مثالين لجمع وطرح الآحاد والعشرات، ماذا عن المئات والألوف ؟ فضلاً على عدم وجود كيفية شرح المسائل والتطبيقات في الملزمة، وكما نعلم والمناهج المطورة يجب أن يكون للأسهل وليس للأصعب!».وأعربت أم ماجد عن اعتقادها أن الوزارة تسرعت في إطلاق المشرع، وأنها لو أرادت تطبيقه فعلاً وضمان نجاحه، كان عليها أن تبدأ بالصف الأول وتعميمه لاحقاً على باقي المراحل. من جانبه، دعا ولي الأمر عبدالله الأسود، إلى ضرورة التريث عند تطبيق أي نظرية أو قرار من وزارة التربية والتعليم يهم آلاف الطلبة وبناء مستقبل البحرين، وقال «الرياضيات علم قائم بذاته وتخصصاته الفرعية، وليس من الإنصاف أن تطبق الوزارة هذا القرار من غير أخذ رأي الجهات المعنية في الموضوع مثل أولياء الأمور والمعلمين، هذا حجر للعقول وجريمة بحق جيل كامل».وشكر الأسود صحيفة الوطن على الاستبيان لرؤية آراء الناس المعنية بالموضوع، وقال «كان من المفترض أن تجري الاستبيان وزارة التربية والتعليم»، مبيناً أن سير الوزارة في اتجاه خاطئ يمكن أن يعود بنتائج كارثية على البحرين. وطالب الأسود الوزارة باحترام رأي الشركاء المعنيين في العملية التعليمية، وعدم تهميش رأي ولي الأمر عند كل قرار تتخذه، مضيفاً «الإدارة التعليمية تنفذ قراراتها بتسلط، رغم أنها ليست الجهة الوحيدة المعنية بالقرارات التعليمية المصيرية في حياة الطلبة، يجب أن يكون القرار مشتركاً بينها وبين هيئة وضمان الجودة والمعلمين وأولياء أمور، لأن استشارتهم والأخذ برأيهم يخفف من قوة الرفض وعدد الاحتجاجات عند كل قرار جديد». وأوضح أنه ليس من الممكن تطبيق سياسات ونظريات قبل دراسة أبعادها وتأثيراتها الإيجابية والسلبية، مشيراً إلى أن إضافة المنهج أمر لا بأس به، لكن إلغاء مقرر مثل الرياضيات وتعديله يحتاج لدراسة متأنية.وأكد أن طلبة البحرين متقدمون في مادة الرياضيات من خلال المسابقات المحلية والدولية، معتبراً المادة نقطة قوة لا يصح هدمها أو حذفها والتسبب بخلق جيل أمي في الرياضيات. ولفت إلى أهمية معرفة الوزارة أن أي قرار خاطئ تتخذه يكون جريمة بحق البلد ومستقبله، وتراجعها عن القرارات الخاطئة ليس خطأ أو انتقاصاً من حقها حتى بعد تطبيقها فـ»الاعتراف بالذنب فضيلة».ورأت سارة محمد ولية أمر الطفل راشد أن توجه وزير التربية لتطبيق استراتيجية الثقافة العددية دون مراعاة لظروف الطلبة والأهالي وأغلبية المدرسين، ودون الالتفات لمطالب الناس سبب رئيس لإثارة الكثير من الاستياء، وقالت «نحترم الوزير ونقدره وموقنين بفكره الحكيم، لكننا نطالب بإصلاح وزارته، وتأنيه في التعامل مع القضايا المهمة، وهناك قرارات مهمة اتخذت مؤخراً دون الرجوع إلى أولياء الأمور، فتحسين أداء المدارس ورفع مستوى العملية التربوية لا يتحقق بتمديد اليوم الدراسي أو إضافة مقررات جديدة رغم رفض الكثيرين لها، الإصلاح يقوم على المشاركة ورضا الجميع أولاً، وتليها نوعية المادة الدراسية، وأساليب توصيلها». وأضافت «تطبيق استراتيجية جديدة لطلبة مرحلة ابتدائية أمر عام، ويعني آلاف أولياء الأمور والطلبة، لو طرح بمجلس النواب بشكل صحيح ويناقش مع الجهات الأخرى ذات العلاقة لدراسته بصورة وافية، واستطلاع آراء الشعب فيه، ويقارن بما هو موجود في دول المنطقة الأخرى، حيث طبق في بعضها أنظمة مشابهة ولم تنجح، أفضل من اتخاذه من قبل أصحاب المناصب العليا، وقبل أن يمتدح ممثلو الوزارة القرارات المتخذة منهم، حري بهم إيجاد حلول لمشاكل هم على دراية بها أكثر من أي أحد، وهي اكتظاظ الصفوف وقلة كفاءات المعلمين، وسوء المرافق المدرسية ورداءة الأدوات المكتبية». وقالت ولية أمر الطالب عبدالله محمد سلمان، إن العملية التعليمية لا تقتصر على المدارس فقط، بل يستمر الطالب في التعليم حتى في المنزل تحت إشراف ولي أمره، مضيفة «قرار كهذا لا يجب إهمال دور ولي الأمر فيه، لأن ولي الأمر معني بدرجة كبيرة». وأردفت «أكثر ما ضايقني هو الاستغناء عن مسمى الرياضيات الذي بحد ذاته علم مستقل فيه العديد من التخصصات تدرس بأرقى الجامعات، هل يصح أن نلغي اسم هذا العلم من قاموس الطالب بحجة أننا نرغب بتوظيفه وتطبيقه على مشكلات حياتية؟ مسمى المنهج يؤثر سلباً على الطالب، حيث إن إبدال المسمى بالثقافة العددية على المدى البعيد يفقد الرياضيات اسمها ومعناها».ورأت ولية أمر الطالبة نورة خالد أن ليس بالضرورة كل ما نجح في بريطانيا أن ينجح في مدارس البحرين «لا يمكننا مقارنة مواد علمية بريطانية درست بطريقة مختلفة وكوادر تعليمية مختلفة وبيئة مختلفة، ونفرض عليها النجاح هنا بين كوادر تعليمية ضعيفة وغير مؤهلة وفصول رديئة وطرق تلقينية بحتة! وناهيكم عن عدم ترابط الدروس ببعضها البعض والأخطاء العديدة أثناء الإعداد والترجمة».،ونبهت إلى أن الطالب أصبح يتعامل مع المقرر كما يتعامل مع اللغة الإنجليزية والعلوم، عن طريق الحفظ الخارجي المختصر دون فهم المضمون، ما يظهر عند إظهار مناهج جديدة بلا استعداد مسبق، فهي نتيجة حتمية تؤدي في النهاية لفشل الطالب دراسياً، وعدم تمكنهم من تخطي الامتحانات لأنها تأتي بطريقة مخالفة لحفظهم، وتعتمد في أسئلتها على الفهم والتطبيق، وليس على الحفظ الظاهري بلا فهم وتركيز.وأضافت «هدف المقرر تحقق سلفاً في المنهج القديم، وهو استخدام التفكير الذهني، ناهيكم عن صرف الدولة أموالاً طائلة على المشروع وأثبت نجاحه في جوانب عدة»، متسائلة «لماذا تنفق الوزارة الملايين مجدداً لمنهج جديد وغريب؟». وقال ولي أمر الطالب محمد حسين، إنه تكلف أعباء مادية أرهقت ميزانيته نتيجة المنهج الجديد، الذي حتم عليهم اللجوء إلى مدرسين خصوصيين ومعاهد تعليمية «حرصاً منا على بقاء ابننا على تفوقه في سنته الابتدائية الأخيرة». ويرجع تصرفه هذا إلى نقص إعداد الكادر التعليمي وغير المؤهل لتطبيق الاستراتيجية، وما يواجهه من مشاكل جمة في إيصال المعلومة للطالب». وأضاف «عدم تقبل الطلبة للمنهج الجديد وكرههم للمقرر في المراحل الابتدائية المهمة لتأسيس الطفل في الرياضيات، تمهيداً للمراحل الإعدادية والثانوية، لا شك يسهم في تدني مستويات الطلبة المتفوقين، فكيف هو الحال مع باقي مستويات الطلبة باختلاف تفكيرهم وقدراتهم الاستيعابية حيث إن المنهج لا يراعي الفروق الفردية».
970x90
970x90