بغداد - (وكالات): وجه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انتقادات شديدة إلى الزعيم الشيعي مقتدى الصدر الذي سبق أن انتقد زيارته إلى واشنطن، معتبرا انه تجاوز ابسط «اللياقات الأدبية»، ووصفه بـ»الكاذب».
وجاء بيان المالكي الذي أصدره مكتبه الإعلامي رداً على بيان أصدره الصدر وانتقد فيه زيارته إلى واشنطن قائلاً إنها «استغاث بأمريكا التي أوصلت العراق إلى قعر الهاوية دون شركائه في العملية السياسية». وقال المالكي في بيانه «يؤسفنا أن يتحدث من يزعم أنه يقود تياراً دينياً بلغة لا تحمل سوى الشتائم والإساءات التي لم تفاجئ أحداً في داخل العراق وخارجه، وتتجاوز أبسط اللياقات الأدبية في التخاطب مع الآخرين».
وأكد أنه «مع التزامنا بسياسة عدم الرد عليه وآخرين لفترة طويلة والترفع عن الانزلاق في مهاترات لا تخدم العراق وشعبه» إلا أن البيان الذي أصدره مقتدى الصدر حول زيارة المالكي إلى الولايات المتحدة تضمن «إساءات متعمدة ومعلومات كاذبة حول تكاليف الزيارة». ومن جملة الاتهامات التي حملها الصدر في البيان أن المالكي «ذهب لاستجداء سلاح من أمريكا وان زيارته كلفت ملايين الدولارات وانه ذهب إلى واشنطن دون إذن من البرلمان».
واعتبر المالكي أنه «من حق مقتدى أن يمارس الدعاية الانتخابية المبكرة، لكن عليه أيضاً إلا يستخف بعقول وذاكرة العراقيين الذين يعرفون جيداً من قتل أبنائهم في ظل ما كان يسمى «المحاكم الشرعية» سيئة الصيت ومن الذي كان يأخذ الأتاوات والرشاوى وشارك في الفتنة الطائفية والقائمة تطول». وهنا يشير المالكي إلى المحاكم التي شكلتها ميليشيات جيش المهدي التي يقودها الصدر إبان العنف الطائفي. وجمد الصدر أنشطة ميليشياته بعد اشتباكات وقعت في مدينة كربلاء في أواخر عام 2008. وأضاف «كما يتذكر العراقيون الشرفاء أيضاً من تصدى بحزم وقوة بوجه تنظيم القاعدة الإرهابي وسطوة ميليشيا مقتدى التي أشاعت القتل والخطف وسرقة الأموال في البصرة وكربلاء وبغداد وباقي المحافظات».
ويشير البيان إلى معارك صولة الفرسان التي شنها المالكي ضد ميليشيات جيش المهدي في عام 2008. وحذر بيان المالكي الصدر من «رد أعنف»، وهو أشد تحذير يصدر منه ضد الزعيم الشيعي على الرغم من انتقاداته المتكررة له.
وقال «نتمنى أن يكون هذا البيان هو الأخير في ردنا على مقتدى ومن يتحالف معه، وإلا يضطرنا للرد مرة أخرى لأنه سيكون قاسياً، فالشعب العراقي الذي عانى طويلاً من الحقبة المظلمة لحزب البعث وما أعقبها من سطوة القاعدة والميليشيات، يستحق منا العمل الدؤوب لخدمته ليكون في طليعة شعوب العالم المتقدم».
يشار إلى أن الصدر ينتمي إلى التحالف الوطني الذي شكل الحكومة التي يترأسها المالكي، ولديه 7 وزراء فيها.