أعلن مفاوضون أن مباحثات «معقدة جداً» حول البرنامج النووي الإيراني المختلف بشأنه، تدور في جنيف لبحث مقترح تقدمت به إيران في مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.
وقال عباس عراقجي الذي يقود فريق المفاوضين الإيرانيين، في تصريحات للتلفزيون الإيراني «قبل الطرف الآخر الإطار المقترح من إيران الذي يشمل خطوة أولى وخطوة أخيرة وخطوات بينهما، ونحن نبحث الآن التفاصيل».
وأوضح عراقجي أن هناك جلسات عامة وجلسات على انفراد ثم محاولة لصياغة نص مشترك بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزير خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي ترأس الاجتماعات.
وأضاف «أمامنا عمل صعب. وبين مواقف الطرفين اختلافات هامة ولن يكون من السهل تقريب هذه المواقف لكن ما هو مهم هو أن الطرفين لديهما إرادة للقيام بذلك» معتبرا انه من المبكر جداً القول إن وجهات النظر تتقارب.
وقال المسؤول الإيراني للصحافة الإيرانية إن «تعليق التخصيب هو خطنا الأحمر» مضيفاً «التخصيب سيستمر بالتأكيد في إيران». وأكد أن «على الطرفين اتخاذ إجراءات لإرساء الثقة المتبادلة، وسنتخذ إجراءات بنفس قيمة الإجراءات التي يتخذها الطرف الآخر في إطار الاعتراف بحقوقنا ورفع العقوبات». من جانبه قال مايكل مان المتحدث باسم أشتون إن «المباحثات معقدة جدا وهي تدخل الآن مرحلة جدية». وأضاف «المرحلة الأولى كانت جيدة» في إشارة إلى الجلسة العلنية صباح أمس التي استمرت 45 دقيقة. وتشمل المباحثات جانبا سياسيا وجانبا تقنيا، بحسب مان الذي أكد أنه هناك اتفاق بين المشاركين بالتكتم على محتوى المباحثات حالياً.
ويلتقي مفاوضو إيران ودول 5+1 «الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا وألمانيا» في محاولة للخروج من نحو 10 سنوات من المواجهة بشان البرنامج النووي لإيران الذي تشتبه القوى الغربية الكبرى بأنه يهدف إلى الوصول إلى القدرة على إنتاج سلاح نووي. ومن المقرر أن يلتقي ظريف وأشتون مرة ثانية، في وقت لاحق. والاتفاق الأولي الذي يعتبره الأمريكيون «خطوة أولى» يمكن أن يشمل تخصيب اليورانيوم في مقابل تخفيف «محدود ومحدد وقابل للمراجعة» للعقوبات التي تؤثر بشدة على الاقتصاد الإيراني، بحسب ما أفاد مسؤول أمريكي.
وكشفت إسرائيل جانباً من محتوى المباحثات داعية القوى الكبرى إلى رفض مقترح إيراني محتمل وصفته بأنه «سيء».
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قبول الاقتراح الإيراني الذي يجري بحثه خلال محادثات جنيف بين القوى الكبرى وطهران، معتبراً أن ذلك «سيكون خطأ تاريخياً».
وقال نتانياهو خلال مؤتمر صحافي في القدس المحتلة «هذا الاقتراح سيسمح لإيران بالاحتفاظ بقدرتها على صنع أسلحة نووية» لأنه يخولها مواصلة تخصيب اليورانيوم. وأضاف «إسرائيل تعارض بالكامل هذه الاقتراحات، واعتقد أن قبولها سيشكل خطأ تاريخياً».
وقال مسؤول إسرائيلي طالباً عدم ذكر اسمه «خلال الساعات الأخيرة علمت إسرائيل أنه سيتم تقديم عرض إلى مجموعة 5+1 في جنيف مفاده أن إيران ستوقف كل أنشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% وستبطئ أعمال البناء في مفاعل المياه الثقيلة في أراك وذلك مقابل تخفيف العقوبات» المفروضة عليها.
وأضاف أن «إسرائيل تعتقد أن هذا اتفاق سيء وستعارضه بشدة».
والمفاوضون يواجهون ضغوطاً في واشنطن مع كونغرس يميل إلى تشديد العقوبات الاقتصادية على إيران، وفي إيران مع الجناح المتشدد للنظام المعارض لأي تنازل حول تخصيب اليورانيوم الذي يعتبره حقا. ويشكك هذا الجناح أيضاً في النوايا الأمريكية.
والغربيون وإسرائيل مصممون على وقف برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم الذي يشتبه في انه يرمي إلى صنع سلاح ذري وهو ما تنفيه طهران التي تشير إلى حقها في الطاقة النووية المدنية.
وفي باريس، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن فرنسا وكذلك «الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي والأسرة الدولية» تقول إن «إيران يمكنها امتلاك حق استخدام النووي المدني لكن القنبلة الذرية، لا». من جانب آخر، تبنت «حركة جيش العدل» السنية في بيان على موقعها الإلكتروني اغتيال مدعي عام مدينة زابل في سيستان وبلوشستان على الحدود مع أفغانستان، رداً على إعدام 16 سجيناً قبل أكثر من أسبوع. وقالت حركة جيش العدل إنها قامت «في عملية نوعية محكمة ومرصدة بتصفية المدعو موسى نوري قاضي محاكم منطقة زابل والعضو الرئيس في محكمة زاهدان المركزية محرر ورقة الإعدام لـ16 شاباً بلوشياً سنياً من السجناء السياسيين في سجن زاهدان المركزي قبل أكثر من أسبوع».
وأعلن مدعي عام سيستان بلوشستان إبراهيم حميدي أن «مدعي عام زابل موسى نوري قتل بايدي مجهولين كما قتل سائقه». وأوضح أن «المهاجمين أوقفوا سيارة المدعي العام وأطلقوا النار عليها ببندقية كلاشنكوف».
وكان أربعة من أعضاء حركة جيش العدل قتلوا في اشتباك في 29 أكتوبر الماضي. وقبل 4 أيام من ذلك، تبنت الجماعة هجوماً على مركز حدودي إيراني بالقرب من باكستان أودى بحياة 14 شخصاً.
وبعد ساعات من هذا الهجوم، أعدم 8 سنة و8 من مهربي المخدرات شنقاً في زاهدان، كبرى مدن المحافظة.
«فرانس برس»