عواصم - (وكالات): أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الرياض أن «السعودية حليف مهم واللاعب الأبرز في العالم العربي»، مشيراً إلى أن «العلاقات مع المملكة صلبة». وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أنه «ليست هناك خلافات حول سوريا»، موضحاً أنه «لن نبقى مكتوفي الأيدي في حين يستخدم الرئيس السوري بشار الأسد السلاح».
من جانبه، قال الأمير سعود الفيصل في المؤتمر في أعقاب لقاء بين خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وكيري أن «بلاده تدرك أهمية المفاوضات لحل الأزمات على أن لا تطول» داعياً إلى «وضع حد للمأساة». وأشار إلى أن «العلاقات بين الأصدقاء ترتكز على الصراحة وأن الخلافات طبيعية». وشدد الفيصل على أن «سوريا أرض محتلة من قبل القوات الإيرانية». مبيناً أن «أفضل اختبار لنوايا إيران للتأكد من حسن إرادتها هو انسحابها من سوريا مع حليفها اللبناني «حزب الله»».
وطالب الفيصل إيران بترك سوريا وقال إن «طهران تساعد الرئيس بشار الأسد على ضرب شعبه». وفيما يتعلق بمشاركة المعارضة السورية في مؤتمر «جنيف 2» للسلام حول سوريا، قال الفيصل إن «الأمر يعود إلى الائتلاف الوطني السوري المعارض، وزعيمه أحمد الجربا، أن يقرر ما إذا كانت المعارضة تريد المشاركة أم لا». وأضاف أن «مشاركتها تظهر أنها تعطي فرصة للسلام ولا ترفض المفاوضات». وقال كيري إن العلاقات مع السعودية «صلبة» بالرغم من عدم نجاحه في تقريب وجهات النظر بين البلدين حيال الأزمة السورية. وأضاف أنه ليست «هناك خلافات حول سوريا». وتابع كيري «ليس هناك خلاف حول الهدف المشترك بالنسبة لسوريا لن نبقى مكتوفي الأيدي في حين يستخدم الرئيس السوري بشار الأسد السلاح».
إلا أنه سرعان ما استدرك مؤكداً أن الولايات المتحدة تعارض التدخل العسكري «وباستثناء حل تفاوضي، لا نرى وسائل كثيرة لإنهاء العنف لأنه ليس لدينا التفويض القانوني ولا المبررات أو الرغبة في هذا الوقت لنجد أنفسنا في خضم حرب أهلية».
ورد الفيصل قائلاً إن السعودية «تدرك تماماً أهمية المفاوضات لحل الأزمات على أن لا تطول». وأشار إلى أن العلاقات بين الأصدقاء ترتكز على «الصراحة» وأن الخلافات «طبيعية». وقال الفيصل إن «سوريا أرض محتلة من قبل القوات الإيرانية».
وأضاف أن «أفضل اختبار لنوايا إيران للتأكد من حسن إرادتها هو انسحابها من سوريا مع حليفها اللبناني حزب الله». وأوضح الفيصل أن «إيران تساعد الأسد في ضرب شعبه».
وقد دعا كيري خلال تفقده سفارة بلاده في الرياض إلى إبقاء العلاقات بين واشنطن والمملكة على «المسار الصحيح». واعتبر أن السعودية التي تقيم واشنطن معها علاقات واسعة بدأت إبان الثلاثينات هي «اللاعب الأبرز في العالم العربي». واللقاء هو الأول من نوعه بين خادم الحرمين وكيري الذي يزور السعودية للمرة الثالثة منذ تعيينه في منصبه مطلع العام الجاري. وأشاد كيري بالسعودية بوصفها حليفاً «هاماً للغاية». وهون من أي خلاف مع السعودية وقال إن العلاقات بين البلدين استراتيجية وقوية وإنهما اتفقا على أن المفاوضات هي الطريق الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا. وذكر أن «واشنطن لن تدع إيران تحصل على أسلحة نووية».
وقد أكد مسؤول أمريكي رفيع في وزارة الخارجية أن السعوديين «واضحون للغاية بالنسبة لما يشكل قلقاً لهم ونتفق معهم تماماً في هذا الأمر. نحن لا نتجه مطلقاً لتغيير نظرتنا إلى دعم إيران للعمليات الإرهابية والمجموعات الإرهابية في المنطقة».
وأضاف أن «محادثات «5+1» تسير بكل وضوح نحو التأكد من أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً ونتفق تماماً مع السعودية في هذه النقطة. والسؤال هو التأكد من أنهم يتفهمون تفاصيل موقفنا الحازم تجاه طهران». يذكر أن كيري صرح في القاهرة المحطة الأولى في جولته أن بلاده ستقف إلى جانب حلفائها في المنطقة.
وقال في هذا الصدد «سنكون إلى جانب السعوديين والإماراتيين والقطريين والأردنيين والمصريين والآخرين لن ندع هذه الدول لتكون هدفاً لهجمات من الخارج».
لكنه أشار إلى أن «واشنطن ربما تكون اختارت تكتيكاً مختلفاً عن حلفائها بالنسبة لسوريا لكن الهدف يبقى واحداً».
وأوضح في هذا السياق «نتشارك جميعاً الهدف ذاته وهو إنقاذ الدولة السورية وإقامة حكومة انتقالية بإمكانها منح الفرصة للشعب السوري لاختيار مستقبله» لكنه أضاف «نعتقد بأن الأسد لا يجب أن يكون جزءاً منها».
وحول التوتر في العلاقات، قال أحد المحللين إن «العلاقات السعودية الأمريكية لن تصل إلى نقطة الانقطاع». وأضاف فريديريك ورهي من مؤسسة «كارنيغي»: «رغم العاصفة السعودية، فإن أسس العلاقات بين البلدين، مثل التنسيق في مجال الاستخبارات وقوة إيران العسكرية، تبقى راسخة».