قال رئيس نيابة المحافظة الشمالية حسين البوعلي إن النيابة العامة طالبت بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين بقضية وفاة طفل في الحافلة المدرسية والمحجوزة للحكم في جلسة اليوم. وأضاف البوعلي، في تصريح صحافي أمس، أن «النيابة تقدمت بمرافعتها في القضية وشرحت خلالها الواقعة وأوجه الإهمال ودور كل متهم فيه وتناولت الرد على كافة أوجه الدفاع المثارة فيها والتأصيل القانوني لها». وفيما يلي نص مرافعة النيابة:
«قضيتنا عن ملاك صغير لا يملك من أمره شيئاً حتى مقدمات الموت الذي باغته يوم تركوه في الحافلة لم يقو على دفعه أو يجد منه خلاصاً، فاستسلم لقدر ربه ليكون شاهداً أمامه يوم ترد الأمانات إلى بارئها على ما لاقاه من إهمال جسيم وظلم مبين، انتظر الوالدان عودة طفلهما فلم يحضر منه سوى حقيبته بحالتها لم تُفتح، وطعامه وشرابه كما هما لم يتذوقهما، هو كل ما بقي للوالدين من طفلهما، بعض الأقلام ودفتر وألوان، وبسمة بريئة لم تكتمل، لم يحضر الصغير في موعده، ولن يحضر، هكذا أبلغوهما، ما أقسى تلك الكلمات على مسامع أم وأب، لقد مات حلمكما، وانتهى أملكما، وما سعيتم من أجله، لن تستطيع أمه أن تبدل له اليوم زيه المدرسي، وتلبسه ثياب البيت، فقد ناب عنها المتهمين في استبدال تلك الثياب بأكفان بيضاء وقد استعد قبره لاستقباله، والطفل الصغير مازالت تتساءل روحه بأي ذنب قتلت (..) نعلم أن الموت حق وما اعترضنا ولا اعترض ذوو المجني عليه، لكن المتسبب عن الموت لابد من أن يعاقب على ما فعله، تسبب إهمال المتهمين في القضاء على كل سعادة في هذا البيت، حتى لشقيقه التوأم الصغير الذي لا يعي ما هو الموت ولا يعلم حتى يومنا هذا السبب في عدم مصاحبة شقيقه له في غدواته وروحاته ولهوه ولعبه، خيم الحزن على هذا البيت، ولا أكون مبالغاً إذا قلت بأن ذلك الحزن قد خيم على جميع بيوت مملكة البحرين التي فجعها ذلك الخبر، وكل بكى راشد كما لو كان ابنه، متخوفاً في الوقت نفسه على ابنه الحقيقي من أن ينال ذلك المصير القاسي».