عواصم - (وكالات): سيطرت القوات النظامية السورية أمس مدعومة بعناصر من «حزب الله» اللبناني، على بلدة السبينة الأساسية جنوب دمشق، والتي كانت تشكل خط إمداد رئيس لمقاتلي المعارضة جنوب العاصمة. في غضون ذلك، أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أنها فتشت 22 موقعاً من أصل 23 موقعاً في سوريا، في حين دعت المعارضة الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي لالتزام «الحياد» في مهمته لجمع توافق حول مؤتمر «جنيف 2» لحل الأزمة، معتبرة أن «إلقاء الإبراهيمي اللوم على المعارضة» يعكس «فشله في التوصل إلى صيغة مناسبة» لعقد المؤتمر.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وعناصر «حزب الله» اللبناني ومقاتلي لواء أبو الفضل العباس المؤلف بغالبيته من مقاتلين عراقيين شيعة سيطروا على بلدة السبينة، اثر «اشتباكات عنيفة» استمرت 9 أيام.
وأوضح أن البلدة المحاصرة منذ نحو عام، تشكل خط إمداد رئيس لمقاتلي المعارضة المتحصنين في الأحياء الجنوبية لدمشق، والتي تحاول القوات النظامية استعادتها.
وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن السبينة كانت تعد «أحد المعاقل الأساسية» لمقاتلي المعارضة، وان سيطرة النظام عليها تقطع «كل خطوط الإمداد» عنهم نحو جنوب العاصمة.
من جهته، أكد التلفزيون الرسمي السوري السيطرة على بلدات السبينة الكبرى والسبينة الصغرى وغزال في ريف دمشق. وعرض التلفزيون لقطات مباشرة من السبينة، أظهرت دماراً هائلاً وشوارع مقفرة وتحصينات عسكرية. وأفاد مصدر أمني سوري أن السيطرة على السبينة «مهمة» لأن البلدة «كانت تشكل صلة وصل بين الغوطة الشرقية والغوطة الغربية، وكانت مركز إمداد للمسلحين بالسلاح والعناصر».
وأشار إلى أنه «بطرد المسلحين، أغلق هذا الباب واستكمل إنجاز السيطرة على الغوطة الغربية بالكامل تقريباً، وتضييق الخناق على الغوطة الشرقية». ويأتي التقدم الجديد بعد أسابيع قليلة من استعادة النظام بلدات الحسينية والذيابية والبويضة جنوب العاصمة قرب طريق مطار دمشق الدولي.
وأشار عبدالرحمن إلى «خلافات بين المقاتلين»، تتيح للقوات النظامية التقدم في الفترة الماضية، علماً بأنها استعادت كذلك الأسبوع الماضي مدينة السفيرة الاستراتيجية في ريف محافظة حلب.
وتعرضت الغوطة الشرقية والغوطة الغربية لهجوم بالأسلحة الكيميائية في 21 أغسطس الماضي، اتهمت المعارضة والدول الغربية النظام بالمسؤولية عنه. وأصدر مجلس الأمن في سبتمبر الماضي قرارا قضى بنزع الترسانة الكيميائية السورية بحلول منتصف 2014. وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المكلفة بالإشراف على عملية التخلص من هذه الترسانة، إنها فتشت بواسطة كاميرات موقعا من اثنين كانت تجنبتهما لأسباب أمنية، مشيرة إلى أن البعثة المشتركة بينها وبين الامم المتحدة تكون بذلك «22 من 23 موقعاً حتى الآن». وأعلنت المنظمة الخميس الماضي أن كل مخزون سوريا المعلن من هذه الأسلحة وضع تحت الأختام، إلا أن سبل تدميرها تبقى موضع جدل. من جانبه، أعلن ناطق باسم وزارة الخارجية البلجيكية أن واشنطن طلبت بشكل غير رسمي من بعض حلفائها المساعدة على تدمير الترسانة السورية.
وقال إن «الأمريكيين قاموا بزيارة عمل استطلاعية بداية أكتوبر الماضي إلى بلجيكا والنرويج وفرنسا وألبانيا للاطلاع على قدرات هذه البلدان في مجال معالجة الأسلحة الكيميائية»، مؤكداً أنه «لم يصدر طلب رسمي بل كان اتصال يهدف إلى مطالبة تلك الدول بسلسلة من الخيارات».
وفي حين تمنع المنظمة الدول من نقل مخزونها إلى دول أخرى، أجاز قرار مجلس الأمن 2118 للدول الأعضاء المساعدة في نقل مخزونات لتدميرها «في أسرع وقت». ويفترض أن تعلن المنظمة قبل 15 نوفمبر الجاري خارطة طريق لتدمير الترسانة الكيميائية.
سياسيا، طالب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي بـ«التزام الحياد أثناء أدائه لمهامه»، وذلك غداة قوله إن المعارضة «منقسمة وليست جاهزة» للمشاركة في مؤتمر جنيف 2. واعتبر الائتلاف المنقسم حول المؤتمر والذي يواجه ضغوطاً دولية للمشاركة، أن مهمة الإبراهيمي «كما يفهمها الشعب السوري، هي السعي لتحقيق تطلعاته المشروعة، ورفع المعاناة عنه، أو التزام الحيادية على أقل تقدير»، وذلك في بيان أصدره أمس. واعتبر الائتلاف أن «إلقاء الإبراهيمي اللوم على المعارضة» يعكس «فشله في التوصل إلى صيغة مناسبة» لجنيف 2.
وعقد لقاء ثلاثي الثلاثاء الماضي في جنيف بين الإبراهيمي ومسؤولين روس وأمريكيين، فشل في الاتفاق على موعد للمؤتمر الذي كان يؤمل عقده نهاية نوفمبر الجاري، بمشاركة ممثلين للنظام والمعارضة.
ويشكل مستقبل الأسد نقطة خلاف جوهرية، إذ تريد المعارضة أن يكون المؤتمر مقدمة لمرحلة انتقالية وجدول زمني لنقل السلطة، في حين ترفض دمشق مجرد البحث في مصير الرئيس الأسد. من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن لدى بلاده «أدلة جديدة» على أن الصحافيين الفرنسيين الأربعة الذين خطفوا في سوريا، لايزالون على قيد الحياة. ميدانياً، تواصلت أعمال العنف في مناطق عدة. ففي محافظة الحسكة، حقق المقاتلون الأكراد تقدماً إضافياً على حساب الجهاديين المرتبطين بتنظيم القاعدة، بسيطرتهم على قريتين تضافان إلى المناطق الواسعة التي سيطروا عليها في الأسابيع الماضية.
وفي دمشق، أصيب 7 أشخاص في سقوط قذيفتي هاون على حيي القصاع وباب توما المسيحيين وسط دمشق، بحسب المرصد. ويتكرر في شكل يومي سقوط قذائف الهاون على أحياء في دمشق. ويتهم النظام المقاتلين بإطلاقها من معاقل لهم قرب العاصمة. وفي عمان، أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للعاهل الأردني الملك عبدالله مساندة بلاده للمملكة في التعامل مع أزمة اللاجئين السوريين الذين تستضيف قرابة نصف مليون منهم. كما اعلن أن تحديد موعد عقد مؤتمر «جنيف 2» سيتم خلال اسبوعين.
وفي تركيا، صادرت الشرطة شحنة من الأسلحة في مدينة أضنة القريبة من الحدود السورية، تشمل «1200 رأس صاروخ». ورجحت أن يكون المكان الذي تنقل إليه الأسلحة «خارج الحدود التركية».