قال الرئيس السابق للمخابرات السعودية الأمير تركي الفيصل إن «المسألة السورية أثبتت خطأ السياسة الأمريكية»، مؤكداً أن«قرار المملكة العربية السعودية الاعتذار عن مقعدها في مجلس الأمن، قرار مدروس ومحسوب، تم اتخاذه في ضوء الحالة السائدة بمجلس الأمن، خصوصاً ما يتعلق منها بالشأن السوري، إضافة إلى مسألة الملف النووي الإيراني والملف الفلسطيني الذي ظل يراوح مكانه منذ سنة 1947». وأضاف الأمير تركي، في حديث لمجلة «سلات» الأمريكية أن «الأسرة الدولية ككل مخطئة في هذا الشأن - الروس مخطئون لأنهم يمدون بشار الأسد بالأسلحة ويسهلون له المزيد من القتل، والصينيون مخطئون لأنهم استعملوا حق النقض ضد كل الخطوات التي قامت بها الأمم المتحدة لوقف القتال، والأوروبيون مخطئون في عدم مد المعارضة باحتياجاتها من السلاح، والأمريكان مخطئون أيضاً في عدم توفير الأسلحة للمعارضة وهذا موقف إجرامي تجاه الشعب السوري». وأشار إلى أن» المعطيات الحالية في الوضع السوري، تشير إلى أن القتال سيتواصل، وبشار سيظل في السلطة، كونه الآن تحت حماية مجلس الأمن، بسبب القرار المتعلق بإزالة الأسلحة الكيميائية وتصريح كاري الأخير الذي قال فيه إن الرئيس السوري باق في السلطة حتى يتم القضاء على الأسلحة المذكورة والكل يعرف أن ذلك لن يحدث في أقل من سنة». وقال الفيصل إن «حلّ معضلة القضية الفلسطينية سيقلّل من تدخّل إيران في الشؤون العربية لأنّ إيران تسوّق صورة لنفسها على أنها محررة الفلسطينيين والسوريين وهذا سيؤدي إلى التساؤل عن سبب دعم روسيا والصين وإيران للأسد الذي لم يكن عفويّاً البتّة». وفي ما يلي نص الحوار:
دول الخليج تدرس الحصول على «النووي» إذا امتلكته إيران
قرار رفض مقعد الأمن «مدروس» ولم يكن حركة انفعالية
لا أدري إن كان الرئيس أوباما فهم الرسالة السعودية أم لا
عدم تسليح أمريكا للمعارضة موقف إجرامي تجاه الشعب السوريمن اتخذ قرار رفض السعودية لمقعدها في مجلس الأمن؟
إن القرارات ترجع في نهاية الأمر لجلالة الملك، لكن لم يكن هذا القرار وليد نزوة أو حركة انفعالية كما وصفته بعض الصحف المحلية، إنه قرار مدروس ومحسوب. وفي نظري تم اتخاذ القرار هذا في ضوء الحالة السائدة بمجلس الأمن، خصوصاً ما يتعلق منها بالشأن السوري، إضافة إلى مسألة الملف النووي الإيراني والملف الفلسطيني الذي ظل يراوح مكانه منذ سنة 1947. لقد أدت هذه الأسباب الثلاثة مجتمعة إلى القرار المذكور حيث يعتقد الملك أن رفض بلاده للمقعد من شأنه أن يعطي إشارة إلى مجلس الأمن بأنه في حاجة للإصلاح. لقد كان القرار نتيجة لقرارات مجلس الأمن تجاه المسألة السورية خصوصاً قراره المتعلق بالتخلص من أسلحة الدمار الشامل هناك.
أتعني غياب آليات تنفيذ القرارات لدى المجلس؟
ليس ذلك فحسب بل وترك الرئيس السوري بشار الأسد، يقتل شعبه بواسطة الطائرات والمدافع وصواريخ سكود والأسلحة الفتاكة الأخرى وأتى القرار أيضاً في أعقاب حق النقض الذي قامت به كل من روسيا والصين ضد القرار الذي كان من المتوقع أن يفضي إلى قيام حكومة مرحلة انتقالية مكونة من كل أطياف الشعب السوري وأعني بذلك القرار الذي تقدمت به الجامعة العربية إلى مجلس الأمن قبل سنة ونصف.
ما هي النتيجة التي ترونها شخصياً ويراها بلدكم أفضل حل في هذا الشأن؟
الحل الأمثل هو وقف القتل.
كيف؟
لدينا اقتراح تم تقديمه عن طريق وزير خارجيتنا يتمحور حول ضرورة إحداث توازن في القوى على الميدان، ويرمي للحد من التفوق العسكري لبشار الأسد، وتمكين المعارضة من الحصول على الأسلحة اللازمة للدفاع عن نفسها، ونحن لا نتكلم هنا عن إرسال وحدات ميدانية من الجنود لتقاتل مع المعارضة بل لو تم تزويد المعارضة عبر السنتين والنصف من القتال، بصواريخ دفاعية مضادة للمدافع وللطائرات لاستطاعت تدارك التفوق العسكري لقوات بشار الأسد وأجبرته على الجلوس على طاولة المفاوضات، لكن للأسف لم يحصل ذلك وواصل الأوربيون والأمريكان في حرمان المعارضة من وسائل الدفاع عن النفس أمام أسلحة بشار الأسد المميتة، في حين واصل الروس والإيرانيون إمداد جيش بشار بكل ما يحتاجه من أسلحة.
إذن على الولايات المتحدة وأوروبا تسليح المعارضة السورية؟
وهو كذلك لكن على العكس من ذلك، قام الأوروبيون بحظر توريد الأسلحة إلى سوريا وهم يرون أن الحظر لم تكن له آثار تذكر على قوات الأسد وأثرت فقط على المعارضة بحرمانها من الحصول على السلاح واستغرق ذلك سنتين ونصف حتى غير الأوروبيون من قرارهم من حيث المبدأ على تصدير السلاح للمعارضة، لكن لم يحصل شيء من ذلك على المستوى الفعلي ولم يكتف الأمريكان بعدم بيع الأسلحة للمعارضة فقط بل أعلنوا عن نيتهم عدم إمدادها بها، فكيف يمكن موازنة القوى على الأرض إذا كان طرف يحصل على احتياجاته باستمرار من روسيا وإيران والطرف الآخر يحرم منها باستمرار.
هل تعتقد أن تظل بلادكم مكتوفة الأيدي أمام هذا الوضع؟
لا تحاول بلادي حث الولايات المتحدة على فعل شيء فقط بل تحث أيضاً الأوروبيين على تسليح المعارضة.
هل تعتقد أن الرئيس أوباما لم يفهم الرسالة السعودية بعد؟
لست أدري إذا فهمها أم لم يفهمها بعد ولكن أعتقد أن الأسرة الدولية ككل مخطئة في هذا الشأن - الروس مخطئون لأنهم يمدون بشار الأسد بالأسلحة ويسهلون له المزيد من القتل، والصينيون مخطئون لأنهم استعملوا حق النقض ضد كل الخطوات التي قامت بها الأمم المتحدة لوقف القتال، والأوروبيون مخطئون في عدم مد المعارضة باحتياجاتها من السلاح، والأمريكان مخطئون أيضاً في عدم توفير الأسلحة للمعارضة وهذا موقف إجرامي تجاه الشعب السوري.
ما هي رؤيتكم الشخصية لمستقبل سورية؟.
يبدو حسب المعطيات الحالية أن القتال سيتواصل وبشار سيظل في السلطة. إن بشار الأسد الآن تحت حماية مجلس الأمن بسبب القرار المتعلق بإزالة الأسلحة الكيميائية وتصريح كاري الأخير الذي قال فيه بأن الرئيس السوري باق في السلطة حتى يتم القضاء على الأسلحة المذكورة والكل يعرف أن ذلك لن يحدث في أقل من سنة ولذا يمكنك تخيل الرأي العام الإسلامي وهوي يرى الكارثة تستمر ولا أحد يحرك ساكناً.
كيف ترون الوضع في إيران؟
عندما انتخب الرئيس حسن روحاني، أرسل له الملك عبد الله برقية تهنئة، أعرب فيها عن رغبته في إقامة علاقات ثنائية مثمرة مع إيران واستجاب روحاني بالمثل ومنذ ذلك الحين والرئيس روحاني يقدم التصريحات على كيفية دفعه تجاه تحسين العلاقات مع المملكة العربية السعودية لتكون أكثر إثماراً بعد أن عرفت توتراً كبيراً في فترة ولاية الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، دعا العاهل السعودي خلالها إيران إلى الكف عن التدخل في الشؤون العربية وكما ترون ما آلت إليه الأوضاع في لبنان وسوريا والعراق والبحرين بفعل سلسلة من الإجراءات اتخذتها إيران للتدخل في الشؤون العربية. ومن الجانب الآخر، هناك قضية منع الانتشار النووي وكانت السعودية تدعم دائماً باستمرار موقف مجموعة خمسة زائد واحد لدى الأمم المتحدة بخصوص العقوبات المسلطة على إيران من منطلق إيمانها بضرورة إلقاء بيان من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن يقضي بإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل مع التنصيص على أن يشمل البيان ضمان الدول الخمس دائمة العضوية للأمن النووي لدول المنطقة، مثل ما تفعله أمريكا تجاه ألمانيا واليابان أما الضمانة الأخرى التي عليهم الالتزام بها، تتمثل في إنزال العقوبات على أي دولة من دول المنطقة، تقوم بأي عمل من شأنه أن يؤدي إلى تطوير أسلحة دمار شامل، غير أن المشكلة هي أن إيران ماضية إلى يومنا هذا في تطوير أسلحة نووية، أضف إلى ذلك دولة إسرائيل التي تمتلك السلاح النووي.
ألا تخشى من أن تنتج إيران قنبلة نووية؟
طبعًا.
ألا ترى أن روحاني يخدع الغرب؟
من السابق لأوانه الجزم بذلك. روحاني ذكي جداً وأن رغبته في طيّ صفحة الماضي مع الغرب أمر جيد. لكن يجب أن يترجم أقواله إلى أفعال.
هل ستسعى المملكة العربية السعودية حينئذ لامتلاك القوة النووية؟
لقد اقترحت قبل عامين أن تدرس بلدان مجلس التعاون الخليجي جميع الخيارات بجدّية، من ضمنها الحصول على أسلحة نووية إذا امتلكت إيران أسلحة من هذا النوع.
لقد استبعدت تركيا أليس كذلك؟
ستطور تركيا حتماً قدراتها النووية إن أقدمت إيران علي امتلاك الأسلحة النووية. إن هذا التسابق المحتمل من شأنه أن يغيّر المنطقة، سوف يجعلها حتماً أكثر خطورة ومعرضة للإشعاعات، إنه خيار مرعب.
كيف تشعر بعد محادثات وزير الخارجية الأمريكي وليام كيري مع الفلسطينيين؟
إن المفاوضين الفلسطينيين يقولون إن المحادثات معلّقة. والسعودية تعد القضية الفلسطينية مسألة جوهرية، حيث جعلتها ترفض قبول المقعد المخصّص لها في مجلس الأمن.
ماذا تريد المملكة العربية السعودية أن تقوم به الأمم المتحدة بالضبط؟
إنّ على الأمم المتحدة أن تنفذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن رقمي 242 و 338.
وهل تقف الولايات المتحدة الأمريكية حاجزاً أمام تنفيذ القرارين؟
تحافظ الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام الفيتو ضدّ أيّ قرار يعوّض القرار 242. وكانت مسألة استعمال الفيتو واحداً من المآخذ التي اشتكت منها المملكة العربية السعودية. فحقّ النقض يخوّل لروسيا من جهة وللولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى القيام بكل ما يحلو لهما. لقد مرّرت روسيا قرار الأسلحة الكيميائية الذي مكّن الرئيس الأسد من البقاء في السلطة. ولايزالون لهذه اللحظة يزوّدون الأسد بالأسلحة دون ترخيص.
في هذا البلد، هناك على ما يبدو حركة مناهضة لكلّ تدخّل أجنبي؟.
هذا صحيح، لقد عبّرت شخصياً منذ بداية الأحداث أن من الواجب مساعدة المعارضة في الوقوف ضد الأسلحة الفتاكة لنظام بشّار الأسد، ولم يكن هناك أيّ حاجة للتدخّل عدا تزويدها بتلك الأسلحة الدفاعية.
والآن؟
قلقي عندما يمتد هذا الصراع إلى لبنان أو الأردن أو تركيا أو العراق – تخيلي حجم الموارد والطاقات التي سنحتاجها لمنع اشتعال حرب شاملة.
ترى أن هذه الحرب قادرة على الامتداد إلى لبنان والعراق؟
طبعًا. وإسرائيل أيضاً. لن تبقى هذه الحرب محصورة في سوريا. إن حزب الله يقاتل في سوريا. لديك كذلك تنظيم القاعدة والفصائل التابعة إليه وهناك متطوعون من جميع أنحاء العالم.، فلن تظل الحرب مقتصرة على الساحة المحلية السورية إذا استمر القتال. الأولوية الآن وقف القتال بأي وسيلة ممكنة، لكن العالم لم يسع إلى تحقيق ذلك.
هناك من وجه اتهاماً إلى المملكة العربية السعودية بتسليح الجماعات المتطرفة؟.
هذا اتهام باطل لا أساس له من الصحة على الإطلاق. نحن لا نزوّد المتطرفين بأسلحة، إذ تسعى المملكة العربية السعودية بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائنا الإقليميين إلى توفير السلاح للمجموعات التي تدافع من أجل سوريا واحدة وموحّدة.
لكن ليس هناك مساعدات كافية؟.
ليس صحيحاً فقد كانت أمريكا سخية جداً وزودت المعارضة بنظارات الرؤية الليلية ومعدات للوقاية، وقامت بتدريبهم لكن لم تقم بتسليحهم.
هل ترى سوريا مقسّمة؟
آمل ألّا يقع ذلك. لا يقتصر وجود العلويين في سوريا. لديك الأكراد في تركيا وإيران والعراق، وسوف يكون هناك حافز لديهم للوقوف مع العلويين وبعد ذلك سيكون من الصعب احتواء الوضع. الأفضل وقف القتال الآن.
الأردن بدأت فعلاً في تحمّل التداعيات؟.
إنها بالفعل تأوي مليون لاجئ سوري علاوة على اللاجئين العراقيين ونعلم جيداً أنّ الأردن ليست دولة غنية.
هل تعتقد أنّ الولايات المتحدة أخطأت حين دعمت رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي؟
نعم أنا مقتنع بذلك أشدّ الاقتناع، فمنذ توليه منصب رئيس الوزراء، قام المالكي بإزاحة السنة من المناصب المهمة في العراق.وفي الانتخابات الماضية، قدم جنرال إيراني يدعى قاسم سليماني من طهران إلى بغداد للضغط على سائر الأحزاب الشيعية في العراق للانضمام إلى التحالف الذي يقوده المالكي وبسبب الضغط الإيراني، حصل المالكي على أغلبية في البرلمان والمفارقة أن المالكي مسنود من قبل الولايات المتحدة وإيران على حدّ سواء. اليوم هناك المزيد من الناس الذين يموتون في العراق، وبأعداد تزيد عمّا كانت عليه زمن ذروة التمرد عام 2006.إن المالكي لا يفعل شيئاً للعراق ولا تحسن يطرأ على الوضع الأمني أو الاقتصادي هناك.
قال أوباما إن استخدام الأسلحة الكيميائية خط أحمر لكنّ سوريا استخدمت الأسلحة الكيميائية. وعرض الموضوع أمام الكونغرس وفي نهاية المطاف أنقذته روسيا هل هذا يؤشر على ضعف الولايات المتحدة؟
على الإطلاق. فالرأي العام في جميع أنحاء المنطقة يقرّ أن الولايات المتحدة لم تلعب الدور الذي ينبغي أن تؤديه.
هل تعتقد أن روسيا تسدّ الآن الفجوة في منطقة الشرق الأوسط؟
لا أعتقد أن روسيا ستقوم بذلك الدور. إن روسيا بوقوفها مع الأسد تخسر بقية العالم الإسلامي، إن الروس يقاتلون مع الجانب المخطئ.
كيف ترى الحالة المصرية؟
أعتقد أنها ضبابية. لقد رسموا خارطة طريق ووضعوا جدولاً زمنياً لذلك وأنهوا كتابة الدستور الجديد الذي ستليه الانتخابات البرلمانية والرئاسية. وإذا نجحت خارطة الطريق، سيستقرّ الوضع في مصر وأعتقد أنهم مدّوا جسور التواصل مع جماعة الإخوان المسلمين.
ألن يحاكم الرئيس المصري السابق محمد مرسي؟
بلا، لكنهم يريدون مدّ جسور التواصل مع المنخرطين في جماعة الإخوان المسلمين وليس مع القيادة. جماعة الإخوان المسلمين، ستبقى مناهضة للحكومة في الخفاء ولذلك ستظل الحالة ضبابية.
هل تعتقد أن جزءاً من غضب المملكة على الولايات المتحدة يعود إلى 2011، عندما سمحت الولايات المتحدة الإطاحة بالرئيس المصري السابق حسني مبارك بتلك السرعة؟
أعتقد أن هناك نوعاً من خيبة الأمل لأن الولايات المتحدة لم تقف إلى جانب شخص كان حليفاً قوياً جداً للولايات المتحدة لمدة 30 عاماً.
يقول الناس إنّ المعارضة المعتدلة في سوريا ضعيفة، فما تقييمكم الخاص؟
لم تعط لهم الوسائل اللازمة ليكونوا أقوياء. لنفترض أنّ زعيم المعارضة الجنرال سليم إدريس قد منح الوسائل للدفاع عن الشعب السوري ضد طائرات ودبابات بشار فانّ الجميع سيساندونه.
إنهم يلجؤون إلى المجموعات التي يمكن لها الحصول على الأسلحة أي إلى الجماعات المتطرفة؟
ليسوا جميعاً جماعات متطرفة وهناك جماعات تتسم بالكفاءة، وهي على استعداد للموت من أجل القضية وهذا هو الخطأ الذي وقع فيه الأوروبيون والأمريكان.
هل فات الأوان؟
لا، ليس بعد. لايزال القتل مستمراً. تحتاج لتزويد الناس بالأسلحة للدفاع عن أنفسهم.
هل هناك ما يكفي من المعارضة المعتدلة؟
أعتقد ذلك.
هل أنت مع عمل عسكري ضد إيران؟
لا، ستكون العواقب كارثية. لن تستطيعوا منع إيران من تطوير قدراتها النووية. إن العمل العسكري، يعدّ حافزاً للشعب الإيراني لتطوير رادع نووي. إذا هاجمتموهم، سيبذلون قصارى جهدهم للحصول على السلاح النّووي. إذا كان العمل العسكري غير ممكن، أصبح الخيار الدبلوماسي ممكناً من خلال إحداث منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
وماذا عن تشديد العقوبات؟
إنه حلّ عمليّ أيضاً.
ولكن إسرائيل لن تمتثل لتطبيق مطلب خلق منطقة خالية من الأسلحة.
وماذا بعد؟ إذا قدّم الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً به كافة الضمانات التي أشرت إليها، فلم تستجب لا إسرائيل ولا إيران. لماذا من الواجب دوماً أن نهتم بما تريد إسرائيل أو لا تريده ؟ يجب أن نحفّزهم ليس إلاّ.
ما هو إحساسك فيما يتعلّق بالرئيس أوباما؟
جعل سقف الانتظار عالياً.
والآن؟
هناك خيبة أمل كبيرة. وبالتأكيد فإنّ المسألة السورية أثبتت خطأ السياسة الأمريكية. هذا رأيي الخاص. وهذا هو أيضاً رأي كثير من الناس في البلدان العربية. كيف يمكنك إصلاح ذلك؟ لن يكون إلا من خلال تصحيح الخطأ. إذا أيّد أوباما كيري بشأن القضية الفلسطينية وحصل اتفاق بين إسرائيل وفلسطين فذلك سيحسب للرئيس أوباما، إضافة إلى إقناع الإيرانيين بوقف تصنيع سلاح نووي، نحن بالنسبة لنا القضية الفلسطينية هي القضية الجوهرية في الشرق الأوسط.
وإذا تم حل هذا المشكلة اليوم، فإنّك لن توقف الإيرانيين عن تصنيع قنبلة نوويّة؟.
حلّ معضلة القضية الفلسطينية سيقلّل من تدخّل إيران في الشؤون العربية لأنّ إيران تسوّق صورة لنفسها على أنها محررة الفلسطينيين والسوريين وهذا سيؤدي إلى التساؤل عن سبب دعم روسيا والصين وإيران للأسد الذي لم يكن عفويّاً البتّة.