كتبت - عايدة البلوشي:دشنت الكاتبة إيمان الخاجة كتابها الأول «رواحل»، أمس الأول بمجمع السيف، بحضور أمين عام المؤسسة الخيرية الملكية د. مصطفى السيد. وبحسب الخاجة فإن الإصدار يأتي بمناسبة مرور 12 عاماً على صدور الأمر الملكي برعاية الأرامل بتاريخ 4 نوفمبر 2001، ويضم قصص نجاح وكفاح عدد من الأرامل البحرينيات مثال الكفاح والتحدي. وكان لـ «الوطن» هذه الوقفة مع الكاتبة إيمان الخاجة... ما فكرة الكتاب؟ - الكتاب عبارة عن قصص مجموعة من قصص أرامل المؤسسة الملكية الخيرية هي قصص نجاح وكفاح، تحمل معاني عظيمة وقيماً سامية، وتبين كيف الأم تصرفت لحظات الصعاب الذي مرت بها عند فقدان زوجها وتغير موازين الحياة إلى أمل عاشت فيه من جديد وطموح وهدف ركزت فيه، أما عن الموضوعات فتناول الكتاب 13 قصة تتحدث بلغة الواقع من لحظة وفاة زوج الأرملة حتى هذه اللحظة. وماذا عن عنوان الكتاب؟- اخترت اسم (رواحل) اقتباساً من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما الناس كالإبل المائة لا تكاد تجد فيها راحلة). والرواحل (جمع راحلة) فإنها ذات رحمة، وتسبق الجميع وتبادر لتأمن المسير، فتخطط وتضع الرؤى وتنفع مجتمعها. هل ركز الكتاب على الجانب الإنساني والاجتماعي؟ - نعم .. الكتاب ركز على جانب التحدي والكفاح، فالقصص كثيرة في الحياة منها تحمل التحدي والحزن والنجاح إلخ..، ونحن لابد أن نبرز هذه القصص حتى تكون مثالاً لكثير من الناس الذين يمرون بظروف متشابهة، والهدف منه كل امرأة وأرملة تمر بظرف مشابهة تنظر إلى أمثالها من النساء وكيف كان واقعهم وتحدوا هذا الواقع، وبطبيعة الحال الموضوع صعب ومؤلم جداً، أن يختل أحد أعمدة البيت، لكن هذه القصص تبين لها أنها ليست الوحيدة تمر بهذه التجربة وأنها ممكن تعيش مع أبنائها وتحقق طموحاتها وتصنع مستقبل أبنائها، حيث إن كثيراً من النساء تعشن في دائرة الخوف والقلق ويراودها: كيف تربي أبناءها.. إلخ..، فهذه القصص كما ذكرت تبين لهم أنها تستطيع تربية أبنائها وتحقيق نجاح لهم وتتخطى الصعوبات، لأنه هناك أرامل كثر منهم قديمة الترمل ومنهم لم تكمل العشر سنوات، ومنهم من لديها أطفال صغار ولكن هذه القصص تبين أنه لابد مع العسر يسراً. هل صادفتك صعوبات في الإصدار؟ - لم أواجه صعوبات حقيقية، لكن تم الإعداد والعمل عليه منذ حوالي سنة ونصف، حيث إن بعض الأرامل واجهوا صعوبات، فهناك أرملة مرت بظرف صعب حيث تعرض ابنها لحادث وهناك قصص تسرد وتحتاج إلى إعادة تغيير، وهناك من الأرامل من لاتريد أن تتحدث في بادئ الأمر وتعود إلى تلك الأيام الصعبة بالنسبة لها، لكن بفضل الله استطعت الحديث معهن والاطلاع على نماذج بالفعل واجهت التحدي والصعاب، إلا أنها مضت قدماً في تربية أبنائها. ماذا عن دعم الإصدار؟ - المؤسسة الملكية الخيرية هي التي أصدرت هذا الكتاب بمناسبة مرور 12 عاماً على صدور الأمر الملكي برعاية الأرامل ، كان الأمر الملكي في 4 نوفمبر 2001 والكتاب أصدر في 2013 . وكان هناك دور كبير للأساتذة مثل الشاعر الكبير علي الشرقاوي في تحفيزي لنقل هذه القصص ليقتدي بها الناس، كما لا أنسى دور جميع العاملين في المؤسسة وعلى رأسهم د. مصطفى السيد، ومدير إدارة العلاقات العامة والإعلام عادل المحميد ورئيس قسم الإعلام أحمد جاسم ورئيس قسم المساعدات الإنسانية بدر قمبر، فجميعهم قدموا لي العون والمساعدة في تحقيق وإصدار هذا الكتاب. وهل كان لأسرتك دور؟ - أسرتي لها دور كبير دائماً في جميع الأمور ودائماً تساعدني، وتشجعني وتحثني لتقديم المزيد، لذلك أقدم شكري وتقدير لهم. وبرأيك ما واقع اهتمام البحرين بمشاكل الأرامل؟- بعد عملي في ملحق الأسرة بصحيفة الوطن وما عشته في المؤسسة، ومقارنة بالدول الخليجية، فإن مملكة البحرين تهتم في هذه الفئات من خلال المؤسسة والمجلس الأعلى للمرأة والمؤسسة الملكية الخيرية، فهذه الفئة تحتاج إلى الدعم المادي والمعنوي، كما يحتاجون تسهيلات في مجالي الإسكان والصحة.السيد: دعم الأرامل جزء من البرنامج الإصلاحي للملك قال أمين عام المؤسسة الخيرية الملكية د. مصطفى السيد، على هامش تدشين الكتاب إن «رواحل» يحمل مجموعة من قصص نجاح وكفاح للأرامل، ويعد في غاية الأهمية، حيث يبرز دور حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى في دعمه لفئة لأرامل والأيتام وهو دليل أيضاً على نجاح البرنامج الإصلاحي، ويبين أن المملكة تهتم بهذه الفئات من المجتمع البحريني وتقدم لهم الدعم مادياً ومعنوياً، مشيراً إلى أن الرعاية من قبل المؤسسة الخيرية الملكية شاملة، ولدينا برامج شامل لدعم هذه الفئة وتشجيعهم سواء في المناسبات أو غير المناسبات، بدعم من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الداعم الأول لجميع أنشطة المؤسسة. وأضاف السيد: في ما يتعلق بالكتاب، وكما رأينا هناك مجموعة من الأرامل عاشت قصص نجاح وكفاح وتخطت الصعاب من أجل مستقبل أبنائها وحولت الألم إلى صبر وانطلاق العمل من جديد وأيضاً وصلت منهن إلى الإبداع. لذلك ارتأينا جمع هذه القصص في كتاب ليكون بمثابة دليل على نماذج حقيقية لتخطي الصعاب وتحقيق الأهداف، فنقرأ بين القصص المرأة الطموحة والمرأة التي صبرت طويلاً والأم المثالية ..إلخ، فهذه القصص تستحق التوثيق والعرض. وأكد أن المؤسسة الملكية الخيرية تشجع الشباب على العطاء والإبداع والتميز والاطلاع والمعرفة، لأنه مردود كل هذه الأمور تعود على الأجيال المقبلة، وعلى المؤسسة نفسها، بالتالي نحرص كل الحرص على دعم هذه الأفكار الإبداعية، ومن جهة أخرى نحاول دعم فئات المجتمع من الأرامل والأيتام، ولدينا كثير من البرامج التي تهدف إلى دعم الشباب وكافة فئات المجتمع البحريني. ومن جانبه بين رئيس قسم الإعلام بالمؤسسة الملكية الخيرية أحمد جاسم أن أهمية الكتاب تكمن في توثيق هذه القصص التي حكت جميعاً من الواقع وحملت قصص نجاح وكفاح رغم الألم والمعاناة، حيث إن هناك صوراً بالفعل مشرقة من هذه الفئة استطاعت تحدي الصعاب وتربية أبنائها وتحقيق أهدافهم وطموحاتهم، والكتاب عبارة عن قصص كفاح ونجاح لــ13 أرملة تستحق الإبراز والعرض. وأكد أن المؤسسة الخيرية الملكية تهتم بالطاقات الشبابية كافة، ورعاية المؤسسة لهذا الكتاب حلقة في سلسلة طويلة من الأنشطة التي تهتم بها المؤسسة، حيث لدينا في المؤسسة قسم المشاريع والأنشطة ومن خلاله نقوم بالاهتمام بكافة الأنشطة والبرامج. أرملة أكبر من العثرات بدأت حكايتي منذ العام 1992 عندما توفى زوجي بعد صراع مع المرض ورحلة علاج طويلة امتدت بين المكوث في المستشفى والسفر في الخارج، استغرقت قرابة 6 سنوات حتى وافته المنية واختاره الله. وبعد وفاته شعرت بالوحدة والمسؤولية الثقيلة التي سأحملها على عاتقي،فأنا في العقد الثالث من العمر ولدي 4 أطفال، 2من الأولاد و2 من البنات يبلغون من العمر 12 و7 و3 سنوات والصغرى 4 شهور، اعتصر قلبي ألماً، خصوصاً وأني جربت الشعور مسبقاً كوني يتيمة الأب ولا أخوة أوأولاد لدي ليكونوا سنداً لي، لذا لم أجد إلا الصبر واللجوء إلى الله وتربية الأبناء على أحسن وجه هو الملاذ لتخفيف حزني ومواصلة دربي فلملمت شتات نفسي واستجمعت الحزن الكبير لأحوله إلى رضا يملأ حياتنا وفتحت نافذة النور أمام أبنائي لأواصل مشوار حياتي معهم وأوصلهم إلى مراكز مرموقة ترتقي بوطننا .ذقت مرارة الحياة في البداية، فكان كل ما حولي مظلماً، الحمل الثقيل والخبرة القليلة، ولكن رب العالمين هون علي مصابي ومسح قلبي بالصبر والرضا فتحديت نفسي مرة أخرى وأصررت على النجاح والمثابرة والاستمرار في الحياة بقوة ,وتربية أبنائي تربية صالحة حتى نجحت وتمكنت من الوقوف على قدمي ورعايتهم وحينها اعتمدت على نفسي اعتماداً كلياً من الناحية المادية، فزوجي رحمه الله لم يكن له دخل ثابت وكان كل ما يملك ورشة تجارة تم بيعها في حياته بسبب عدم التفرغ والمرض، وأنا موظفة ولي راتبي الشهري الثابت، بعدها بدأت أبواب الرزق تفتح أمامي والحمدلله، كفلت الجمعية الإسلامية ثلاثة من أبنائي براتب شهري ومصاريف المناسبات الخاصة كالأعياد والمدارس،وبعدها أكملت المؤسسة الخيرية الملكية الدور، ولن أنسى وقوف الأهل والأصدقاء إلى جانبي ومساندتهم لي ومؤازرتي في محنتي التي أحمد ربي وأشكره أنه اختارني لأكون في هذا الموقف وأعيش حياة أشعر بلذتها وطعمها من خلال دوري فيها .بعدها مررت بلحظات شعرت فيها بالعجز والاستسلام، وأصعب شعور مررت به هو إحساسي بأن المسؤولية كلها ملقاة على عاتقي وأنني الوحيدة المسؤولة عن اتخاذ القرارات في كل شيء حاولت ترتيب أموري من الأهم فالمهم وهكذا، وسعيت رغم صعوبة الظروف إلى توفير جميع مستلزمات الأبناء، وكان تركيزي منصباً على تربية الأبناء ومستواهم الأدبي والأخلاقي وتوفير الاحتياجات لهم. أما أقسى شعور واجهني وترك الحيرة أمامي هو تصليح ما يخرب في المنزل والبحث عمن يصلح الخلل وإحضار العمال، وفي هذه الأوقات أشعر بالعجز، فأنا لا أعرف هل عملهم صحيح أم لا ؟ ولا أعرف كيف أدير الأمر بنفسي، فأبنائي صغار لايمكنهم معاونتي.أبيت استسلم لهذه اللحظات الصعبة والتجأت إلى رب العالمين بالدعاء، فهو المعين لكل شيء وتقلبت بين أمواج الحيرة والمسؤولية والوحدة رغم كل هذه المشاعر المختلفة إلا أنني ركزت نظري على هدفي غير آبهة لكل هذه الصعوبات وحملت على عاتقي أن يتابع أبنائي دراستهم وأن أهتم بمستواهم الدراسي، فكنت أوصلهم إلى معاهد التقوية عند الحاجة وأهتم بصحتهم عند المرض، وفي الصباح أوصلهم إلى مدارسهم وظهراً أتفق مع سيارة خاصة لإرجاعهم أو العودة في باصات المدرسة ولأن الأم هي القلب الحنون وأمدني وجود والدتي رحمها الله معي في المنزل بالقوة والصبر، فهي ساعدتني على رعاية أبنائي والاهتمام بهم، كما أعانني وجود خادمتي في ترتيب أمور المنزل وسد مكاني لحين عودتي من العمل، ولله الحمد تميز أبنائي بالهدوء ولم يتعبوني بشكل كبير.وكلما رأيتها تنفرج أجد الطريق يغلق أمامي مرة أخرى، ومع الأيام أيقنت أن المسؤولية تزداد بكبر الأبناء، وأنا أم أملك قلباً يخشى على فلذات كبده من أي مكروه ويظل متيقظاً لهم دائماً. كنت كثيرة الخوف عليهم، مرت أيام أحسست بمدى حاجتي إلى وجود زوجي رحمه الله إلى جانبي وخصوصاً أن وجودي في اليوم المفتوح لأولادي في المرحلة الثانوية يسبب لهم نوعاً من الإحراج مع كثرة الآباء الرجال هناك وقلة الأمهات، ولا أنسى موقف ابني وشعوره بأنه أقل من بقية زملائه في ذلك الوقت، تألمت حينها كثيراً وتألمت أيضاً عند عقد قران ابنتي وزواجها فوجود الأب في هذا اليوم له أهمية كبيرة.رغم وجود أمور كثيرة لم أتمكن من مواجهتها أو الإجابة عليها إلا أن المؤسسة الخيرية الملكية تبنت جزءاً من هذا لدور وهو الجانب النفسي لليتيم والأرملة في نواحٍ كثيرة فخففت من حدة التوتر والخوف.