كتب - حذيفة إبراهيم:
طالب أهالي أطفال تعرضوا للعنف والتعذيب في إحدى الحضانات بمنطقة الحد بإنزال أشد العقوبات على مديرة الحضانة وكل من تسبب بالأذى لأطفالهم فيها، مشيرين إلى ضرورة تخصيص معالج نفسي وجسدي للأطفال الذين تعرضوا لانتهاكات في تلك الروضة.
وأشاروا خلال لقائهم مع الصحافة المحلية إلى أن مستوى النظافة كان متدنياً في الحضانة، فضلاً عن استخدام كرسي العقاب وربط الأطفال فيه منذ دخولهم الحضانة ولحين الخروج منها، مبينين أن ذلك تسبب بأذى نفسي وجسدي للأطفال.
وأوضحوا أنهم لم يشكوا بالحضانة لحين توضيح الأمور من قبل إحدى المدرسات التي عملت لمدة 5 أيام في الحضانة، والتي أبلغت الأهالي لاحقاً بما جرى هناك.
واتفقوا جميعاً على إصابة أطفالهم بالعطش الشديد والجوع بمجرد استلامهم لهم، حيث لم يكونوا يحصلون على التغذية الكافية في الحضانة، رغم أن الأهالي يرفقون الطعام الخاص بعيالهم.
شهادة المدرسة
كشفت المدرسة «ر.س» كانت تعمل في الحضانة التي تم إغلاقها مؤخراً في منطقة الحد عن الأساليب التي استخدمتها مديرة الحضانة في تعذيب الأطفال الموجودين لديها، مشيرة إلى أنها كانت تستخدم تلك الأساليب مع الأطفال المتميزين أو «المشاكسين».
وقالت خلال لقاء الصحافة المحلية مع أهالي الأطفال في المنطقة الدبلوماسية إنها عملت لمدة لا تزيد عن الـ 5 أيام، إلا أن ما رأته أهالها، حيث تستخدم المديرة «كرسي الطعام» المخصص للأطفال الأقل من عام واحد، في معاقبة أطفال أعمارهم أكبر من سنة ونصف، مما يتسبب لهم بالأذى الجسدي فضلاً عن الأذى النفسي. وتابعت «علمت عن الوظيفة من خلال إحدى الجرائد الإعلانية، وبدأت بالعمل معها في نهاية أكتوبر، كان الوضع طبيعياً جداً في اليوم الأول، إلا أنه سرعان ما تغير وبدأت أطلع على الحقائق الموجودة هناك». وأضافت «كراسي العقاب في الحضانة بلغت حوالي 8 كراسي، كان يجلس عليها بعض الأطفال الموجودين بشكل مستمر، خصوصاً طفل لم يتم عامه الثالث بعد واسمه محمد الشهابي، حيث كانت تعاقبه فيه منذ أول دخوله للحضانة ولحين قدوم أهله لاستلامه، ويبقى طوال تلك الفترة دون حركة ويبكي بكاء شديداً». وأشارت إلى أنها كانت تضع الأطفال على الكراسي إما في غرفة مظلمة أو في الصالة الرئيسة والتي لا يوجد بها منفذ للتهوية أو مكيف هوائي، وهو ما يجعلهم في حر شديد جداً، تختلط فيه الدموع بالعرق. وروت «ر.س» أنها سمعت أصوات ضرب للأطفال سواء من قبل مديرة الحضانة أو الخادمة الآسيوية التي تعمل لديها، مشيرة إلى أن الحضانة بها 3 خادمات آسيويات من جنسيتين مختلفتين.
وتابعت «الطفل محمد الشهابي هو أكثر من تعرض إلى التعذيب على يد مديرة الحضانة، لم تكن تعطيه ماء أو طعاماً خلال فترة وجوده فيها، ومتحاملة عليه طوال اليوم، الأمر يشبه الحبس الانفرادي. وأكدت أن مديرة الحضانة كانت تخدع ذوي الطفل محمد الشهابي «حيث تزيل الطعام الموجود في حقيبة الطعام الخاص به ليظنوا بأنه تناول طعامه، بينما في الحقيقة بأن الخدم هم من يتناولونه بدلاً عنه». وأشارت إلى أن الحضانة بها 24 طفلاً بحد أقصى، وتم تسجيل آخر طفلة واسمها «ريماس».
انخفاض وزن الأطفال
أم طارق (سنتين ونصف) أشارت إلى أنـــه وخلال فترة وجوده في الحضانة ينخفض وزنه بشكل كبير، فضلاً عن احمرار عينه، وسرحانه المستمر. وتابعت بأن ابنها يعاني عادة من العطش المستمر وتعب آلام في القدم والبطن اكتشفت لاحقاً أنها بسبب ما يجري له خلال فترة تواجده في الحضانة.
وبيّنت أنها تلقت اتصالاً من مديرة الحضانة أبلغتها فيه بأن المدرسة ضربت ولدها وصورته، لتكتشف لاحقاً بأن المديرة حاولت تضليلها فقط.وأشارت إلى أنها حاولت التواصل مع الأهالي خلال حفلة أقامتها مديرة الحضانة يوم الجمعة قبل الماضي، إلا أن الخوف بدا واضحاً على تصرفات المديرة، والتي رفضت مراراً أن تتواصل مع بقية الأهالي نظراً لكونها عرفت الحقيقة.
وتابعت «كنت أمتلك صورة لابني وهو في الكرسي وقد أسقطته رأساً على عقب، وعندما أريته إلى الطفل عدنان، أكد لها أن هذا هو طارق أثناء بكائه في الحضانة».
وبينـــت أنه وبعد أن أخذته إلى المستشفــــى، أكدت لها أخصائية الأطفال د. فضيلة المحروس أن ولدها يعاني من إصابات بالظهر والقدم وغيرها من المناطق، فضلاً عن تعرضه لعنف نفسي وخوف يحتاج إلى معالجة، مشيرة إلى أنها سترفق التقرير مع الشكوى المقدمة ضد الحضانة.
محمد الشهابي
من جهتها، أكدت والدة الطفل محمد الشهابي أن ما جرى لابنها أمر غير طبيعي، وكان ربما هو الأكثر ضرراً بينهم، حيث كان يوضع بمكان بعيد عن باقي الأطفال وفي الجو الحار، على كرسي العقاب الصغير جداً بالنسبة لحجمه، فضلاً عن كونه يتم إلقاء الكرسي على ظهره ويبقى رأس الطفل معلقاً.
وأكدت أنها ستحصل على تقارير طبية حول الأضرار في جسد ابنها وما يعانيه نفسياً من جراء ما حصل له أثناء فترة تواجده في الحضانة. أما أم الطفلة خلود (سنتين ونصف) فأشارت إلى أن أم الطفل خالد تفاجأت بوجود امرأة توقفها عند الإشارة المرورية وتطلب رقم التواصل معها، حيث أبلغتها بأن طفلها يبكي منذ دخوله الحضانة وحتى الخروج منها، دون أن يأكل أو يشرب بسبب معاقبته من قبل المديرة. وأشارت إلى أن رسوم الحضانة هي 300 دينار في الفصل الواحد، و100 للتسجيل، بينما يتم أخذ 10 دنانير في الشهر عن كل ساعة يبقى فيها الطفل في الحضانة بعد الساعة الـ 12 ظهراً.
وتابعت أم خلود بأنها تواصلت مع أم خالد خلال استلامهم لأطفالهم من الحضانة، حيث تحدثوا عن الانتهاكات الموجودة في الحضانة للأطفال والتي كانت بالنسبـــة لهم أمر جديد ولم يكونوا متأكدين بشكل تام منها.
وقالت إن ابنة مديرة الحضانة كانت تعمل معها، بالرغم من أنها أنكرت ذلك مراراً وحاولت نفي صلة القرابة منها.
أسبوعان فقط
أما أم يوســـف (سنتين ونصف) فأشارت إلـــى أنه وبعد اليوم الثالث لوجوده في الحضانة، لاحظت وجود آثار لخدوش على لسانه وأنفه، حيث وبعد التواصل مع ابنة صاحبة الحضانة نفت ذلك الأمر وأبلغتها بأن ما جرى هو خلال رفضه لنزع حقيبته عنه، بالرغم من أن الأمر مستغرب.
وأشارت أم يوسف إلى أنها أخذت التبرير بحسن نية، إلا أنها لاحظت لاحقاً أن الطفل لا يريد لبس الزي الخاص بالحضانة، كما إنه اشتكى كثيراً من آلام في القدم، ووجود سواد تحت عينه، فضلاً عن كونه يظل «يشهق» لفترة طويلة بعد استلامه من الحضانة.
وتابعت بأنه وفي عدة صور في برنامج «الانستغرام» لاحظت وجود كرسي يجلس عليه بعض الأطفال وأرجلهم ظاهرة من تحته، وهو ما تبين لاحقاً بأنه «كرسي العقاب».
وأوضحت أنه بقي في الحضانة لمدة أسبوعين، إلا أنه وعلى الرغم من مضي شهرين على انقطاعه عنها استمر في الخوف والصراخ ليلاً خلال فترة النوم، خوفاً من الحضانة وما جرى فيها، فضلاً عن أنه يخاف كلما سمع باسم «مدرسة».
وأشارت إلى أنه وبعدما قدموا شكوى مع باقي الأمهات في مركز الشرطة، أبلغهم الموجودون هناك بوجود مركز حماية الطفل من العنف، مبينة بأنها تواصلت مع المركز وأبلغها القائمون عليه بأن ولدها يحتاج إلى 6 أشهر من العلاج النفسي عن الأضرار التي حصلت له.
فطريات في جسد طفلة
أما أم هاجر «سنة وشهرين» فأشارت إلى أن ابنتها ظلت لفترة شهر كامل في الحضانة، إلا أنها أصيبت بفطريات في جسدها، وهو ما جعلها «تركض بها شهراً كاملاً في المستشفيات». وأوضحت أن الفطريات أكلت جسدها بالكامل فضلاً عن الإسهال المزمن، كونها تعاني من الأكزيما، مشيرة إلى أنها سلمت مديرة الحضانة معداتها الكاملة من صابون وغيرها، ولكنها لم تستعملها نهائياً.
من جهتها، أشارت أم عبدالرحمن ( سنة وعشرة أشهر) إلى أن ولدها لم يكن الأول في تلك الحضانة، حيث كانت طفلتها الأولى في تلك الحضانة ولم تلحظ عليها تلك الانتهاكات. وأشارت إلى أن ما جرى لابنتها مشابه تماماً لما يجري حالياً لابنها وباقي الأطفال في تلك الحضانة، إلا أنها في تلك الفترة لم تكن تشك بصاحبة الحضانة، ووجهت ظنونها بأن سوء معاملة الخدامة هو ما أصاب الأطفال لذلك، حيث أوقفت عن العمل 3 خادمات سابقاً دون أن تتأكد.
وتابعت بأن ابنتها وابنها يعانان من كدمات وأمراض بشكل مستمر.