لأن البحرين مختلفة هذا العام، ولأنها تستحق أن تطل دوماً بوجهها الثقافي، ولأن ما تحتضنه من بنيان معاصر لا يقل أهمية عن إرثها الحضاري، اختارت منامة السياحة حدث الفورمولا بوابة لفصل السياحة الرياضية، وجدت في التظاهرة الكبرى فرصة لإعادة ترتيب برامجها ومشروعاتها السياحية.
وزارة الثقافة وبعد أن غادرت فصل السياحة الثقافية، استعدت لفصل السياحة الرياضية والفورمولا كان الهدف، ولقرب انطلاق الحدث نظمت الوزارة بالتعاون مع إدارة حلبة البحرين الدولية جولة سياحية للصحافيين المشاركين بتغطية فعاليات السباق.
سباق الفورمولا يمثل هذه السنة توجهاً يجمع بين الحدث العالمي لسباق السيارات والإيقاع الثقافي والسياحي، أبريل جاء متزامناً مع فصل السياحة الرياضية، والسباق فرصة مثالية لإعادة توظيب المشاريع الثقافية السياحية لتتقاطع مع هذا الوجود الإنساني المكثف.
توجه الصحافيون إلى قلعة عراد وقفوا أمام حصن منيع حمى البحرين خلال فترات زمنية مختلفة، قبل أن تتحول القلعة إلى مشهد معماري يؤكد مكانة البحرين بالتاريخ العالمي ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، ويحتضن المهرجانات الثقافية والترفيهية على مدار العام.
بعدها ذهب الوفد إلى متحف البحرين الوطني حيث حصلوا على فرصة لاستعراض حقب تاريخ البحرين الزاخر بتعدد ثقافات متعاقبة على مدى آلاف السنين، والتعرف على قسم العادات والتقاليد المحلية، ثم يمموا شطر معرض «أسطنبول - البحرين» وفي حقيبته أعمالاً مختلفة يصل عددها إلى 244 عملاً فنياً لـ94 فناناً عاصروا فترات من مراحل تركيا.
انطلقت الجولة بعدها قاصدة مسرح البحرين الوطني الذي يمثل صرحاً ثقافياً عريقاً يطمح إلى تحقيق تطوير أدائي وفني على مستوى كافة الفنون، إضافة إلى اعتماد المملكة على المسرح الوطني كمعلم ثقافي يفتح مسارات بين العوالم وثقافات الشعوب وفنونها، بتمكينه المبدعين المسرحيين والفنانين من تبادل الخبرات والآراء والمكونات الحضارية.
آخر محطات الجولة كانت مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث، وما يمثله من ملتقى للثقافة وما يتصل بشؤونها، وزيارة ما يحيط به من بيوت المحرق ذات الطابع البحريني التقليدي.
وفد الصحافيين ختم جولته في مقهى زعفران بالمحرق، وهناك كان على موعد مع مطبخ بحريني حافل ومميز.