كتبت - شيخة العسم:
اختلاف الأذواق نعمة، وإلا لبار كل شيء وليست السلع وحسب. وإذا كان هناك من يفضل البشرة البيضاء فإن هناك من يرغب بالبشرة السمراء!. كذا قضى الله تعالى أن تختلف الأذواق من أجل عمارة الحياة الدنيا.
ذلك ما يؤمن به مبارك الكعبي «كما يقول المثل «لو كل من يه ونير ما ظل في الوادي شجر» هكذا هي الحياه لو أعجب الجميع بنفس الشكل وبنفس المستوى لكانت هناك مشكله، فمن المستحيل أن يكون لجميع البشر نفس الذوق، ولو كان هذا لبقيت السلع ولم تتزوج أو يتزوج القبيح مثلاً، ولكان هناك أزمة في نوع من الأطعمة والفواكه بسبب الطلب على نوع معين، فسبحان من جعل هذا الاختلاف في فطرة الإنسان».
أما الشاب حسن محمد فيقول: لم أستوعب مدى وجود اختلاف في الأذواق بشكل غريب إلا بعد أن توجهت إلى العمرة مع صديقي الوسيم أبيض البشرة وكان ملتزماً إلى حد كبير، وكان دعاؤه الوحيد في الطواف «يا رب ارزقني زوجة داكنة البشرة» سمراء!. استغربت من دعائه في المرة الأولى اعتقدت أنه يمزح، ولكن ظل يكر الدعاء كثيراً، وبعد أن انتهينا سألته فأجاب بأنه يرى السمراء هي المعنى الحقيقي للجمال، عندها أدركت حقيقة أن يكون هناك اختلاف جعل منا أمة متعايشة ومستمرة في الحياة.
بدورها تقول إيمان جاسم: استغربنا كثيراً من أخي، حيث إنه وضع شرط الجمال في خطبة الفتاة التي نختارها له، وبعد فترة قامت أمي بخطبة واحدة لأخي، والعجيب أنه وافق عليها من أول مرة، رغم أن جمالها متواضع جداً وكانت ممتلئة ولكنها خلوقة فوافق عليها، وبعد أن سألته قال أنا أجدها أجمل بكثير من الأولى، فعرفت أنه ليس من الضروري ما يعجبني أن يعجب غيري، فأنا أرى الجمال من زاوية يراها آخرون من زاوية أخرى بجزئها البشع.
ورغم أن زوجها أبيض تجد شيماء في الرجال السمر قمة الرجولة، وكانت تتمنى الاقتران بواحد منهم.
ومن جانبها تؤكد سمية جابر أن أول ما يلفت النظر في الطفل هو شهرة المتجعد ولونه الأسمر، فهي تفضل الأطفال ذوي الشعر المتجعد كثيراً، «دائماً ما أخبر صديقاتي أنني أتمنى الحصول على طفل بهذه المواصفات، ويجبنني: من أين لك هذا وأنت بيضاء ذات شعر ناعم.
ومن جهتها تقول أم جلال: في السابق كانت أمهاتنا يطلقن هذا المثل عندما يقوم شاب وسيم بخطبة فتاة قبيحة أعجبته «مثل إلي عجبته حصاية وشالها».