عواصم - (وكالات): توجه وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا على عجل أمس إلى جنيف للانضمام إلى نظيرهم الأمريكي جون كيري في المحادثات الجارية حول الملف النووي الإيراني، ما يعزز فرضية التوصل إلى اتفاق تاريخي وشيك بعد سنوات من الجمود، فيما أعلن كيري أنه لم يتم التوصل «حتى هذه اللحظة» إلى اتفاق حول البرنامج النووي الإيراني. وقطع كيري جولته في الشرق الأوسط بغية «المساعدة على تقليص الخلافات في المفاوضات»، وبناء على دعوة وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون التي ترأس المحادثات. وقد غادر مطار بن غوريون في تل أبيب ظهر أمس. وسيلتقي في جنيف الأعضاء الأوروبيين في مجموعة 5+1 المكلفة التفاوض بشأن اتفاق على البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل.
وقد وصل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى سويسرا صباح أمس.
وصرح فابيوس لدى وصوله «نريد اتفاقاً يكون أول رد قوي على مخاوفنا المرتبطة بالنووي الإيراني. هناك تقدم في هذا الملف لكن لا شيء مؤكداً بعد». وأعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من جهته على حسابه على موقع تويتر «أتوجه إلى جنيف للمحادثات حول النووي الإيراني». كذلك سيحضر وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي إلى جنيف للمشاركة في المفاوضات. في المقابل لم يقرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التوجه إلى جنيف بحسب أحد المتحدثين باسمه. وقد أكدت الإدارة الأمريكية أن الانتقادات التي عبرت عنها إسرائيل بشأن اتفاق مرحلي مع إيران حول برنامجها النووي «سابقة لأوانها».
وقال جوش ايرنست مساعد المتحدث باسم الرئيس الأمريكي باراك أوباما انه حتى الآن «ليس هناك اتفاق» في مفاوضات جنيف.
وعبرت إسرائيل من جهتها عن غضبها محذرة الغربيين من أي اتفاق مع إيران عدوها اللدود مؤكدة أنها لن تكون معنية بمثل هذا الاتفاق.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل توجه كيري إلى جنيف للقاء نظيره الإيراني محمد جواد ظريف وممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، «إنه اتفاق سيء جداً وإسرائيل ترفضه بقوة»، مندداً بـ»صفقة القرن» بالنسبة لإيران أثناء اجتماع منفرد مع كيري استمر ساعتين في مطار بن غوريون بتل أبيب. من جهته، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اثر مباحثات عبر الهاتف مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند حول البرنامج النووي الإيراني أن محادثات جنيف حول هذا البرنامج «توفر فرصة لإحراز تقدم حقيقي».
وتتمحور المحادثات «البالغة التعقيد» بين إيران ومجموعة الدول الكبرى 5+1 حول اقتراح إيراني يدل على تغيير في النهج بشأن هذا الملف منذ انتخاب الرئيس المعتدل حسن روحاني في أغسطس الماضي.
وبحسب الاقتراح الذي لم يعلن مضمونة توافق إيران على تجميد جزء من برنامجها المثير للجدل مقابل رفع بعض العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.
وقال ظريف إن التوصل إلى اتفاق أمر ممكن قبل إنهاء المحادثات في جنيف.
لكنه استبعد وقف تخصيب اليورانيوم «بأكمله». وأكد الوزير الإيراني «لن يكون هناك وقف لعملية التخصيب بأكملها لكن يمكننا أن نعالج مسائل مختلفة مطروحة على الطاولة». وصرح مسؤول أمريكي كبير أن الولايات المتحدة مستعدة لتعرض على إيران تخفيفاً محدوداً للعقوبات أن وافقت طهران على «خطوة أولى» لم توضح. من جانبها، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مديرها العام يوكيا أمانو سيزور طهران ليستأنف الإثنين المقبل المفاوضات النووية.